قبيلة المناصير هي قبيلة عربية من القبائل التي تعود في نسبها إلى قبائل جنوب الجزيرة العربية وتحديدا قبائل قضاعة الحميرية القحطانية التي كانت تستوطن اليمن.
قبيلة المناصير تعود في نسبها إلى منصور بن جمهور حيث كان واليا على العراق سنة 126 هـ ، وقد انتقل معظم افرادها من شمال الجزيرة العربية باتجاه شرق جنوبها على فترات متتالية مرورا بالأحساء و قطر ودولة الأمارات العربية واستقرت في هذه المناطق واصبح لها نفوذاً في هذه الدول الى يومنا هذا .
وقبيلة المناصير من القبائل البادية الكبيرة الذي يتصف افرادها برجال حرب وبأس شديد كما وصفها المؤرخون لذلك نجد ان الكثير من العوائل والأفراد انتسبوا الى قبيلة المناصير في عهد ليس بقريب واصبحوا جزء لايتجزأ منها او كانوا اساسا منذ البداية جزء من القبيلة ثم انشقوا ثم عادوا اليها لاحقا وهكذا الحال نجده في باقي القبائل في شبة الجزيرة .
ورد ذكر قبيلة المناصير في العديد من الأحداث والوثائق التاريخية وخصوصا في الوثائق العثمانية والبريطانية حيث كانت الدولة العثمانية حريصة على كسب ولاء هذه القبيلة واتقاء عدائها لما لها من نفوذ في المنطقة و كان العثمانيين يخصصون مبالغ مالية سنوية لزعماء القبيلة بهدف ارضاء وكسب ولائها.
أورد حمد الجاسر عن قبيلة المناصير هذا التقرير(( إن ديار قبيلة المناصير تتسع اتساعاً فوق العادة فهي بوجهة عام تمتد من قطر مخترقة المنطقة المتاخمة للشاطئ الشرقي ثم عبر سبخة مطيّ، حتى الظفرة وهي قلب مركز تواجد القبيلة ، وبالاتجاه لشمال شرقي الظفرة فإن بعض أفراد القبيلة يتوغلون بانتظام في الأراضي الواقعة وراء ساحل الأمارات العربية ويكاد يكون المناصير بَدْواً تماماً في طريقة معيشتهم وسلوكهم، الا ان البعض منهم ترك حياة البدو الرحّل واتخذوا حياة الاستقرار منذ زمن بعيد وخصوصا من استوطنوا واحات النخيل في منطقة الظفرة شرق ابوظبي وكذلك فئة قليلة استقرت في بلدة جميراء بقرب دبي على ساحل الصلح البحري، وفئة كبيرة كذلك استقرت في دولة قطر و الجزء الأخر استقر في المملكة العربية السعودية .
كان البدو من قبيلة المناصير يأخذون جمالهم وخيامهم الشعر خارجين من الظفرة عبر سبخة مطيِّ ومن هناك إلى قطر عند ابتداء فصل الشتاء وعلى خط سيرهم العمومي هذا يقفون على عدد من أماكن السقيا (موارد المياه) معترفاً لهم بالحق فيها أكثر من غيرهم، ومنها الخشم والصفق وعقلة حايز على طرف سبخة مطي الغربي، وهنا تمتد ديار المناصير داخلة في ديار قبيلة المرة، وإلى الشمال، وخلف امتداد سبخة مطي إلى البحر تجد مواقع مياه السلع، وبعجاء والمنبعج واقعة كلها ضمن ديار المناصير، وعند عبورهم سهول المجن بين المنبعج وعقلة النخلة -أقصى آبار العقل الجنوبية ـ فإن فإن أفراد القبيلة أثناء طريقهم إلى قطر أومنه يستقرون في أماكن مختلفة مثل الوجّاجة والغويفات ، إن المناهل المعروفة بالعقل تقع داخل البر بقليل وعلى خط محاذ تقريباً لخط شاطئ البحر من الشمال إلى الجنوب، وتكون هكذا ممراً تقطعه المناصير وهم سائرون نحو المراعي في قطر))
قبيلة المناصير يستقر أفرادها في كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة ، ودولة قطر، ودولة المملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية، ومنهم جزء آخر في جمهورية العراق، وجزء سكن في إيران.
صفات قبيلة المناصير
ل قبيلة المناصير العديد من الصفات ، واشتهرت قبيلة المناصير بكرمها ونخوتها وفي تراثها بكثرة شعرائها ، واشتهرت فيها (التغرودة ) وهي نوع من انواع الشعر الذي تتميز به القبيلة التي تعيش في الجزء الشرقي من الجزيرة العربية وهذا النوع من الشعر ينظم على لحن وقاف واحد ، وكذلك اشتهرت القبيلة باقتنائها افضل انواع الهجن من المغاتير التي تعتبر من ابرز انواع التسلح في الحروب ويضرب بها الوصف في المناورة وسرعة في الركض .
و يتمسك افراد قبيلة المناصير بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ونجد ان جزء كبير منهم لازال متمسكاً بتراث تربية الابل التي تمتد منها اصالة وتاريخ شبه الجزيرة العربية.
