أعراض الحمل في سن اليأس

يُستخدم مصطلح “سن اليأس” عادةً للإشارة إلى الفترة التي تتوقف فيها الدورة الشهرية لدى المرأة لمدة 12 شهرًا متتالية، مما يعني انتهاء سنوات الإنجاب الطبيعية. ومع ذلك، فإن الفترة التي تسبق سن اليأس، والمعروفة باسم مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause)، هي مرحلة حرجة يمكن أن تحدث فيها بعض الأعراض التي قد تتداخل مع أعراض الحمل المبكر.
من الناحية البيولوجية، يصبح الحمل الطبيعي بعد انقطاع الطمث نادرًا للغاية إن لم يكن مستحيلاً، وذلك بسبب توقف الإباضة وانخفاض مستويات الهرمونات الضرورية للحمل. ومع ذلك، مع التقدم في تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التخصيب في المختبر (IVF) باستخدام بويضات متبرعة أو بويضات مجمدة سابقًا، أصبح الحمل ممكنًا بعد سن اليأس.
أعراض الحمل التي قد تتداخل مع أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث:
خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تبدأ مستويات الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجستيرون) في التقلب والانخفاض، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تشبه إلى حد كبير أعراض الحمل المبكر. تشمل هذه الأعراض المتداخلة ما يلي:
- تأخر أو غياب الدورة الشهرية: على الرغم من أن غياب الدورة الشهرية هو علامة رئيسية على الحمل، إلا أن عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها لفترات خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أمر شائع أيضًا.
- تغيرات في المزاج: تقلبات المزاج، والتهيج، والقلق شائعة في كل من الحمل ومرحلة ما قبل انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية.
- التعب والإرهاق: الشعور بالتعب الشديد شائع في المراحل المبكرة من الحمل وأيضًا خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية واضطرابات النوم.
- اضطرابات النوم: صعوبة النوم والأرق شائعة في كلتا الحالتين. في الحمل، قد يكون ذلك بسبب التغيرات الهرمونية وعدم الراحة الجسدية، بينما في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث غالبًا ما يكون مرتبطًا بالهبات الساخنة والتعرق الليلي.
- تورم الثدي أو حساسيته: يمكن أن يحدث ألم أو تورم في الثديين في المراحل المبكرة من الحمل وأيضًا كجزء من تقلبات الدورة الشهرية خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- الغثيان: على الرغم من أنه يرتبط بشكل كلاسيكي بالحمل (“غثيان الصباح”)، إلا أن بعض النساء قد يعانين من الغثيان كجزء من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية.
- زيادة التبول: قد تشعر بعض النساء بزيادة في الحاجة إلى التبول في المراحل المبكرة من الحمل وأيضًا خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على المثانة.
- الصداع: يمكن أن يحدث الصداع بسبب التغيرات الهرمونية في كل من الحمل ومرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
أعراض قد تشير بشكل أكبر إلى الحمل:
على الرغم من التداخل الكبير في الأعراض، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تكون أكثر دلالة على الحمل، خاصة إذا حدثت بعد فترة طويلة من انقطاع الدورة الشهرية أو كانت مختلفة عن الأعراض المعتادة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث:
- غثيان وقيء شديد (“غثيان الصباح”): على الرغم من أن الغثيان يمكن أن يحدث في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، إلا أنه أكثر شيوعًا وشدة في الحمل المبكر.
- تغيرات ملحوظة في الشهية أو النفور من بعض الأطعمة.
- نتائج اختبار الحمل الإيجابية.
أهمية التشخيص:
نظرًا للتداخل الكبير في الأعراض بين مرحلة ما قبل انقطاع الطمث والحمل المبكر، خاصة إذا كانت المرأة لا تتوقع الحمل أو كانت تعتقد أنها تقترب من سن اليأس، فإن إجراء اختبار الحمل هو الخطوة الأكثر دقة لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الحمل أم عن التغيرات الهرمونية المرتبطة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
يجب على أي امرأة في سن اليأس أو ما قبلها تعاني من أعراض غير معتادة أو غياب للدورة الشهرية إجراء اختبار الحمل لاستبعاد الحمل كسبب للأعراض. يمكن أن يوفر استشارة الطبيب تقييمًا دقيقًا ويساعد في فهم الأعراض بشكل أفضل.
الحمل بعد سن اليأس (باستخدام تقنيات الإنجاب المساعدة):
في الحالات التي يحدث فيها حمل بعد سن اليأس من خلال التخصيب في المختبر (IVF)، قد تظهر أعراض الحمل النموذجية. ومع ذلك، يجب أن تكون المرأة على دراية بالمخاطر المتزايدة المرتبطة بالحمل في هذا العمر، بما في ذلك:
- زيادة خطر الإجهاض والولادة المبكرة.
- زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم الحملي وتسمم الحمل.
- زيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة، مما قد يستدعي الولادة القيصرية.
- زيادة خطر حدوث تشوهات كروموسومية لدى الجنين.
في الختام، يمكن أن تتداخل أعراض الحمل المبكر مع أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بشكل كبير. الطريقة الأكثر موثوقية لتحديد ما إذا كانت المرأة حاملًا هي إجراء اختبار الحمل. يجب على النساء في سن اليأس أو ما قبلها اللاتي يشتبه في حملهن استشارة الطبيب للحصول على تقييم ورعاية مناسبين.