يعد محمد قحطان أحد أبرز القيادات السياسية اليمنية، حيث تميز بحنكته ودهائه في إدارة الملفات الوطنية، سواء كونه ناطقاً رسمياً لأحزاب اللقاء المشترك (2003-2011) أو كعضو في الهيئة العليا لحزب الإصلاح ورئيساً لدائرته السياسية.
ومع ذلك، يظل مصيره مجهولاً منذ اختطافه في 4 أبريل 2015 على يد مليشيا الحوثي وعلي عبد الله صالح، وفقاً لتقارير هيومن رايتس ووتش.
غيابه عن صفقة التبادل.. وتقارير مروعة عن وفاته
في 19 مارس 2023، تم تبادل أكثر من 800 أسير بين طرفي النزاع في اليمن، لكن اسم قحطان كان غائباً عن القوائم، مما أثار تساؤلات حول أسباب استثنائه.
وفي تطور صادم، كشفت مصادر مجهولة لوكالة شينخوا الصينية أنه توفي منذ سنوات، وأن المليشيات تحتفظ بجثمانه دون إعلان رسمي.
دوره السياسي وموقف الإصلاح من اختفائه
لعب قحطان دوراً محورياً في تعزيز الخطاب السياسي المعتدل خلال فترة اللقاء المشترك، كما كان أحد أبرز المشاركين في الحوار الوطني قبل أن تقوضه المليشيات الحوثية. وفي 13 مارس 2023، أعرب حزب الإصلاح عن رفضه استمرار إخفاء مصير قحطان، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين للكشف عن حقيقة وضعه.
قضية محمد قحطان ليست مجرد اختطاف سياسي، بل اختبار لواقع الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الحوثي. فهل ستتحرك الضغوط الدولية للكشف عن مصيره، أم ستظل قضيته غائبة مثلما غاب هو؟
ونقل موقع “الإصلاح نت” في تصريح سابق عن مصدر مسؤول في الحزب، قوله إن “الاصلاح حريص منذ البداية على انهاء معاناة كافة المختطفين، ولطالما قدم التنازلات والتسهيلات من اجل ذلك، وبالتالي فإن الاستاذ محمد قحطان هو واحد من هؤلاء الذي يجب الاسراع في انهاء معاناة اسرته باعتباره أقدم مختطف سياسي”.
وجدد المصدر التحية للأستاذ قحطان كرمز سياسي وطني وقامة سياسية ستظل حاضرة في وجدان كل يمني واصلاحي ورمزا للنضال والموقف في وجه الكهنوت وارهاب المليشيا.
كما شدد المصدر على أهمية إطلاق كل الصحفيين المختطفين بدءاً من المواطنين الذين اختطفتهم المليشيا من منازلهم وأعمالهم، وكذلك المشمولين بالقرار الأممي ممن تحتجز المليشيات حريتهم منذ الانقلاب على الدولة واختطافها.
لماذا تحتجز مليشيات الحوثي محمد قحطان
في ظلّ غياب قسريّ، يظلُّ السياسي البارز والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان رهينَ سجون مليشيا الحوثي، التي اختطفته بسبب مواقفه الوطنية وصفاته القيادية الاستثنائية. فقد كان قحطان صوتًا معتدلًا ووازنًا، ونموذجًا للقائد الحكيم الذي جمع بين الحنكة السياسية والمرونة في التعامل مع مختلف الأطراف، مما أكسبه احترامًا واسعًا على الساحة السياسية.
لعب الرجل دورًا محوريًا في مؤتمر الحوار الوطني، الذي مثَّل أملًا لليمن في تحقيق مصالحة وطنية شاملة، قبل أن تقوضه المليشيا الحوثية بانقلابها على الشرعية وتفريطها بإنجازات المؤتمر. واليوم، وبعد مرور عقد كامل يقبع قحطان من وراء القضبان في مواجهة الظلم، بينما يذكّر غيابه القسريّ العالمَ بضرورة الضغط لتحرير كلّ المعتقلين السياسيين الأبرياء وإنهاء معاناتهم.
بين القرارات الأممية والعنف الحوثي.. أين اختفى محمد قحطان؟
وفي ذات السياق كتب الدكتور أحمد حالة منشور على منصة اكس يقول فيه: “ادركت جماعة الحوثي الارهابية من وقت مبكر ان السياسي محمد قحطان سيكون مصدر ازعاج لها في المحافل السياسية على الصعيدين الوطني والدولي لما يتحلى به من قوة المنطق والحجة وما يحمله من خبرة سياسية ومعرفة تاريخيه بالتاريخ الامامي والفكر الشيعي المنحرف ولان هذه الجماعة ارهابية بامتياز لاتؤمن بالحوار او التعايش مع الاخرين بادرت باختطافه واخفائه قسريا في سجونها السرية لعشر سنوات مضت دون ان تسمح لاسرته بالتواصل معه بصورة مخالفة للقوانين الوطنية والدولية وقواعد الاخلاق.
ورغم انه من ضمن المشمولين بالقرار الاممي القاضي بالافراج عنه الا ان جماعة الحوثي الارهابية رفضت العمل بذلك القرار وكل القرارات الاممية ذات الصلة ،ومن المؤسف اننا لم نلمس اي موقف حاسم من قبل المبعوث الاممي في هذه القضيه.”
ويتساءل الإعلامي اليمني عارف العمري من جهته إلى متى ستظل قضية محمد قحطان غائبة عن الضغوط الدولية، حيث كتب على منصة اكس ” قضية محمد قحطان ليست مجرد اختطاف سياسي، بل اختبار لواقع الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الحوثي. فهل ستتحرك الضغوط الدولية للكشف عن مصيره، أم ستظل قضيته غائبة مثلما غاب هو؟ “.
ختاما تظل قضية محمد قحطان وتغييبه قسرا في سجون الحوثيين واحدة من الشواهد على الانتهاكات بحق الإنسانية التي يمارسها الحوثيين.