شؤون دولية

ماذا يجري في غزة

مروان الغفوري

‏قال الروائي الإسرائيلي المرموق دافيد غروسمان، الحاصل على جائزة إسرائيل في الأدب ٢٠١٨، إن جيش بلاده يقوم بإبادة بشرية في غزة.
في اللقاء الذي أجرته معه صحيفة La Repubblica الإيطالية هذا اليوم قال:

“أنا مقتنع تماما بأن لعنة إسرائيل بدأت باحتلال الأراضي الفلسطينية في عام 1967. ربما سئم الناس من سماع ذلك، ولكن هذه هي الحقيقة. لقد أصبحنا أقوياء عسكرياً، وسقطنا في إغراء القوة المطلقة، وبتنا ضحايا لاعتقادنا أنه يمكننا أن نفعل أي شيء”.

في اليومين الماضيين انضمت مؤسستان إسرائيلتان مهمتان لخارطة المؤسسات الدولية التي ترى فيما يجري في غزة إبادة بشرية كما يعرفها القانون، وهما: بيت سيليم، وأطباء من أجل حقوق الإنسان.

بيت سيليم هي مؤسسة حقوقية معروفة باحترافيتها وجودة أعمالها. في تقريرها حول الإبادة وردت هذه الجملة: لم نكن نعتقد أننا يوما ما سنكتب ما كتبناه، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة بشرية.

المؤسسة الأخرى، أطباء من أجل حقوق الإنسان، يرأسها نجل أحد الناجين من الهولوكوست، وقد اتفقت مع بيت سيليم في التقدير.

الحقيقة تخرج إلى النور، والفضيحة تلطخ وجه الحضارة الليبرالية التي ادعت أنها منتهى الكمال البشري وختام السعي نحو الكمال.

كان كل شيء واضحاً منذ البداية، ولكن التواطؤ التوراتي امتلك جسارة المضي حتى النهاية. يلقي الجيش الألماني بأكياس الدقيق فوق غزة، وقبل أشهر فقط أصر المسيحي الديموقراطي (حزب المستشار الراهن) على حذف فقرة وردت في اتفاق الشراكة السياسية مع الاشتراكي الديموقراطي (من ١٥٠ صفحة). تقول الفقرة: تدين ألمانيا عمليات الضم غير القانونية لأراضي الضفة الغربية. كانت هذه الفقرة جزء من بروتوكل الحكومة السابقة ٢٠١٩.

هل فاجأتهم الإبادة والتطهير العرقي، وكأنها حدثت في الظلام؟ اعتقدوا أن نتنياهو سيعود من منتصف الطريق، وإن الإنجيلية الجهادية ستسكن روحها قبل أن ترى النار وقد شبت في أجساد “العماليق” ودوابهم وشجرهم، كما فعل النبي يوشع بأهل أريحا؟
هذا الهولوكست من صنعهم، جميعهم، من الأكاديميا إلى الجنرالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock