صدمة لصناعة السيارات الألمانية وانهيارات حادة في الصادرات

صفعة قاسية تلقتها صناعة السيارات الألمانية! كشفت رابطة صناعة السيارات الألمانية (VDA) اليوم الخميس عن انخفاض صادم في صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار، واصفةً السبب الرئيسي بصراحة: الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا التراجع الحاد يضرب قطاع السيارات في أهم أسواقه الخارجية، ويُفاقم مخاوف المصنعين الألمان من خسائر فادحة.
حجم الانكماش في المبيعات
الأرقام الرسمية التي نشرتها الرابطة لا تترك مجالاً للشك في حجم الضرر:
- أبريل/نيسان: انخفاض بنسبة 13% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
- مايو/أيار: انهيار حاد بنسبة 25% مقارنة بمايو 2023.
- الحجم الإجمالي: لم يتجاوز عدد السيارات المصدرة للولايات المتحدة خلال الشهرين 64,300 سيارة فقط – وهو رقم يعكس شدة التراجع.
(سبب الأزمة – قرار ترامب):
يعود السبب المباشر لهذا الانهيار إلى القرار الأمريكي الصارم:
- 25% على واردات السيارات: فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي في أبريل/نيسان.
- توسيع ليشمل قطع الغيار: ثم امتدت هذه الرسوم لتطال قطع غيار السيارات بدءاً من شهر مايو/أيار.
- الهدف المعلن: يهدف ترامب من هذه الإجراءات إلى “تعزيز الصناعة الأمريكية” وحماية منتجي السيارات المحليين من المنافسة الأوروبية، خاصة الألمانية.
(تحذيرات عاجلة من الرابطة):
رداً على هذه الأزمة المتسارعة، وجهت هيلديجارد مولر، رئيسة رابطة صناعة السيارات الألمانية، نداءً عاجلاً ومباشراً:
- الاتفاق السياسي فوراً: “يجب بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن“.
- السرعة حاسمة: شددت مولر على أن “للسرعة دوراً حاسماً” في احتواء الضرر.
- الهدف طويل الأمد: بينما أكدت أن “اتفاقية التجارة الحرة تظل هدفاً طويل الألمد“، إلا أن الحل العاجل للنزاع الحالي هو الأولوية القصوى الآن.
(ضغوط سياسية وموعد نهائي):
تتصاعد الضغوط على خلفية هذه الأرقام الكارثية:
- الموعد النهائي لترامب: حدد الرئيس الأمريكي التاسع من يوليو/تموز موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من حدة التوتر.
- تحذير وزير الاقتصاد الألماني: حث روبرت هابيك، نائب المستشار ووزير الاقتصاد الألماني، التكتل الأوروبي على “تسوية نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة بسرعة”. وأكد أن حماية صناعات أساسية مثل السيارات والصلب والأدوية هي على المحك.
(تكلفة باهظة.. نصف مليار يورو في شهرين!):
تكشف التقديرات الأولية عن حجم الخسائر المادية الفادحة التي بدأت تظهر:
- وفقاً لتقديرات رئيسة الرابطة هيلديجارد مولر في يونيو/حزيران، تكبد مصنعو السيارات الألمان تكاليف إضافية بلغت نحو نصف مليار يورو (500 مليون يورو) في شهر أبريل/نيسان وحده بسبب هذه الرسوم الجمركية.
- يُتوقع أن ترتفع هذه الخسائر بشكل كبير مع استمرار تطبيق الرسوم وامتدادها لقطع الغيار، خاصة بعد تراجع المبيعات الكبير في مايو.
(مستقبل غامض وتحديات كبرى):
يواجه قطاع السيارات الألماني، أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، اختباراً صعباً:
- استمرار الرسوم يعني خسائر مستمرة وتآكلاً للقدرة التنافسية في السوق الأمريكية الحيوية.
- الفشل في التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي في 9 يوليو قد يؤدي إلى تصعيد إضافي وربما فرض رسوم أوسع.
- هذه الأزمة تضاف إلى تحديات التحول للكهرباء والمنافسة الشرسة مع مصنعين جدد، مما يزيد الضغط على الشركات الألمانية.
صناعة السيارات الألمانية، التي طالما اعتزت بجودتها وقوتها التصديرية، تجد نفسها في موقف دفاعي صعب، حيث تحولت الرسوم الجمركية الأمريكية إلى عاصفة تهدد عصب اقتصادها. الأنظار تتجه الآن إلى بروكسل وبرلين وواشنطن لمعرفة ما إذا كان الحل الدبلوماسي سيخرج إلى النور قبل فوات الأوان.