الصحابي الجليل أبيض بن حمال الماربي

وفد أبيض بن حمال إلى النبي ﷺ:
جاء أبيض بن حمال المأربي مع وفد من قومه إلى النبي ﷺ في المدينة، وكان ذلك بعد فتح مكة أو في بدايات انتشار الإسلام في اليمن.
كان أبيض بن حمال سيدًا في قومه، فصيحًا، حكيمًا، وله مكانة بين العرب، وعندما وصل إلى النبي ﷺ، استقبله النبي استقبالا كريمًا يعكس تواضعه واهتمامه بالوفود القادمة للإسلام.
- تكريم النبي ﷺ له بفرش ردائه
عندما دخل أبيض بن حمال على النبي ﷺ، استقبله بحفاوة كبيرة، وفرش له ردائه وأجلسه عليه، وهذا التصرف يحمل دلالات عظيمة، منها:
إكرام الضيف: حيث كان العرب يعتبرون هذا التصرف أعلى درجات التكريم، وهو تعبير عن الاحترام والتقدير.
تقدير النبي ﷺ للوفود القادمة من مناطق بعيدة، خصوصًا أنه كان من اليمن، وهم أهل حكمة وفطنة.
دليل على مكانة أبيض بن حمال في قومه، حيث كان زعيمًا ذا شأن، مما جعل النبي ﷺ يخصه بهذه المعاملة.
3- الحوار بين النبي ﷺ وأبيض بن حمال
بعد هذا الاستقبال الكريم، بدأ الحوار بين أبيض بن حمال والنبي ﷺ، وكان من أهم ما دار في اللقاء:
طلبه إقطاع معدن الملح:
طلب أبيض من النبي ﷺ أن يمنحه حق الانتفاع بمعدن الملح في أرض مأرب.
النبي ﷺ وافق في البداية، لكنه عندما علم أن هذا المورد لا ينضب (مثل الماء)، سحب الإقطاع حتى يبقى حقًا عامًا للمسلمين.
مفاوضته على الصدقة عن أهل مأرب:
طلب أبيض أن يُعفى قومه من دفع الزكاة على الذرة، باعتبارها قوتهم الأساسي.
وافق النبي ﷺ على ذلك، وأمر بإعفائهم، في دليل على مراعاة الإسلام لحاجات الناس وظروفهم.
- أثر هذا الموقف في الإسلام
أظهر هذا الحدث رحمة النبي ﷺ وعدله في توزيع الموارد.
أصبح تصرف النبي ﷺ في عدم منح الموارد الدائمة لفرد واحد قاعدة فقهية في الإسلام، تُطبق حتى اليوم.
زاد هذا الموقف من مكانة النبي ﷺ عند القبائل العربية، لأنه كان قائداً يهتم برعيته ويحرص على تحقيق العدالة.
الخاتمه
أبيض بن حمال كان زعيمًا حكيمًا من مأرب، استفاد من قربه من النبي ﷺ في تحسين أوضاع قبيلته، وترك بصمة واضحة في الفقه الإسلامي فيما يخص الموارد الطبيعية والضرائب.
