مقالات واراء

كارثة انفجار محطات الغاز في البيضاء

محمد احمد الطالبي

كارثة انفجار محطات الغاز في البيضاء،مأساة إنسانية تستدعي المحاسبة، أنها كارثة إنسانية تهز القلوب فمن يتحمل المسؤولية؟

في مشهد مأساوي تقشعر له الأبدان، شهدت منطقة المجريش – الزاهر في محافظة البيضاء، المحاذية لمنطقة الحد – يافع في محافظة لحج، كارثة انفجار محطات الغاز، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 120 ضحية بين شهيد وجريح، كان بينهم أطفال في ريعان العمر، لم يدركوا أن سعي أسرهم لتأمين مصدر حياة سينتهي بفقدانهم.

أسرٌ مكلومة، ودموعٌ لا تجف، وصدمة نفسية تهز القلوب. عائلاتٌ وجدت نفسها فجأة وسط فاجعة لم تكن في الحسبان، تبحث عن أحبائها بين الضحايا والمفقودين، تعيش القلق والذهول، تتساءل: من المسؤول عن هذه الكارثة؟

المسؤولية لا تسقط بالتجاهل، هذه الكارثة لم تكن حادثًا عابرًا، بل نتيجة تراكمات من السياسات القاسية التي جعلت من الغاز المنزلي، وهو أبسط مقومات الحياة، سلعة نادرة وباهظة الثمن، لا يحصل عليها السكان إلا بشق الأنفس. المسؤولية هنا تقع على من:

عرقل وصول هذه المادة الأساسية إلى المواطنين بسهولة ويسر.

فرض قيودًا وعراقيل جعلت الحصول عليها أمرًا بالغ الصعوبة.

سجن وعاقب كل من حاول التخفيف عن كاهل الناس، وسعى لتوفيرها بأسعار معقولة.

حاصر السكان اقتصاديًا وفرض أسعارًا باهظة، رغم أن المادة متاحة بأسعار أقل في المناطق المجاورة.لم يكن تجمعهم عبثًا.. بل ضرورة فرضتها المعاناةلم يكن هؤلاء الضحايا يبحثون عن المخاطر، بل كانوا يحاولون النجاة من قسوة الحياة.

اجتمعوا في ذلك المكان بعد أن ضاقت بهم السبل، بحثًا عن وسيلة للبقاء وسط تعنت وتجبر النقاط الحوثية، التي جعلت مرور الغاز عقبة كبيرة، فمن مر عبرها كان عرضة للمصادرة، أو تفريغ أسطواناته بالقوة، أو إجباره على دفع مبالغ مالية باهظة.

تحدوا المخاطر وسلكوا طرقًا وعرة، أو لجأوا إلى وسائل بدائية كاستخدام الحمير لنقل الغاز، فقط ليتمكنوا من طهي طعام أسرهم، لكنهم لم يدركوا أن الموت كان في انتظارهم.

إلى المسؤولين.. هل بقي ضمير حي؟

إن المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة تقع على عاتق السلطات القائمة، من المحافظ إلى المكاتب المختصة، وكل من ساهم في خلق هذا الواقع المأساوي.

إذا كنتم تشعرون بالأسى على هذه الأرواح البريئة، فأثبتوا ذلك بالأفعال، وليس بالكلمات.

كونوا في حالة طوارء دائم في متابعة المصابين وجبر خواطر ومواساة اسر الجرحى والشهداء اتركوا الناس يترزقون بأمان، ودعوا تدفق الغاز إلى السكان دون قيود مجحفة.

أوقفوا الاحتكار والجشع الذي جعل المادة الضرورية عبئًا على الجميع.ضعوا آلية عادلة ومنظمة لتوفير الغاز دون أن تتكرر هذه الكارثة المفجعة

كتب الله اجر كل من سارع وازر المصابين وذويهم من مؤسسات وافرد.

إن لم يكن بالإمكان إعادة من فقدناهم، فلا أقل من ضمان عدم تكرار هذا المشهد المؤلم. الحياة كريمة، والإنسان يستحق أن يعيشها بكرامة وأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock