وصفات صحية

الشيخ عبدالله بن علي الحكيمي (1900 – 1954)

كتب: توفيق السامعي

مثل الشيخ عبدالله الحكيمي ثورة لوحده؛ فقد كان شعلة لا تنطفئ، نقل القضية اليمنية إلى كل العالم.

فهو ثائر ورجل تنويري، ومصلح اجتماعي، وسياسي، ومن أهم أعلام اليمن ورجال دينها، ولد في عزلة الأحكوم مديرية حيفان عام (١٩٠٠-١٩٥٤م)، قارع الكهنوت الإمامي، ونَقل جُرمَه الطاغي إلى كل العالم، شُرد، وعُذب، وسُجن، ومات في الأخير شهيداً في سبيل قضيته.

نشأ في حي الشيخ عثمان بعدن، ودرس على بعض علمائها. وفي عام 1918 التحق جنديًّا في الجيش العربي في عدن، ورُقِّي إلى رتبة ضابط، ثم ترك الخدمة العسكرية.

عمل «الحكيمي» بعد ذلك بحاراً في إحدى البواخر الفرنسية، وتنقل في عدد من الموانئ والمدن الآسيوية، والإفريقية، والأوربية، وهناك تعرف على عدد من اليمنيين والعرب.

في عام 1930 انتقل إلى الجزائر واستقر فيها مدة للدراسة على العلامة أحمد بن مصطفى العلوي شيخ الطريقة الصوفية الشاذلية، وأجيز منه، ثم رحل إلى مرسيليا في عام 1936.

بعد خمس سنوات، توجه إلى بريطانيا، على أن يتولى في ربوعها مهمة الإرشاد الديني والاجتماعي، جاعلاً من مدينة «كارديف» مقراً لإقامته، وفيها أسس «الجمعية الإسلامية العلاوية».

في عام 1940عاد عبدالله بن علي الحكيمي إلى مدينة عدن، وحاول ولي العهد أحمد بن يحيى حميد الدين أن يستميله لصالحه بعدما سمع عنه وعن نشاطه السياسي والديني، وأرسل إليه بالحضور إلى تعز، وعينه مرشدًا للواء تعز، وكان يطرح مطالب تنويرية لإخراج اليمن من وضعها الراهن، لكن أحمد حميد الدين وأباه تسوؤهم الأفكار التنويرية وإخراج اليمن مما هي فيه فأدى ذلك إلى الاختلاف بينهما، ومن ثم عاد إلى قريته مروراً بها فأفزعه ما شاهده من جهل وتخلف، وسارع من فوره ببناء مسجد كبير، ومدرسة، وتولى الإنفاق على مدرسيها وطلابها الذين توافد معظمهم من مناطق بعيدة، ثم بعد ذلك توجه إلى عدن.

في عدن ظل على صلة وثيقة برجال الحركة الوطنية الذين فروا إليها كالأستاذ أحمد النعمان والأستاذ محمد محمود الزبيري والشاعر زيد الموشكي والأديب أحمد الشامي والعلامة عبدالله عبدالإله الأغبري وأواهم في داره المتواضع، ولم يكن من خيار غير المعارضة المنظمة؛ فأعلنوا عن تشكيل الجمعية اليمانية الكبرى، واستمر في عدن أكثر من خمس سنوات.

بعد ثورة 23يوليو 1952 في مصر بقيادة محمد نجيب توجه الحكيمي إلى القاهرة طلباً لنصرة مصر في القضية اليمنية، ولينقل قضية اليمن إلى حكومتها، قال له الرئيس محمد نجيب: “لقد علمتمونا كيف نثور، أعيدوا المحاولة ونحن معكم”، ليعود وكله حماس إلى الوطن، الأمر الذي أزعج سلطات الاحتلال، وحليفهم الإمام أحمد، فلفقوا له تُهمة حيازة السلاح، وزجوا به في السجن في عدن. أطلق سراح الحكيمي في 17يونيو1953، بعد أن تم حقنه بجرعات سم يقتل ببطء، لينتخب بعد أربعة أشهر وبالإجماع رئيساً لـ “الإتحاد اليمني”، بينما كانت أعراض التسمم بادية عليه، فهده حينها المرض، وفي المستشفى مات شهيداً، يوم 4أغسطس1954 قبل أن يرى بلاده تتحرر وتعتق من ربقة الإمامة والاحتلال البريطاني، فتوفي عن 54 عاماً.

كان الحكيمي شعلة تنويرية متقدة لا تهدأ، أيمنا حل أو ارتحل عرف بقضيته، ونشر العلم والتوعية والتنوير، وكان وهج الجمهورية قبل التأسيس.

لو سئلت -كباحث- عن أهم الشخصيات التي كانت فعلاً نواة التأسيس ومشكاتها للجمهورية لرتبتها على النحو التالي:

  • الزبيري
  • النعمان
  • الحكيمي
  • ناشر العريقي
  • أحمد ناشر العريقي
  • عبدالغني مطهر
  • جازم الحروي

فالثلاثة الأوائل نقلوا قضية اليمن إلى كل الشعب ونقلوها خارجياً للعالم، وكان لهم فضل التنوير والتوعية وتحريك المياه الراكدة.

والأربعة الآخرون هم العصب المالي والحاضنة التي هيأت الظروف وكل وسائل التثوير على الإمامة.

أما الدينامو الحقيقي بعدهم، ومن له الفضل في الثورة اليمنية ونجاحها فقد كان الشهيد جمال جميل، الذي قاد الثورة العسكرية وأسس العمل العسكري ونظم الضباط الأحرار،ويأتي بعده في المنزلة الفضيل الورتلاني الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock