من هو عبدالغني شعلان .. حارس البلق والمدينة

من هو عبدالغني شعلان الرجل الذي أجمع عليه ابناء اليمن قاطبة بأنه رجل أمني بامتياز بنى قوات مدربة أدت دورها على أكمل وجه.
أبومحمد، ربما لا يوجد شخص في مأرب خاصة واليمن عامة، لم يسمع بهذه الكنية، أو لا يعرف القائد الشهيد “عبدالغني شعلان”، خاصة مع اندلاع المعارك في محافظة مأرب منذ مطلع العام 2015. كان الدور الأبرز الذي عرف به “عبدالغني شعلان” في محافظة مأرب مشاركته الفاعلة في المعارك ضد ميليشيا الحوثي، وخاصة قيادته الميدانية للمعارك في جبهات “الفاو” و”الجفينة” جنوبي مدينة مأرب، حيث عرف “أبو محمد” بشخصيته الفذة وتواضعه مع المقاتلين، ما جعل الكثير من الشباب ينضمون إلى صفوف الكتائب التي كانت تحت قيادته. ينحدر “عبد الغني علي شعلان”، من محافظة حجة، تخرج من كلية الطيران والدفاع الجوي عام 2004 في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. عين “شعلان” قائداً لقوات الأمن الخاصة في نوفمبر 2016.
عين في العديد من المناصب في الجيش اليمني منذ عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح إلى عام 2021 حيث تم تعيينه قائدا لقوات الأمن الخاصة في مأرب. يعد “شعلان” من الشخصيات الأمنية الناجحة وله بصمات كبيرة في ضبط أمن مدينة مأرب شاركت وحدات من الأمن تحت قيادته في معارك تحرير محافظة مأرب، سيما في الأشهر الأولى للحرب والتي كانت المليشيات على مقربة من المدينة من الجهة الغربية الجنوبية لها.
قبل ذلك كان “شعلان” قد عين نائباً لمدير شرطة محافظة الجوف عام 2014، وقد تدرج في المناصب العسكرية والأمنية حيث سبق له العمل رئيساً لعمليات الكتيبة 17، وقائدا للسرية الأولى بالكتيبة التاسعة بالفرقة الأولى مدرع، وكاتب مالي للواء 170 دفاع جوي في تعز وعدد من الألوية (لواء النقل والرعاية، 130 دفاع جوي) وكاتباً مالياً بقيادة القوات الجوية في صنعاء 2009. حصل على العديد من الدورات التخصصية أبرزها: دورة هندسة صواريخ لمدة عام من قبل خبراء عراقيين، ودورة حتمية ترقية، ويمتلك مهارات الكاراتيه والتايكوندو. شارك في حماية ساحة التغيير بالعام 2011 وقيادة عدد من المهام والمواقع، كما تولى مسؤولية الحزام الأمني لمدينة مأرب وقيادة جبهة الجفينة والفاو خلال العام 2015. أركان حرب فرع قوات الأمن الخاصة محافظة مأرب 2015 – 2016، وتم تكليفه بمهام قائد فرع قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب في نوفمبر 2016، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى استشهاده.
عرف “أبو محمد” بدوره الكبير في بناء قوات الأمن الخاصة في محافظة مأرب، واستطاع بحنكته وشخصيته القوية أن يبني مؤسسة أمنية قوية، كان لها دوراً بارزاً في حماية مدينة مأرب من الداخل، فضلاً عن مشاركة قواته في المعارك ضد ميليشيا الحوثي في مختلف جبهات القتال. في ليلة 26 فبراير من العام 2021، كان نداء الواجب قد دعا العميد “عبدالغني شعلان”، الذي لم يتوان في تلبيته، وكان في مقدمة صفوف الأبطال الذين هبوا للتصدي لمجاميع الحوثي التي حاولت تسلق جبل “البلق الغربي”، واندلعت على إثر ذلك معركة عنيفة استشهد فيها البطل “شعلان” وعدد من رفاقه، لكنهم استطاعوا كسر هجوم الحوثي، وصنعوا ملحمة خالدة جعلت “الحوثي” عاجزاً عن تكرار تلك المغامرة التي خسر فيها العشرات من أفراده في تلك المعركة التي استمرت لأكثر من 24 ساعة متواصلة.
