منوعات

الرقص البيضاني إحدى الفنون التراثية في البيضاء

الرقص البيضاني أو الشرح البيضاني إحدى الفنون الخاصة بالتراث البيضاني. ويختلف المسمى من مديرية لأخرى فمنهم من يسميه الشرح.

وفي هذا الجزء نستعرض الجوانب الفنية في الرقص البيضاني.

تتفاخر المجتمعات في أغلب المناطق في العالم بثروتها التراثية، وفلكلورها الممتد عبر الأزمان والمتراكم عبر التاريخ، وتسعى بعض المجتمعات التي لا تملك ثروة كبيرة من التراث الفلكلوري بالنبش والبحث في أعماق التاريخ لإيجاد صور من تراث وفلكلور خاص بها، ولأن محافظة البيضاء من أقدم المناطق التاريخة في جزيرة العرب حيث مرت بها ممالك تاريخية عظيمة كأوسان وسبأ، ومرت بها قبائل ضاربة في عمق التاريخ كالأوديين ومذحج، وأسواق قديمة كسوق شمر القائم منذ آلاف السنين وإلى يومنا هذا، فإنها – أي البيضاء – تحتاج إلى بحث بسيط ونبش غير عميق للحصول على تراث وفلكلور كبير تتمناه كثير من المجتمعات وحتى الدول في جزيرة العرب، فكيف إذا كان هذا البحث بطرق علمية صحيحة وهذا النبش عميق فما الذي سنحصل عليه!!؟.

من أهم الأشياء التراثية والفلكلورية المتناقلة عبر الأجيال هي الرقصات الشعبية التي أحيا بها الأجداد لياليهم السعيدة كالأعراس والإنتصارات الحربية وحتى الطقوس الدينية الفرائحية، وقد كانت البيضاء ولا زالت تمتاز برقصتها المثيرة لإعجاب جميع من يراها لأنها ضاربة في التاريخ، ولرمزيتها الحربية والإجتماعية التي تذهل كل متفحص للفلكلور الشعبي، فتعالوا بنا نتكلم عن رمزيتها الحربية والإجتماعية، لأننا تاريخيا نحتاج إلى مراكز دراسات وخبراء أثريين، وهذا قد يكون صعب المنال للظروف التي نمر بها، ولأن أجدادنا – سامحهم الله- كانوا لا يكتبون حياتهم الإجتماعية بل يكتبون غالباً حياتهم الدينية كما تقول لنا أغلب النقوش المُكتشفة حتى الأن.

هناك رمزية مذهلة في الرقص البيضاني، حيث يُمنع على الراقص أن يُنزل رأسه عند الرقص، بل يجب أن يكون رأسه مرفوع وصدره متقدم إلى الأمام كالصقر، وهذه الحالة لأن البياضنة تاريخياً كانوا لا يبنون بيوتهم إلا في أعالي الجبال، كما أن هناك رمزية حربية لهذا الأمر حيث يتشابه الراقص مع الصقر في رفعه لرأسه وصدره، كما أن السرعة الهائلة لهذه الرقصة تثبت هذه الرمزية الصقرية الحربية، وهناك مشهد جمالي للرقصة وهي (الجالسية) حيث ينزل الراقص على قدميه بصورة خاطفة وكأنه ينقض على شيء، كما يفعل الصقر عندما ينقض على فريسته بلمح البصر، كما يقوم الراقص برفع يده اليمنى عند الدوران على حلبة الرقص وكأن أمامك صقر جارح يحلق في السماء بصورة عنفوانية حربية تدل على أن هذا المجتمع قد خاض الحروب عبر التاريخ بصورة قد نقول عنها دائمة.

هناك أشكال مختلفة من الرقص البيضاني ، تميزها حركات الأقدام بحسب الإيقاعات المختلفة، فمن السفيخ السريع إلى العسكرة المنتظمة كانتظام الجنود، إلى البديوية الجميلة كجمال بدو الظاهر في أعالي جبال الكور، إلى البرع والبيحانية والمياح وغيرها من الأشكال المذهلة التي تسحر الألباب وتسعد السامرين وتذهل الباحثين المتخصصين في تراث وفلكلور الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock