الذهب يحقق قفزة تاريخية في مصر والعالم وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية

شهدت أسواق الذهب في مصر والعالم موجة صعود غير مسبوقة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت الأسعار محليًا بنسبة 18%، بينما قفزت الأونصة العالمية بنسبة 19% مسجلة أعلى مكسب ربع سنوي منذ نحو أربعة عقود. ويعزو الخبراء هذا الارتفاع القياسي إلى اتجاه المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهدين الاقتصادي والجيوسياسي عالميًا.
تفاصيل الارتفاع في السوق المصري
وفقًا لبيانات منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات إلكترونيًا، فقد شهد الغرام عيار 21 ارتفاعًا ملحوظًا بقيمة 680 جنيهًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، حيث بدأ يناير عند 3740 جنيهًا، ليصل إلى ذروته عند 4425 جنيهًا، ويختتم مارس عند 4420 جنيهًا. كما سجلت الأعيرة الأخرى مستويات قياسية، حيث بلغ عيار 24 سعر 5051 جنيهًا، بينما حقق عيار 18 سعر 3789 جنيهًا، وعيار 14 سعر 2947 جنيهًا، كما صعد الجنيه الذهب إلى 35360 جنيهًا.
الأداء الاستثنائي في الأسواق العالمية
على الصعيد الدولي، شهدت أونصة الذهب ارتفاعًا صاروخيًا بقيمة 502 دولار خلال نفس الفترة، حيث قفزت من 2624 دولارًا في بداية يناير لتصل إلى مستوى قياسي جديد عند 3128 دولارًا في 31 مارس، وهو أعلى سعر في التاريخ، قبل أن تغلق عند 3126 دولارًا.
زخم شهري قوي
وتكشف البيانات عن أداء شهري قوي خلال مارس وحده، حيث ارتفع سعر الغرام عيار 21 في مصر بنسبة 9% (370 جنيهًا)، فيما قفزت الأونصة عالميًا بنسبة 9.4% (268 دولارًا). كما شهدت تعاملات يوم الاثنين الماضي ارتفاعًا إضافيًا محليًا بقيمة 35 جنيهًا للغرام، بينما أضافت الأونصة العالمية 41 دولارًا لتقترب من مستواها القياسي.
خلفية الصعود والتداعيات
يأتي هذا الأداء الاستثنائي في ظل مخاوف متزايدة من تباطؤ اقتصادي عالمي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كأصل واقٍ من التقلبات. كما تلعب التوقعات حول السياسات النقدية وحركة الرسوم الجمركية دورًا في تعزيز الطلب على المعدن النفيس.
ويبقى السؤال: هل يستمر هذا الزخم الصعودي في ظل الظروف الحالية؟ تشير كل المؤشرات إلى أن الذهب قد يحافظ على جاذبيته كخيار آمن طالما استمرت عوامل عدم اليقين، مما يجعله محط أنظار المتعاملين في الفترة المقبل