علي صالح الاصبحي
أبهرت الثورة السورية العالم بمفاجآتها الكثيرة التي فاقت كل التوقعات، سأشير هنا إلى ثلاث منها لعلها هي الأبرز:
الأولى: سرعة الحسم
فلم تستغرق من الوقت سوى أحد عشر يومًا، كانت كفيلة بإسقاط واحدا من أعتى الأنظمة في العالم وأكثرها دموية.
الثانية: وحدة الصف
نظرًا لتعدد الفصائل المسلحة فقد انتاب المتابعين للأحداث التخوف من اختلاف وجهات النظر الذي قد يؤدي إلى الصدام بينها البين.
لكن وحدة الهدف والحرص على مصلحة الوطن تغلبت على الأنانية والمصالح الذاتية، وإذا بهم يضعون أيديهم بأيدي بعض بمجرد وصولهم إلى العاصمة، مسنودين باصطفاف شعبي منقطع النظير.
الثالثة: نجاح القيادة
نجاح القيادة في التعامل مع الأوضاع المعقدة داخليا وخارجيا، بحصافة وحكمة، وعقلية دولة بكل ما تعنيه الكلمة، رغم جسامة المسؤولية وحداثة التجربة.
هذه النجاحات الباهرة لم تترك فرصة لمطابخ الثورات المضادة لترتيب أوراقها، لكنها ستحاول بلا شك كما هي عادتها، حتى وان تقاطرت الوفود للقاء بالقيادة الجديدة، وانهالت عليها الاتصالات من هنا وهناك، فلا أظن خلايا الأزمات المتخصصة في وئد إرادة الشعوب سيهدأ لها بال وهي ترى أحد الشعوب العربية قد تفلت من أغلال القهر والاستبداد، وذلك من أهم التحديات التي يجب أن يتنبه لها الشعب السوري وقيادته.
