مقالات واراء

قراءه في صراع الأقطاب والمشهد الدولي منذ ثلاثه عقود ونصف

عبدالقوي أحمد العمري

أولا
استطاعت امريكا من خلال الحرب البارده القضاء على الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينات وبحرب بارده اوصلته إلى مرحلة التفتت وانفردت العديد من الدول بالاستقلال وتلاشت مساحة وقوة السوفيت إقتصاديآ وعسكريآ وسياسيآ وحتى الدول التي كانت تؤمن بالفكره الاشتراكيه والمرتبطه بالأيديو لوجيا السوفيتيه سقطت ما اضعف الدور الاقليمي والدولي وحتى المحلي أيضا للسوفيت حتى استطاع بوتين ان يلملم جراح روسيا الاتحادية وكلما حاول النهوض اغرقوه الامريكان والأوروبيين في مستنقع الصراع فاتجه صوب الصين التنيين العظيم ليعقد معه اتفاقيات وتعاون اقتصادي وعسكري كرد على الحرب المستمره

ثانياً
بعدسقوط السوفيت فكر الامريكان بالسيطره على منطقة الشرق الاوسط فكان المدخل هو حرب العراق على الكويت
حيث كان مدخل لسيطرة الأمريكان على منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل والتحكم في مواردهاوقرارتهاالسياسيه وحتى السيايه

ثالثاً
اتجه الامريكان الى حروب متعدده في المنطقه والعالم الإسلامي مثل افغانستان والعراق والصومال ودعم الكيان الاسرائيلي في فلسطين وإضعاف دول المنطقه

رابعآ
انشغلت امريكا بحروب الهيمنه والتسلط ومحاربة الارهاب وبناء قواعد عسكريه على مستوى العالم كلفتها ترليونات الدولارات

خامسآ
في عام تسعين من القرن الماضي كانت أمريكا تسيطر على نسبة ستين في الميه من اقتصاديات العالم

سادساً
في الوقت الذي كانت امريكا تنفق ترليونات لتتفرد بإدارة العالم وهي القطب الأوحد بوسائل مختلفه بداية من احتلال العراق وصولا الى صناعة اذرع إيران في المنطقه لتهديد وابتزاز الدول من اجل الشرق الأوسط الجديد بشراكه بين المشروع الصهيوني والصفوي

سابعاً
في الوقت الذي كانت أمريكا تتعامل بسيكولوجيا استعلائيه كانت الصين تبني نفسها إقتصاديا حتى غزت الأسواق الاروبيه والأمريكية وتمددخطوط العلاقات باتجاه افريقيا والشرق الأوسط وامنت حدودها البريه التي تزيد عن اربعه الف كيلو متر مع روسيا من خلال اتفاقيات دفاع مشترك
واعادت خلال عشرين عاماً امريكا من ستين بالميه سيطره اقتصاديه على العالم الى اربعين بالميه بحلول ٢٠٢١م بدأ العجز الامريكي وتزايد ديونها يهدد قوتها الاقتصاديه إضافة إلى خسارة أمريكا الكثير من حلفاءها في العقد الاخيربسبب سلوكيات الابتزاز والتخلي عن اتفاقيات التعاون والدفاع المشترك

ثامناً
هنا تشكل القطب الشرقي بزعامة الصين وإقامة تحالفات جديده سياسيه واقتصاديه وعسكريه اضرت بالقطب الاوحد واصبح القطب الثاني واقع ووصل الشرخ الى داخل المؤسسات الدوليه كمجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان وغيرها
إضافة إلى تخلق قطب ثالث في العالم الإسلامي تقوده السعوديه وتركيا وقدلوحظ في الفتره الاخيره أن المملكه تحولت إلى قبله سياسيه لحلول مشاكل العالم وجمع اطراف الصراع على الطاوله الملكيه إضافة إلى تحقيق التوافق والنجاح بين السعوديه وتركيا في ضرب المشروع الإيراني من خلال إسقاط نظام الأسد وهنا تحولت المعادله إلى تشكل القطب الثالث الإسلامي بقيادة السعوديه وتركيا

تاسعاً
تحولت الاحداث في صراع الأقطاب إلى ثمانيه ملفات متشابكه وحساسه على مستوى العالم وهي ملفات بريد كل قطب أن يضع اقدامه في العالم الجديد الذي بدأ يتشكل
الملفات الحساسه
١/جزيرة تايون
٢/اوكرانيا
٣/اذربيجان وارمينيا
٤/القضيه الفلسطينيه
٥/إيران وأدواتها في المنطقه
٦/الصراع على مناطق الغاز والنفط والمعادن
٧الصراع على البحار والممرات المائيه والمضائق والموانئ وإنشاء القواعد العسكريه في الجزر تحسباً لأي طارئ قادم وطريق الحرير يعتبر أبرزها
٨/الحرب الاقتصاديه الحاصله وهي ربما القشه التي ستقصم ظهر البعير الدولي المتفرد بإدارة العالم

عاشراً
أجبرت الأزمات الدوليه المتلاحقه أمريكا على إعادة حساباتها في المنطقه وكان للدبلوماسيه السعوديه دور بارز وحساس في لوي الذراع الامريكي إضافة الى محاولة أمريكا تصفير مشاكل الشرق الاوسط لقطع الذراع الروسي في المنطقة والتفرغ لمواجهة الصين المهدد العظيم للهيمنه الامريكيه

الحادي عشر
ليس هناك امام الأقطاب إلا أمرين
إما أن تتفق الاقطاب على تقاسم النفوذ والمصالح في العالم وترك مساحه لكل دوله مؤثره في الأقطاب الثلاثه بالاستقرار في محيطها الجغرافي لتضمن سلامة أمنها القومي إضافه إلى تقاسم النفوذ والمصالح وفق تفاهمات على تقاسم النفوذ والمصالح وتغيير المؤسسات الدوليه أو إصلاحها وإشراك قوى صاعده كاعضاء في مجلس الأمن في نقض الفيتو وقدتكون السعوديه الأوفر حظا والحد من سباق التسلح النووي والحروب السيبرانيه وغيرها تجنب العالم القادم الاسوء وفي حال استمر التعنت والخلاف فلابد من الخيار الاسوء وهي المواجهه الشامله إما إقتصاديا وسياسيآ أوقد تفضي إلى المواجهه العسكريه إما جزئيه تجبر الأقطاب لحوار يجنب العالم الكارثه أو شامله وقدتكون الاسوء في تاريخ البشريه وقديكون الشرق الأوسط صاحب الحظ الاوفر في الخراب والدمار وقد يكون البحر الاحمر وبحر العرب محور الارتكاز لان اي امبراطوريه ناشئه على مدار التاريخ تفكر دائما في السيطره على البحر الاحمر وبحر العرب وعندما تتعرض لهزات سياسيه وعسكريه واقتصاديه تفكر في إعادة الانتشار والتموضع في البحر الاحمر وبحر العرب
عبدالقوى العمري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock