الجبرتي وش يرجع؟ رحلة عبر الزمن تكشف أسرار عائلة سعودية صنعت التاريخ

أصل عائلة الجبرتي

تعود أصول عائلة الجبرتي وش يرجع إلى منطقة القرن الأفريقي، وتحديدًا جزيرة جبرت في إريتريا، والتي كانت تُعرف تاريخيًا بصلاتها التجارية مع شبه الجزيرة العربية. تشير المخطوطات القديمة إلى هجرة أسلاف العائلة خلال القرن الـ15 الميلادي هربًا من الصراعات القبلية، حيث اتخذوا طريقًا تجاريًا يربط بين الحبشة والحجاز

من الجدير بالذكر أن اسم “الجبرتي” نفسه مشتق من اسم الجزيرة الأصلية، مما يؤكد ارتباط الهوية بالمكان. خلال رحلتهم الطويلة، احتفظ أفراد العائلة بتقاليدهم اللغوية والدينية، وهو ما ساهم في الحفاظ على تماسكهم رغم التشتت الجغرافي.

الاستقرار في نجد: الاندماج مع النسيج السعودي

مع وصول العائلة إلى نجد في القرن الـ17، بدأت مرحلة جديدة من تاريخهم. انخرطوا في تحالفات مع قبائل مثل بني سليم، وشاركوا في تأسيس قرى مثل القَعْر بوادي ساية. لم يكن هذا الاندماج مجرد استيطان، بل كان تفاعلًا ثقافيًا عميقًا، حيث تبنت العائلة لهجة نجد مع الحفاظ على ملامح هويتها الأفريقية.

علاوة على ذلك، برع أفراد العائلة في الزراعة والتجارة، مستفيدين من موقع نجد الاستراتيجي على طرق القوافل. هذا النجاح الاقتصادي جعلهم جزءًا لا يتجزأ من النهضة الاجتماعية التي شهدتها المنطقة قبل تأسيس الدولة السعودية.

الشخصيات البارزة: من الصوفية إلى المؤرخين

لعب أفراد عائلة الجبرتي وش يرجع أدوارًا متنوعة في بناء المجتمع:

• عبد الرحمن الجبرتي: المؤرخ الشهير الذي وثق حقبة الحملة الفرنسية على مصر.
• خالد الجبرتي: القائد العسكري الذي شارك في توحيد المملكة.
• الشاعر عبد الله بن شريف: صاحب القصائد التي مزجت بين التراث الأفريقي والثقافة النجدية.

من ناحية أخرى، اشتهرت العائلة بانتمائها للمذهب الشافعي، حيث قدّمت عددًا من الفقهاء الذين أسسوا مدارس دينية في الحجاز ونجد. هذا التنوع في الإسهامات يعكس قدرة العائلة على التكيف مع التحولات التاريخية.

التحديات الحديثة: بين الهوية والاندماج

في القرن الـ21، تواجه العائلة تحدي الحفاظ على تراثها مع الانخراط في المجتمع الحديث. تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن 60% من أفرادها يعيشون الآن في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، بينما يحاول الباقون الحفاظ على الموروث في القرى الأصلية.

على سبيل المثال، لا تزال بعض الأسر تُعلّم أبناءها اللغة التجرينية (لهجة إريترية) إلى جانب العربية. بالمقابل، انضم شباب العائلة إلى قطاعات مثل التكنولوجيا والسياحة، مساهمين في رؤية 2030.

السمات الاجتماعية: مزيج فريد من القيم

تميزت عائلة الجبرتي وش يرجع بخصال اجتماعية نادرة:

• الزواج المفتوح: تقبل زواج البنات من خارج القبيلة شرط الانتماء للإسلام.
• التمسك بالحجاب: نساء العائلة اشتهرن بالالتزام بالزي التقليدي المحافظ.
• التجارة الأخلاقية: نظام مقايضة فريد يعتمد على الثقة دون عقود مكتوبة.

من الجدير بالذكر أن هذه السمات جذبت انتباه علماء الأنثروبولوجيا، حيث تُعتبر حالة دراسة مهمة للتفاعل بين الثقافات.

مواضيع ذات صلة: