الاخبار الرئيسيةشخصيات

من هو قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الذي اغتيل في هجوم إسرائيلي

في تصعيد دراماتيكي غير مسبوق للمواجهة الإقليمية، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء صباح اليوم بـ”استشهاد” اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في هجوم يُنسب إلى إسرائيل.
تأتي هذه الأنباء في أعقاب تقارير سابقة عن غارات إسرائيلية مكثفة على غرب إيران، واستهداف مقر الحرس الثوري في طهران، فضلاً عن معلومات غير مؤكدة حول استهداف شخصيات إيرانية بارزة أخرى.

اللواء حسين سلامي: سيرة قائد مثير للجدل

يُعد اللواء حسين سلامي أحد أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية، وقد أحدث رحيله، إن تأكد، فراغًا كبيرًا في هرم القيادة العسكرية والأمنية للجمهورية الإسلامية.

ولد حسين سلامي عام 1960 في كلبايكان بمحافظة أصفهان، إيران. بدأ مسيرته الأكاديمية عام 1978 بالالتحاق بقسم الهندسة الميكانيكية في جامعة إيران للعلوم والتقنية. إلا أن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية غير مسار حياته، حيث انضم إلى الحرس الثوري الإسلامي. خلال الحرب، قاد سلامي القوات الجوية للحرس على حدود محافظة كردستان غرب إيران، وتولى قيادة فرق كربلاء والإمام الحسين ومقر نوح.

بعد انتهاء الحرب، واصل سلامي تعليمه العالي، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الدفاع. برز اسمه بين قادة الحرس الثوري بفضل خطاباته الحماسية والمعادية للولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. كان يُعرف بتهديداته المتكررة بـ”تدمير إسرائيل” و”كسر أمريكا”، مما عكس النهج الهجومي الذي تبناه في تعامله مع خصوم الجمهورية الإسلامية.

مسيرة قيادية وتحديات جيوسياسية

في 8 أبريل 2019، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية وسفر على الحرس الثوري الإسلامي والكيانات والأفراد المرتبطين به. وقد أُدرج سلامي ضمن قائمة العقوبات كقائد جديد للحرس الثوري الإيراني. حينها، أعلن سلامي أن قواته “تفخر بأن ينعتها شخص مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإرهاب”، مضيفًا: “نحن نحارب هؤلاء الذين لا يحترمون حق الآخرين في الحياة الكريمة”.

تولى سلامي منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني في 21 أبريل 2019، بموجب قرار من المرشد الأعلى علي خامنئي، ليحل محل اللواء محمد علي جعفري. هذا التغيير جاء كجزء من عملية تجديد مستمرة في صفوف الرتب العليا للحرس الثوري بدأت منذ أوائل عام 2017.
لم يكن اختيار سلامي عشوائيًا؛ فقد كان المرشد الأعلى يسعى من خلاله لإقرار تغيير جيلي تدريجي ومحسوب ضمن الإطار المؤسسي للجمهورية الإسلامية. تميزت الرموز الجديدة التي برزت في فترة ولاية خامنئي (بعد عام 1989) بولاء ثابت للمرشد، ولم يكن ولاؤها “منقولًا” من الخميني. كما رُئي في اختيار سلامي خيارًا مناسبًا لمواجهة التحديات قصيرة ومتوسطة المدى التي واجهها الحرس الثوري بعد تصنيف البيت الأبيض له كـ”منظمة إرهابية”، نظرًا لتصريحاته العلنية العنيفة المعادية لأمريكا وإسرائيل وتفضيله نهج الهجوم على الدفاع.

قبل ثلاثة أيام فقط من أنباء “شهادته”، أكد اللواء حسين سلامي، الثلاثاء الماضي، أن عداء بلاده مع إسرائيل “لن ينتهي”. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عنه قوله: “حتى لو توصلنا إلى اتفاق بشأن الملف النووي أو انتهت حرب غزة، فإن عداءنا مع إسرائيل لن ينتهي، لأن هذه الحرب هي على الوجود والمعتقدات”.

يُعد استهداف قيادة بهذا المستوى، نقلة نوعية في المواجهة بين إيران وإسرائيل، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط، وينذر بردود فعل قد تغير مسار الأحداث الإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock