عبدالغني مطهّر(1922 – 2003)

كتب: توفيق السامعي
عبدالغني مطهر بن عبده بن سنان بن حيدرة بن معمّر بن حيدرة، ثائر وسياسي ورجل اقتصاد، واحد من أهم رجال الثورة المعدودين وعمودها الاقتصادي مع أحمد عبده ناشر العريقي.
ولد في قرية (الحباترة) من عزلة (الأعروق)، من بلاد (الحجرية) في محافظة تعز، 1340هـ – 1922م.
عندما بلغ الثانية عشرة من العمر، أرسله والده إلى عدن، وهناك عمل مع أحد أصدقاء والده لمدة عامين، ثم بعدها رحل إلى المكلا، قبل أن يعود إلى قريته في السادسة عشرة من العمر، وهناك تزوج، ثم سافر إلى الصومال، وأثيوبيا، حيث استقر في أديس أبابا، وامتهن التجارة إلى أن أصبح رجل أعمال معروفاً.
ما إن استتبت له الأمور وتمكن من جمع ثروة لا بأس بها بدأ استثمارها يتسع نحو أسمرة، لم يهنأ له العيش برفاهية بجانب امواله وبمعزل عن ابناء بلده الذين يعانون الأمرين، فقرر العودة للنضال ومقارعة الكهنوت من داخل الأراضي اليمنية، وصفى كل أعماله في اديس أبابا واسمرة منتقلاً إلى تعز، فشكل “الحراك الوطني للثورة” مع شخصيات أخرى، حتى عرف بأنه ممول الثورة الأول وديناموها الاقتصادي.
أسهم في تأسيس اللجنة التأسيسية للأحرار في العام 1958، واشترى الأسلحة لدعم الثوار وإلى جانبه كوكبة من المناضلين مثل ناشر عبدالرحمن العريقي ومحمد مفرح، وعبدالقادر الخطري، وزيد مهفل وغيرهم من الأحرار إلى جانب تأسيسه تنظيم التجار الأحرار الذي ضم عضوية كل من علي محمد سعيد، وعبدالقوي حاميم وأحمد ناجي العديني وأحمد ناشر العريقي.
شكل عبدالغني همزة الوصل بين الزعيم جمال عبدالناصر والثوار وكان من أهم المخططين لها العاملين على إنجاحها بشهادة كل الآباء المؤسسين الآخرين.
عمل عضوًا في مجلس قيادة الثورة، وعضوًا في مجلس الرئاسة، وعيّن سفيرًا في جمهورية الصين الشعبية، وكان آخر منصب تولاه محافظًا لمحافظة تعز.
كان الممول الأول للثورة اليمنية ثورة الـ26 من سبتمبر من خلال تجارته اتصل بالجمعية اليمنية الوطنية الكبرى في عدن التي كانت تجمع التبرعات للثوار المناهضين لحكم الإمامة في اليمن، فساهم من خلال هذه الجمعية بكثير من الدعم وكان الداعم الأول لصحيفة “صوت اليمن” التي تساهم في نشر الوعي الثوري في أوساط الشباب اليمني.
وبعد أحداث الصدامات التي حدثت عام 1387هـ/ 1967م بين فصائل القوميين العرب والقبائل العسكرية من الجيش، والمعروفة بـ(أحداث نوفمبر) سجن مدة، ثم نفي إلى مصر، فمكث هناك اثني عشر عامًا، وعاد إلى اليمن سنة 1410هـ – 1981م، ومكث على ذلك حتى توفي.
هو صاحب كتاب “يوم ولد اليمن مجده” الذي يحكى البداية وعمق المعاناة وحتى الانتصار.
توفي الأب المؤسس عبدالغني مطهر في مدينة تعز، ودفن في مقبرة (الأجينات) في تاريخ: 13/8/1424هـ – 9/10/2003م.
