الاخبار المحلية

في محراب الطبيعة الشامخة: يمنيون يؤدون صلاة العيد بتضرعات تخترق الغيوم

في مشهدٍ يختزل عظمة الروحانية وجمال الطبيعة الخلابة، تجلى عيد الفطر المبارك في اليمن هذا العام بصورة فريدة، حيث اصطف المصلون على سفوح الجبال الشاهقة، ليقيموا صلاة العيد في أجواءٍ تلفها السكينة والخشوع..

فبينما كانت أقدامهم تطأ سجادات الصلاة المتواضعة، كانت أرواحهم تحلق في سماء الإيمان، متجاوزةً حدود المكان والزمان.

وما إن بدأ صوت التكبير يرتفع مدويًا، حتى تعانقت هذه الأصوات العذبة مع همسات الرياح العابرة، لتشكل سيمفونية إيمانية مؤثرة. وقد اصطفت صفوف المصلين بتنظيمٍ بديع، وكأنها امتداد طبيعي لتلك القمم الشامخة التي تحتضنها، شاهدةً على لحظة إيمانية عميقة تخترق الأفق الرحب.

في هذا السياق، يمكن للمرء أن يتأمل كيف أن اختيار هذا الموقع بالذات يحمل دلالات رمزية عميقة، حيث يلتقي الإنسان بالطبيعة في أبهى صورها، ويرتقي بروحه نحو خالق الكون.علاوة على ذلك، فإن أداء صلاة العيد في قلب الطبيعة اليمنية الساحرة يضفي على المناسبة بعدًا جماليًا وروحيًا استثنائيًا.

ففي هذا المكان، الذي يعلو فوق السحاب، يبدو وكأن الأرض قد ارتقت مع المصلين في سجودٍ خاشع، وكأن الجبال نفسها تردد معهم “الله أكبر” في خشوعٍ أبديّ لا ينتهي. ولعل هذا المشهد يعكس أيضًا عمق ارتباط اليمنيين بأرضهم وهويتهم، وحرصهم على الاحتفاء بمناسباتهم الدينية في مواقع تبعث على التأمل والصفاء.

وإذ يتبادل المصلون التهاني والتبريكات عقب انتهاء الصلاة، يعودون إلى ديارهم بقلوبٍ مطمئنة ونفوسٍ متجددة، حاملين معهم ذكريات هذه اللحظات الروحانية التي جمعتهم في أعالي الجبال اليمنية، مؤكدين بذلك على أصالة إيمانهم وعمق تواصلهم مع خالقهم في كل مكان وزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock