من هو رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري

في تطور ميداني مفاجئ أفادت مصادر إيرانية أن اللواء محمد باقري ، محمد حسين أفشردي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، قد استشهد إثر اغتيال إسرائيلي صباح اليوم، الجمعة الموافق 13 يونيو 2025.
يعتبر هذا الخبر صادم لإيران نظرًا للمنصب الرفيع الذي كان يشغله باقري، ولدوره المحوري في المؤسسة العسكرية الإيرانية.
اللواء محمد باقري في سطور
يُعد اللواء باقري، الذي ولد باسم محمد حسين أفشردي، أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين الذين برزوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1989). بدأت مسيرته العسكرية مبكرًا، حيث انضم إلى الحرس الثوري الإيراني بعد اندلاع التمرد العسكري الكردي شمال غرب البلاد في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر في هذا المجال حتى أواخر عام 1983.
مواضيع ذات صلة : المواقع النووية الإيرانية بنية تحتية معقدة ومحط أنظار العالم
شغل اللواء باقري عدة مناصب حيوية وذات مسؤولية بالغة في المجالات العسكرية والأمنية. فقد تولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة للحرس الثوري، وكان نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية قبل ترقيته إلى منصب رئيس الأركان.
كما شغل مناصب مهمة مثل مساعد القيادة العامة للقوات المسلحة لشؤون الاستخبارات والعمليات، ومساعد رئيس هيئة الأركان للشؤون المشتركة في القوات المسلحة، ومنسق بين الحرس الثوري والقوات المسلحة.
في 28 يونيو 2016، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، الإمام علي خامنئي، قرارًا بتعيين اللواء باقري رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، خلفًا للواء حسين فيروز آبادي الذي شغل هذا المنصب منذ عام 1989.
خبرة أمنية واستخباراتية واسعة
اكتسب الجنرال باقري خبرات كبيرة في المسائل العسكرية والأمنية نتيجة مهامه المتعددة في أجهزة المخابرات والعمليات.
فبالإضافة إلى مشاركته في الحرب العراقية الإيرانية، خاض تجربة طويلة في التعامل مع المنظمات الكردية الإيرانية المسلحة.
كان مسؤولًا عن شؤون الاستخبارات خلال العمليات التي نفذها الحرس الثوري في التسعينيات ضد قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب كوملة الكردي، والتي كانت تقع على الجبال الحدودية بين إيران والعراق.
كما عمل بشكل وثيق مع الأكراد العراقيين ضد نظام بغداد في تلك الفترة، حيث كانت كلتا الدولتين تدعمان مجموعات كردية ضد الأخرى.
ركيزة في “الشبكة القيادية” للحرس الثوري
كان اللواء محمد باقري يُعرف، إلى جانب كل من اللواء محمد علي جعفري، واللواء علي فدوي، واللواء غلام علي رشيد، بأنهم يمثلون “الشبكة القيادية” لحرس الثورة الإسلامية، مما يؤكد على مكانته المحورية في صنع القرار العسكري والأمني الإيراني.
ويُذكر أنه شقيق اللواء حسن باقري، الذي كان نائبًا لقائد القوة البرية لحرس الثورة الإسلامية.
تداعيات محتملة
يُعد اغتيال اللواء محمد باقري في هجوم إسرائيلي، في حال تأكيده رسميًا، تصعيدًا خطيرًا جدًا في الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل. فإلى جانب كونه رئيسًا لهيئة الأركان، كان يمتلك معرفة واسعة بالبرامج العسكرية والاستخباراتية الإيرانية.
هذا الحدث قد يفتح الباب أمام ردود فعل إيرانية قوية، ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.