أبو ملحة وش يرجعون : نسب عريق وتاريخ مجيد في خدمة الوطن

يناقش هذا المقال الرد على تساؤل أبو ملحة وش يرجعون ، وتعد أسرة آل أبو ملحة من البيوتات الكريمة ذات المكانة الرفيعة في منطقة عسير وجنوب المملكة العربية السعودية. يبرز اسم هذه الأسرة في سجلات التاريخ الوطني، مرتبطًا بالولاء، الإخلاص، والعطاء المتواصل. للإجابة على سؤال أبو ملحة وش يرجعون، يتضح أن نسبهم يعود إلى قبيلة آل رشيد، وهي فرع أصيل من قبيلة آل مطير.
الجذور والأصول: نسب آل أبو ملحة
تشير المصادر التاريخية والأنساب إلى أن آل أبو ملحة ينحدرون من مفلح بن علي أبو ملحة. هذا النسب يربطهم مباشرة بقبيلة آل مطير العريقة، التي تُعد من القبائل الكبيرة والمؤثرة في منطقة عسير وشهران العريضة.
من أبرز شخصيات هذه الأسرة، الذي يعتبر رمزًا لعطائها، هو عبد الوهاب بن محمد بن علي بن سلطان أبو ملحة. ينتمي عبد الوهاب أبو ملحة في نسبه لأبيه إلى آل مطير من قبيلة آل رشيد من شهران العريضة. أما من ناحية والدته، فوالدته هي عطرة بنت عبد الوهاب المتحمي، مما يربطه بأسرة المتاحمة الشهيرة في تاريخ عسير، والتي عرفت بأنصارها الأوائل للدعوة السلفية لحكام الدولة السعودية.
ولاء متجذر: أسرة أبو ملحة وقيادة المملكة
تتميز أسرة أبو ملحة بولائها الراسخ ووفائها العميق للقيادة السعودية، منذ عهد الإمام عبد الرحمن الفيصل، ومن بعده المؤسس الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله. هذا الولاء لم يكن مجرد انتماء عابر، بل تجسد في مواقف وإسهامات وطنية بارزة.
لا يمكن الحديث عن تاريخ توحيد المملكة دون الإشارة إلى الدور الاستثنائي للشيخ عبد الوهاب بن محمد أبو ملحة، الذي كان أمينًا لبيت المال في عسير. لقد وثَّق التاريخ حضوره الفاعل وإسهاماته الجليلة في فصول ومراحل توحيد المملكة، لا سيما في منطقة جازان. بفضل إخلاصه وعزيمته، استطاع توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، ونال ثقة الملك عبد العزيز وتقدير أبنائه الكرام من بعده، مما أنزله الدولة المنزلة اللائقة به.
وقد شهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، في حديث تلفزيوني، على وفاء الشيخ عبد الوهاب أبو ملحة إلى جانب الشيخ سعيد ابن مشيط، واصفًا إياهما بـ”رجلي المهام الوطنية والجسارة والقوة والإرادة”. كما جاء في كتاب الدكتور غيثان بن علي بن جريس، أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد، “جنوب البلاد السعودية.. دراسة تاريخية وثائقية”، تفاصيل لمواقف وطنية بارزة ومراسلات هامة بين الملك عبد العزيز والشيخ أبو ملحة.
قصور أبو ملحة: رمز الكرم والوفاء
من يتحدث عن هذه الأسرة العريقة، لا بد أن يذكره السياق بـقصورهم الشامخة الواقعة على ضفاف وادي بيشة في حي العِرق وسط خميس مشيط. هذه القصور ليست مجرد مبانٍ، بل هي شاهد على مجد المكان والإنسان، ومفتاح لكل من يتساءل أبو ملحة وش يرجعون، فهي تجسد كرم الضيافة وعمق العلاقات. لقد نالت هذه القصور شرف زيارات عديدة من ملوك المملكة ومناديبهم من أمراء ووزراء. وكانت وما زالت مشرعة الأبواب في الماضي والحاضر لخدمة الوطن والمجتمع، وإسداء المعروف، وإغاثة الملهوف.
تأتي هذه الرعاية والعناية بفضل عميد الأسرة، الشيخ المتألق محمد بن عبد الوهاب أبو ملحة، الذي يعرف بوفائه. حكمته، فطنته، وأصالة رأيه. ومن مجالسهم العامرة بالخير، تبرز “إثنينية اللواء سعيد أبو ملحة” (رحمه الله)، والتي كانت ولا تزال عابقة بالأدب. بذل الشفاعات الحسنة، والأعمال الخيرية والإنسانية.
عطاء مستمر: أبناء أسرة أبو ملحة في المناصب القيادية
تواصل أسرة أبو ملحة إسهاماتها الوطنية من خلال أبنائها الذين تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة. فقد نال عضوية مجلس الشورى الشيخان الراحلان (رحمهما الله) عبد العزيز بن محمد أبو ملحة، وعبد الله بن سعيد بن عبد الوهاب أبو ملحة. وقد فجعت منطقة عسير بوفاة الأخير يوم الثلاثاء 8 ربيع الأول الماضي، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات.
إن أبناء أسرة أبو ملحة هم بالفعل رجالات يقصر الكلام عن وصفهم، يتبارون في فعل الخيرات والسخاء. وتفيض أفعالهم بالوفاء والإحسان والإنسانية. إنها الأصالة المتجذرة في هذه الأسرة الكريمة التي تستحق كل الإشادة والثناء والتقدير.
مواضيع ذات صلة: