عدنان العرعور يعود إلى سوريا بعد 53 عامًا.. مشاهدات من “لقاء العودة” تتصدر المشهد الإعلامي

في حدثٍ لافت، عاد الداعية السوري الشيخ عدنان العرعور (77 عامًا) إلى العاصمة دمشق، الخميس، بعد غيابٍ استمر 53 عامًا قضاها خارج البلاد، وسط تفاعلٍ واسع على منصات التواصل الاجتماعي التي تناقلَت مشاهدَ لـ”اللحظة التاريخية” من ساحة الأمويين.
استقبالٌ رسمي وشعبية واسعة
وصل العرعور –المولود في محافظة حماة عام 1948– إلى مطار دمشق الدولي، حيث استُقبل من قِبَل عددٍ من وجهاء العاصمة وشخصيات حكومية، في إشارةٍ إلى الأهمية الرمزية للحدث. وبادر بسجود الشكر فور وصوله، معبرًا عن مشاعره في منشورٍ عبر حسابه على منصة “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر)، الذي يتابعه أكثر من 3 ملايين شخص، كتب فيه: “دخلتُ اليوم بلدي سوريا بعد أكثر من 53 عامًا حُرمت فيها –كما حُرم الملايين– من الوطن والأهل والحقوق.. فالشكر لله وحده، والرحمة لشهدائنا الأبرار الذين ارتوت أرض الشام المباركة بدمائهم”.
جولةٌ في الذاكرة والواقع
نشر العرعور عبر صفحاته الرسمية مقاطع مصوّرة لجولاته في شوارع دمشق، رافقها تعليقٌ حملَ دعوةً بالحفاظ على “نعمة النصر”، في إشارةٍ إلى التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في البلاد. وتُظهر اللقطات تفاعلَ الأهالي مع حضوره، ما يعكسَ مكانته الاجتماعية والدينية في أوساط شرائح من المجتمع السوري.
من المنفى إلى العودة.. مسارٌ طويل
يُعد العرعور أحد الأسماء البارزة في الخطاب الديني السوري، حيث غادر البلاد مطلع سبعينيات القرن الماضي، ليتحوّل لاحقًا إلى رمزٍ في الخطاب المعارض خلال سنوات الأزمة، قبل أن تشهد مواقفه تحولاتٍ أثارت جدلًا في الآونة الأخيرة. وتأتي عودته في توقيتٍ بالغ الحساسية، وسط مؤشراتٍ على تحوّلاتٍ في المشهد السياسي السوري، تزامنًا مع الجهود الإقليمية والدولية لإعادة دمج دمشق في المحيط العربي.
هذا الحدث، الذي اجتذبَ أنظار المتابعين داخل سوريا وخارجها، يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ حول تداعياته المحتملة على المستويين الاجتماعي والسياسي، خاصةً مع تصاعد الحديث عن مرحلةٍ جديدةٍ في مسار المصالحات الداخلية.