قاتل ينهب سيارة سائق بعد حيلة طلب مشوار ( تفاصيل الحادثة )

شبوة – تداوين
وسط صمت الصحراء الممتد، ودّع ياسين سعيد بلعيد الخليفي (30 عاماً) أمه المقعدة التي لا تتحرك إلا دموعها، وهو يغادر بسيارته “هايلكس” ليكسب لقمة حلالاً لأسرته. لم يعلم أن هذا الفجر سيكون شاهداً على خديعة قاتلة حوّلت أمانيه المكتوبة في ورقة بجيبه إلى وصية أخيرة.
سائق يكافح في زمن العسرة
كان ياسين – كما يروي جيرانه – يجاهد لسد حاجات أسرته المكونة من زوجته وأربعة أطفال (8 سنوات فأقل)، وأمه التي أصيبت بالشلل منذ عام. سيارته “هايلكس غمارتين” كانت مصدر رزقه الوحيد في محافظة تعاني البطالة. “كان يرفض أي مال مشبوه رغم الفقر” يقول أحد معارفه.
مشوار الخديعة: شيطان على هيئة راكب
في مساء الحادثة، تلقّف ياسين عرضاً من رجل عرَض نفسه كراكب تحت اسم “تقي اللقيطي”. وعد بمشوار بعيد يدرّ أجراً مغرياً. انطلقت السيارة إلى طريق صحراوي موحش، لكن الوجه الحقيقي للراكب ظهر فجأة: انقضّ على السائق بدم بارد، طعناته المتتالية حوّلت مقعد القيادة إلى بركة دم. نهب السيارة وترك جسد ياسين ينزف تحت النجوم.
عدالة تتحرك: معجزة في نقطة تفتيش
بينما كان القاتل يحاول الفرار بغنيمته الدامية، شهدت نقطة تفتيش تابعة لـ”دفاع شبوة” معجزة إنصاف. عند محاولته تجاوز النقطة بسرعة جنونية، انقلبت السيارة المسروقة قبل وصوله بـ500 متر فقط! أمسك الجنود بالجريح “اللقيعي” متلبساً بدم الضحية ومفاتيح السيارة.
ورقة في الجيب: أحلام لم تكتمل
عند نقل جثة ياسين، عُثر في جيبه على قائمة مكتوبة بخط يده: “دفع إيجار – دواء الأم – مستلزمات مدرسة”. ورقة تختصر معاناة جيل يكافح من أجل كرامة العيش. “قتلوه لأجل سيارة قديمة تساوي ثمن إطاراتها” يقول أحد أفراد أسرته.
صرخة أهالي شبوة: “لا تصالحوا في دم ياسين”
تصاعدت مطالب الأهالي بمحاكمة عاجلة للقاتل أمام القضاء، مؤكدين أن الجريمة “قتل غيلة” تستوجب أقصى العقوبات. “نرفض أي تسوية قبل تنفيذ حكم القصاص” يقول شيخ قبلي، فيما تتناقل وسائل التواصل ورقة أحلام الضحية كرمز لمأساة إنسانية.