وساهمت قبيلة المناصير في مؤازرة ودعم العديد من حكام دول المنطقة مثل قطر وابوظبي في بداية تأسيسهما في القرن الثامن عشر ميلادي ، وخاضوا معهم العديد من المعارك بهدف الدفاع والذود عن هذه الدول من الطامعين المعتدين وقدموا في ذلك الكثير من التضحيات ، فنجد دعمهم هذا يتجلى في مساندة حكم أل نهيان في ابوظبي منذ عهود قديمة ، كما كان لهم دور كبير في مساندة حكم ال ثاني في قطر وخاضوا معهم معظم غزوات التاسيس والدفاع عن قطر وخصوصا معركة الوجبة الشهيرة التي تعتبر مفصلا في تاريخ تأسيس دولة قطر ، كما استعانت بها قبيلة السودان (السويدي ) في هجومها ضد البرتقاليين في قطر وكذلك ضد اطماع اﻻمام العماني برفقة الانجليز في ديسمبر 1800 م .
فروع المناصير
قبيلة المناصير تنقسم إلى ثلاثة فروع رئيسية هي:
1. أل بومنذر وتقع مشيخة هذا الفرع في فخيذة أل مانع ومنهم الشيخ المرحوم سلطان بن قران ، والشيخ / مبارك بن قران وهو الشيخ الحالي لفرع ال بومنذر .
2. آل بورحمة تقع مشيخة هذا الفرع في ال سالمين و آل تعيب
3. أل بالشعر وتقع مشيخة هذا الفرع في آل زيتون من فخيذة آل غوينم
وتعيش هذه الفروع بفخائذها وعوائلها بتناسق وتماسك شديد ولم يسبق ان حدث خلاف يذكر بين هذه الفروع ، و يؤخذ على قبيلة المناصير انه الى الأن لايوجد لها رئيس واحد ( شيخ شمل )، ويعد الشيخ مبارك بن قران المنصوري شيخا لقبيلة المناصير.
قبيلة المناصير في الامارات وقطر
قبيلة المناصير لها تواجد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشترك قبيلة المناصير وقبيلة بني هاجر في الأصل.
وقبيلة المناصير الإماراتية ليس لها علاقة بالمناصير الأفريقية فهي قبيلة هاجرية الأصل.
تقع كل الظفرة داخل ديرة المناصير، وكذا سبخة مِطيّ والجزء الشمالي من المجن وخط الآبار المعروف بالعُقَل، والممتد جنوبًا من الجانب الشرقي في أسفل شبه جزيرة قطر. وفي الظفرة تنقسم ملكية بساتين النخيل، وقرى الجواء بين المناصير وبني ياس، وهم من الحِلف العسكري القديم بين القبيلة وحكام (أبوظبي)،
قبيلة المناصير في السعودية
من المعروف أن قبيلة المناصير تتواجد في عددا من الدول منها الامارات وقطر، وفي المملكة العربية السعودية ينتشر أبناء قبيلة المناصير في شرق السعودية.
والمناصير هم رابطة عناصر من أسلاف لقبائل متعددة، ويرجع النسب الأصلي الذي نشأت حوله القبيلة إلى منصور، الذي هو أيضًا الجد الأكبر لبني هاجر، الذين هم من العرب الجنوبيين من نسل قحطان. ويستعمل المناصير وبنو هاجر نداء واحدًا للحرب، وهو: [نخوة أو عزوة]،
شجرة قبيلة المناصير
أن قبيلة المناصير يعودون إلى جدهم منصور بن قيس جد، الجنس الأصلي الذي تكونت حوله القبيلة، ويُعتبر منصور جَدًّا لبني هاجر أيضًا، ويطلق على القبيلتين اسم عيال منصور، وقد كانوا غالبا حلفاء في الحروب الماضية؛ يجتمعون إذا ما نوديَ للقتال ضد أعداء القبيلتين.
إن منصورًا الذي لا يكاد يعرف عن حقيقته شيء، حتى من أفراد القبيلة أنفسهم، يتضح أنه من سلالة قحطان، جد كافة العرب الجنوبيين، وإن اسم قحطان يستعمل أحيانا كلفظ شامل يحتضن جميع نسله، والمناصير كبني هاجر معجبون باقتباس بيت من الشعر العربي يشير إلى ما يوصف به رجال قحطان من البائس المريع في الأزمان السالفة:
وقحطان، لو مسوا سروج خيولها … اهتزت مصر والعراق الأسفل.
يدل هذا النسب من قحطان والصلة مع بني هاجر على احتمال نزوح أصل المناصير شمالًا من وطنهم الأول في الجنوب الغربي من بلاد العرب، ثم شرقًا عبر نجد، وأخيرًا نحو الجنوب الشرقي في الديار الحالية للقبيلة في الظفرة وما جاورها من الأماكن، ولو أن أهم أفواج المهاجرين البدو في بلاد العرب كانت منذ عدّة قرون؛ تدفق من الجنوب الغربي نحو الشمال والشمال الشرقي.
مواضيع ذات صلة:
