الجيش الوطني من مرحلة التأسيس إلى رحلة التهميش

تأسس الجيش الوطني في محافظتي مارب وحضرموت في العام 2015 بعد تحالف الحوثيين والرئيس السابق لإسقاط الشرعية والسيطرة على معظم المحافظات اليمنية والتي بدأت من خلال السيطرة على العاصمة صنعاء في ديسمبر 2014م.
يعد الشهيد اللواء الركن عبدالرب الشدادي من ابناء مديرية العبدية بمحافظة مأرب هو أحد أبرز مؤسسي الجيش الوطني، بالإضافة إلى وزير الدفاع محمد علي المقدشي وآخرين.
يعد الشدادي من أوائل أولئك القادة المؤسسين واستسهد خلال معارك مع الحوثيين بصرواح غرب مأرب، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2016، واللواء الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة، الذي يعد من القادة المؤسسين للجيش الوطني، وقد استشهد خلال معارك غرب مأرب، في مارس (آذار) 2021، واللواء الركن ناصر الذيباني، الذي استشهد جنوب مأرب، في ديسمبر (كانون الأول) 2021.
والعميد زيد الحوري أركان حرب اللواء 314 مشاة الذي استشهد في منتصف عام 2016 في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، والعميد عبد الغني شعلان الذي أسس قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب، ثم استشهد في فبراير (شباط) 2021، خلال مواجهات أمام الميليشيات.
كان هؤلاء الضباط، وغيرهم، يعملون ضمن قوات المقاومة الشعبية التي تشكلت في محافظة مأرب، وقاومت تمدد ميليشيات الحوثي وحليفهم حينها علي عبد الله صالح، حينما حاولت التقدم باتجاه المحافظات الشرقية لليمن. وقد كان هؤلاء القادة يعملون على الإعداد والتخطيط لمسار المعركة بجانب مقاتلي المقاومة الشعبية فيما اتجه آخرون، وعلى رأسهم اللواء محمد علي المقدشي، الذي يشغل حالياً منصب وزير الدفاع بالحكومة الشرعية، إلى منطقة العبر، الواقعة ضمن مسرح عمليات المنطقة العسكرية الأولى التي أعلنت ولاءها لقوات الحكومة الشرعية، ومن هناك عمل مع عدد من القادة على تأسيس نواة جيش جديد يقوم بدور أساسي في مواجهة الحوثيين، إلى جانب الدور الذي اضطلعت به طلائع المقاومة الشعبية.
في 3 مايو (أيار) 2015، قراراً بتعيين اللواء الركن محمد علي المقدشي رئيساً لهيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة اليمنية (الجيش الوطني)، خلفاً للواء حسين خيران الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان في صنعاء لكنه انضم إلى الحوثيين، وصدر قرار جمهوري لإحالته إلى المحاكمة العسكرية بتهمة الخيانة العظمى.
مثل اللواءان 21 و23 ميكانيك في منطقة العبر التابعة للمنطقة العسكرية الأولى مركزين لتدريب وإعداد المقاتلين وإرسالهم إلى جبهات القتال، إسناد رجال القبائل والمقاومة الشعبية، وألوية المنطقة العسكرية الثالثة، في محافظة مأرب.
بعد عدة أشهر من التدريب للقوات التي مثلت نواة للجيش الوطني، نشأت قوات عسكرية حديثة التشكيل من أفراد المقاومة الشعبية أطلق عليها اسم كتائب الصقور، وتكونت من أربع كتائب تتمتع كل كتيبة منها بقيادة مستقلة مدعومة من التحالف، ثم كلفت بالتحرك نحو محافظة مأرب.
استطاعت هذه القوات تحرير المناطق المحاذية للمدينة والتحرك نحو منطقة الفاو والتمدد باتجاه المرتفعات الجبلية، ثم توالت تشكيلات أخرى من القوات تضمنت العديد من الكتائب والألوية، مثل اللواء 141 مشاة بقيادة اللواء هاشم عبد الله الأحمر واللواء، و26 ميكانيك بقيادة اللواء مفرح بحيبح، وهي أول ألوية عسكرية متكاملة ذات قوة بشرية كبيرة، وكان مسرح عمليات اللواء 141 في منطقة نخلا حتى معسكر ماس الذي كان أكبر القواعد العسكرية في محافظة مأرب، وكان يتبع سابقاً ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري التي انخرطت مع الحوثيين في محاولة السيطرة على مأرب. ثم تحرك هذا اللواء باتجاه السلاسل الجبلية الممتدة في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء.
أما اللواء 26 ميكانيك بقيادة اللواء مفرح بحيبح، فكان مسرح عملياته غرب مأرب والسلسلة الجبلية الممتدة من جبال المشجح وهيلان ثم انتقل هذا اللواء في ما بعد إلى مديريات بيحان وحريب جنوب مأرب، وأما اللواء 314 مشاة فكان مسرح عملياته مديرية نهم مع إسناد اللواء 141 مشاة للتوغل باتجاه العاصمة صنعاء، فيما كان مسرح عمليات اللواء 143 مشاة بقيادة العميد ذياب القبلي مناطق سد مأرب التاريخي وجبال البلق، التي أحكمت الميليشيات الحوثية سيطرتها عليها.
تقدمت قوات الجيش الوطني فسيطرت على مديرية نهم بصنعاء واجزاء شاسعة من محافظة البيضاء واستعادت محافظة الجوف وحررت محافظة شبوة، إلا أنه بعد كل تلك التقدمات بدأت عجلة التآمر ضد الجيش تنطلق فتم ايقاف المرتبات وإهمال الجرحى وإيجاد تشكيلات جديدة مدعومة ماليا وهو ما تسبب في إضعاف القوة الصلبة للجيش ليستعيد الحوثيون محافظة الجوف والبيضاء واجزاء من محافظة شبوة وتعود المعارك إلى نقطة الصفر في العام 2021 حيث وصل الحوثيون إلى أطراف مدينة مارب التي خرجوا منها في العام 2015.





