تعتبر قبيلة بني الحارث بن كعب واحدة من أعرق القبائل العربية التي حفرت اسمها في سجل التاريخ. هذه القبيلة القحطانية التي تنتمي إلى مذحج، تمتد جذورها إلى الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلة بن جلد بن مالك (مذحج) بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
النسب الملكي:
كانت بني الحارث تمثل “سنام مذحج” و”جمرة من جمرات العرب”، حيث حكمت نجران والمناطق المحيطة بها لقرون طويلة. يرجع مجدها إلى بني الديان الذين كانوا:
- ملوك نجران وسادتها
- نظيراً لـ(بني ذي رعين) في ظفار
- و(آل ذي يزن) في عدن
أقسام بني الحارث وبطونها:
تفرعت القبيلة قديماً إلى 10 بطون رئيسية هي:
- بنو المحجل
- بنو الحماس
- بنو خيثمة
- بنو زياد
- بنو النار
- بنو المعقل
- بنو دهني
- بنو قنان
- بنو الضباب
- بنو مسيلة
شجرة بني الحارث:
تطورت هذه البنية لتصبح ثلاث فروع رئيسية:
- آل شافعي (ويشملون آل جابر وآل فهيدان)
- البطون (ويضمون القطعان وآل عماري)
- آل ثروان (ويندرج تحتهم آل ذعفان وآل حزية وآل عكان)
الإسلام والفتوحات:
أسلمت القبيلة سنة 9هـ عندما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إليهم. تميز بنو الحارث في الفتوحات الإسلامية، حيث
- قاد أصغر بن قيس بن الحارث بن وقاص رايتهم في القادسية
- تولى الربيع بن زياد إقليم سجستان سنة 46هـ
- قاد شريح بن هانئ جيوشاً في عدة معارك كبرى
الصراعات التاريخية:
خاضت القبيلة العديد من “أيام العرب” المشهورة، منها:
- يوم الكلاب الثاني (ضد تميم)
- يوم العكار ويوم حراض (ضد همدان)
- يوم المامور (ضد تميم)
- يوم فيف الريح (ضد بني عامر بن صعصعة)
الانتشار الجغرافي:
انتشرت القبيلة في:
- نجران (الموطن الأصلي)
- الحجاز (قيا، أبو راكة، ميسان)
- نجد (القرنة، الدوادمي)
- العراق (الحارثية، ميسان)
- اليمن وعمان والإمارات
الخصائص الحضارية:
تميزت القبيلة بـ:
- بناء كعبة نجران في الجاهلية
- نظام قضائي متقدم (كانت تتحاكم إليهم العرب)
- تحالفات سياسية واسعة (مع الأحباش ضد ذي نواس)
- ثقافة شعرية وفروسية مميزة
أصولهم ومنازلهم:
- الأصول:
- ينتمون إلى مذحج، وهي قبيلة قحطانية أصيلة.
- كانوا يُعدّون من “جمرات العرب”، كناية عن قوتهم وشجاعتهم.
- المنازل:
- استوطنوا نجران، ومارب، والجوف، حتى براقش والأجاشر.
- شاركهم في السكن قبائل يام الهمدانية وبنو نصر من الأزد.
- انتشروا لاحقًا في مناطق أخرى من الجزيرة العربية، مثل الحجاز (جنوب شرق الطائف)، وبيشة، ونجد، والعراق، واليمن، وعمان، والإمارات، وقطر، وبلاد الشام.
مكانتهم في الجاهلية:
- الملوك والسادة:
- كانت السيادة فيهم لبني الديان، الذين حكموا نجران ومخاليفها.
- اشتهروا بفروسيتهم وشجاعتهم، وخاضوا حروبًا عديدة ضد قبائل أخرى.
- كانت لهم كعبة في نجران، تُعرف بـ “كعبة نجران”.
- أيام العرب:
- شاركوا في العديد من “أيام العرب” الشهيرة، مثل يوم الكلاب الثاني، ويوم العكار، ويوم حراض، ويوم الرزم، ويوم المأمور، ويوم السلف، ويوم فيف الريح، ويوم صفاق، ويوم القضيب، ويوم الأرنب.
أعلامهم وشخصياتهم البارزة:
- في الجاهلية:
- يزيد بن عبد المدان.
- عبد يغوث الحارثي.
- المأمور وهو الحارث بن معاوية الكاهن.
- في الإسلام:
- شريح بن هانئ.
- كثير بن شهاب.
- الربيع بن زياد.
- المهاجر بن زياد.
- هانئ بن يزيد.
- النجاشي الشاعر.
إرثهم:
- تركوا إرثًا تاريخيًا وثقافيًا غنيًا.
- يُعدّون من القبائل العربية الأصيلة التي حافظت على اسمها وتراثها.
خاتمة:
بنو الحارث، قبيلة ذات تاريخ عريق وإرث شامخ، لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الجزيرة العربية. ولا تزال هذه القبيلة العريقة موجودة حتى يومنا هذا، وتزخر بالعديد من الرجال الذين يرفعون راية قبيلتهم عالياً.
تمثل بني الحارث نموذجاً فريداً للقبيلة العربية التي حافظت على هويتها وتماسكها عبر العصور، من العهد الجاهلي حتى العصر الإسلامي وما بعده. يجسد تاريخها عراقة القبائل اليمنية ودورها المحوري في تشكيل التاريخ العربي.
مواضيع ذات صلة:
