أولاً:شجرة الأساعدة من عتيبة وتكوينها العشائري
تتألف شجرة الأساعدة من عتيبة وتحديدا من فخذ الروقة من خمسة فروع رئيسية، تتميز كل منها بتكوينها الاجتماعي الخاص وتاريخها الممتد:
- العبيَّات: يشكلون فخذًا واسع الانتشار، ويتفرعون إلى العديد من الأسر والعوائل التي استوطنت مناطق مختلفة.
- الشناخيب: يعدون من الفروع الهامة في الأساعدة، وينقسمون بدورهم إلى نسيج من الأسر والعوائل المترابطة.
- القرضة: يتميزون بتاريخهم الخاص وامتدادهم العائلي، ويتألفون من عدة أسر وعوائل.
- الخصيان: يمثلون فخذًا له ثقله داخل الأساعدة، ويتضمنون بدورهم تفرعات عديدة من الأسر والعوائل.
- الفراهيد: يمثلون حالة فريدة ضمن الأساعدة. فهم أسر استوطنت مناطق الزلفي والأسياح وعلقة منذ زمن بعيد، قادمين من ساعدة بقعا. وعندما توسعت قبيلة عتيبة وسيطرت على معظم نجد، وجد الفراهيد أنفسهم مجاورين لعشيرة تحمل نفس الاسم (“الأساعدة”) ضمن عتيبة. ونتيجة لهذا التشابه الاسمي، حدث نوع من الانتساب أو التجاور الذي شاع بمرور السنين، وهو أمر معهود في تكوين القبائل العربية وتفاعلاتها.
ثانياً: أمير الأساعدة من عتيبة. حقيقة القيادة وسلطة الزعامة
تؤكد المصادر أن الزحاف هو الأمير المعترف به لعشيرة الأساعدة، ولا يوجد شخص آخر يحمل هذه الصفة الشرعية. وأي ادعاء بمشيخة أو زعامة متوارثة لغيره يعتبر ترويجًا للباطل وافتراءً على الحقيقة. ويعود ذلك إلى عدم وجود شخص من ذرية شقير الزحاف (رحمه الله) قادر على تولي هذا المنصب بعد وفاته، لأسباب معروفة لدى غالبية أبناء الأساعدة.
مواضيع ذات صلة: نسب قبيلة عتيبة الحقيقي
ثالثاً: المواطن الأصلية للأساعدة قبل نزوحهم إلى نجد
تشير المصادر التاريخية إلى أن الموطن الأصلي لعشيرة الأساعدة قبل استقرارهم في نجد كان في بلد رهاط بالحجاز. ويُعرف رهاط بأنه وادٍ شهير يقع إلى الشمال من مكة المكرمة، ويحمل دلالات تاريخية وجغرافية مهمة في المنطقة.
رابعاً: عدود وموارد المياه المشهورة للأساعدة
تتميز مناطق تواجد الأساعدة بوجود عدة عدود وموارد مياه ذات أهمية تاريخية واقتصادية للعشيرة، من أبرزها:
- المواه: يقع هذا المورد في الجهة الجنوبية المواجهة لجبل كشب في عالية نجد. وتشتهر بوجود قليب الفضية الذي ينسب إلى سياف بن دبشي.
- مرَّان: يقع في الجهة الخلفية لجبل كشب، ويضم عددًا من الآبار التي تعود ملكيتها لأفراد من الأساعدة مثل دغيم بن دبشي وضيدان العشاي والزعتر.
- تنضبة (الأسعدية): يقع هذا المورد في الحرة شمال عشيرة، ويعتبر من ممتلكات الزحاف.
بالإضافة إلى هذه الموارد الخاصة، كان للأساعدة موارد مياه مشتركة مع قبيلتهم الروقة في أي مكان يحلون به.
مواضيع ذات صلة:
خامساً: نفي أي هجرة أو امتداد للأساعدة إلى العراق
تؤكد المصادر الموثوقة عدم وجود أي هجرة أو امتداد لعشائر وشجرة الأساعدة من عتيبة خارج نطاق قبيلتهم في نجد والحجاز. وما يروج له بعض العوام والباحثين وأصحاب المصالح حول هجرة قسم من الأساعدة إلى العراق هو تحريف للحقائق. فالعشيرة الموجودة في العراق هي قبيلة “ساعدة” .
سادساً: مساكن الأساعدة بعد توطين البادية في عهد الملك عبد العزيز (رحمه الله)
بعد قيام الملك عبد العزيز (رحمه الله) بتوطين البادية وتكوين الهجر، استقر بعض أفراد الأساعدة في هجرة ساجر، وسكن قسم آخر في هجرة عسيلة، بينما استوطن فريق ثالث منطقة الزلفي. وقد سكن شقير الزحاف في بداية الأمر هجرة الداهنة لفترة من الوقت مع بعض الأساعدة، ثم انتقل لاحقًا إلى عسيلة وبقي فيها حتى وفاته (رحمه الله) حوالي عام 1372 هـ.
للمزيد من التوضيح والتحقق من الحقائق والفروقات بين عشيرة الأساعدة من الروقة وقبيلة ساعدة الكريمة، يمكن الرجوع إلى التغريدات ومقاطع الفيديو المنشورة في الحساب الرسمي للمدونة على تويتر.
نأمل أن تكون هذه النبذة شاملة ووافية لما طلبتموه. ونتطلع إلى دعمكم للمدونة بهدف الحفاظ على موروث القبيلة.
نسب الأساعدة والمتحضرون منهم
يورد العلامة حمد الجاسر في معجم قبائل المملكة العربية السعودية وجمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد إشارات هامة حول نسب الأساعدة والمتحضرين منهم:
- يشير الجاسر إلى أن “الأساعدة واحدهم أسعدي من الرّوقة من عتيبة”، ويذكر أيضًا “بنو أسعد : واحدهم أسعدي من طلحة من الرّوقة من عتيبة”. والمقصود ببني أسعد هنا هو عشيرة الأساعدة، حيث أن “أسعد” هو الجد الأعلى في عمود نسب الأساعدة.
- يتحدث الجاسر عن المتحضرين من الروقة في نجد، مشيرًا إلى أنهم يرجعون إلى فرع الأساعدة في مناطق الزلفي والأسياح (النباج قديمًا) وبقعا في منطقة حائل والجوف وعنيزة. وينقل رواية متواترة عن أجداد هؤلاء المتحضرين بأنهم قدموا من رهاط الوادي المنحدر من الحرة (المسماة باسمه أو بحرة الروقة)، مرورًا بجبال الحجاز وصولًا إلى البحر، مع بقاء ذرية للأساعدة في ذلك الوادي حتى عصره.
تعقيب وتصحيح:
يُشار هنا إلى أن ما ذكره حمد الجاسر حول انتساب أهل بقعا والجوف إلى الأساعدة فيه خلط واضح بين نسب الفراهيد الأساعدة في الزلفي والأسياح وبين نسب قبيلة ساعدة أهل بقعا والجوف. وتؤكد المصادر التاريخية، مثل ما ذكره ابن بشر وابن عيسى والأمير زيد المحمد الرعوجي، على نزول الفراهيد (المعروفين بآل راشد) من الأساعدة إلى الزلفي واستيطانهم فيها منذ القرن الحادي عشر الهجري. كما توضح مخطوطة للباحث إبراهيم المحمد الحمد تفرعات ذرية صالح بن محمد الأسعدي الذي انتقل من المجمعة إلى الزلفي، وهم أجداد الفراهيد المتحضرين في تلك المناطق.
ويؤكد مقبل الذكير على إمارة الفراهيد (آل راشد) للزلفي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجري. بينما ينسب عبد الله آل بسام آل ذكير (خطأً) إلى الأساعدة، وهو ما تنفيه المصادر الأخرى ومشجرات نسب الفراهيد.
كما يورد محمد العبيد إشارات قيمة عن الأساعدة وكرمهم وشجاعتهم ومكانتهم بين قبيلة عتيبة ، ولكنه يقع في وهم مماثل حين ينسب الرشودي في بريدة وأهل بقعا والمويشير في الجوف إلى الأساعدة، حيث أن نسب هؤلاء يعود إلى قبيلة ساعدة غزية هوازن أهل بقعا.
ختامًا، هذا ما استطعنا جمعه عن شجرة الأساعدة من عتيبة وأنسابهم ومواطنهم التاريخية، مع التمييز بين الحقائق التاريخية والآراء المتضاربة والتصويبات الضرورية لبعض ما ورد في المصادر.
مواضيع ذات صلة:
