القبائل العربية

قبائل أرحب: عراقة النسب وأصالة التاريخ في شمال صنعاء

تُعد قبيلة أرحب من القبائل اليمنية العريقة التي تستوطن شمال صنعاء، وتمتد جذورها عميقًا في التاريخ اليمني. تُعرف أرحب بمكانتها البارزة ضمن قبائل همدان الكهلانية، وبدورها المحوري في مختلف المراحل التاريخية. يستعرض هذا المقال نسب قبيلة أرحب، وموقعها الجغرافي، وأهم فروعها، بالإضافة إلى إبراز شخصيات تاريخية بارزة تنتمي إليها.
أولًا: نسب قبيلة أرحب
تنتسب قبيلة أرحب إلى أرحب بن دعام بن مالك بن ربيعة بن الدعام بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان. هذا النسب الرفيع يضع أرحب في صدارة قبائل همدان الكبرى.
ثانيًا: الموقع الجغرافي لقبيلة أرحب
تقع أراضي قبيلة أرحب في المنطقة الشمالية من صنعاء، محصورة بين جبال نهم شرقًا وجبال عيال يزيد غربًا. هذه المنطقة تتميز بتضاريسها الوعرة وأهميتها الاستراتيجية عبر التاريخ.
ثالثًا: أقسام وفروع قبيلة أرحب
تنقسم قبيلة أرحب إلى قسمين رئيسيين هما:

  • بنو زهير: وتضم قبائل بارزة مثل: زِندَان، عيال عبد الله، بني علي، شاكر، بيت مران بني الحقاري، بيت فازع وأبوهادي.
  • ذيبان: وتشمل قبائل مهمة منها: عيال سحيم، بني مُره، بني حَكَم، الزُبيراَت، حبار، بني سليمان، وقبائل حسان.
    وقد تفرعت من هذه الأقسام بطون وعشائر أخرى انتشرت في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية وعُمان ومناطق أخرى من الوطن العربي.
    رابعًا: شخصيات بارزة من قبيلة أرحب
    برزت العديد من الشخصيات الهامة التي تنتمي إلى قبيلة أرحب، وتركت بصمات واضحة في التاريخ اليمني والإسلامي، من أبرزهم:
  • سعيد بن قيس الأرحبي: قائد راية همدان في معركة صفين، وكان من أبرز أنصار الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
  • الحسن بن أحمد الهمداني: العلامة والمؤرخ اليمني الشهير، مؤلف كتابي “الإكليل” و”صفة جزيرة العرب”، اللذين يُعدان من أهم المصادر التاريخية والجغرافية عن اليمن والجزيرة العربية.
  • علي بن محمد رَدمَان الأرحبي: من كبار مشايخ بكيل وأحد وزراء المتوكل القاسم بن الحسن المهدي. توفي سنة 1144 هـ ودُفن في الروضة بصنعاء، ويُعرف مسجده بمسجد رَدمَان، وهو جد آل رَدمَان المشايخ المعروفين حتى اليوم.
    خامسًا: دلالات اسم “أرحب” ومواقع أخرى تحمل نفس الاسم
    يُشير اسم “أرحب” لغويًا إلى السعة والرحب والكرم والجود، مما يعكس صفات عُرفت بها القبيلة. بالإضافة إلى القبيلة المعروفة، يُطلق اسم “أرحب” على عدة مواقع أخرى في اليمن، منها:
  • أرحَب: حصن في جبل لَبعُوس من يافع.
  • أرحَب: من قرى المُفلِحي من يافع أيضًا.
  • أرحَب: قلعة وبلدة في جبل الحُصين بالضالع.
  • أرحَب: قرية من وادي قاعِده من وصاب العالي.
  • أرحَب: قرية غربي الأُزد في رَازح من بلاد صعدة.
    سادسًا: قبيلة أرحب في التاريخ
    تتمتع قبيلة أرحب بتاريخ حافل بالأحداث والمواقف الهامة. كانت تُعرف في الجاهلية بعبادة الصنم يعوق، الذي كان منصوبًا في خيوان، وكان لها بيت تحج إليه في ريام. وكانت من أوائل القبائل اليمنية التي استجابت للدعوة الإسلامية في السنة السادسة للهجرة. شاركت أرحب بفاعلية في الفتوحات الإسلامية ونزلت في الشام والعراق والحجاز، وكان لها حضور قوي في معارك صفين والجمل وغيرها.
    برز من أرحب العديد من القادة والفرسان والشعراء والعلماء على مر العصور، مما يؤكد مكانتها المرموقة في التاريخ اليمني.
    خاتمة:
    تظل قبيلة أرحب من القبائل اليمنية الأصيلة التي حافظت على عراقة نسبها وأصالة تاريخها. يمتد تأثيرها عبر مختلف المراحل التاريخية، ولا يزال أبناؤها يساهمون في نسيج المجتمع اليمني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock