في تطور لافت: وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان يلتقي المرشد الإيراني

في خطوة تعكس استمرار التقارب بين البلدين، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، قد اجتمع بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامئني، في العاصمة طهران.
وخلال اللقاء، ذكرت الوكالة أن الوزير السعودي قام بتسليم المرشد الإيراني رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
يُعد هذا اللقاء، الذي يأتي بعد مرور نحو عام على توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، مؤشرًا إضافيًا على التزام الطرفين بتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق الحوار المشترك في سبيل تحقيق الاستقرار الإقليمي. وتكتسب الرسالة الملكية أهمية خاصة في هذا السياق، حيث من المتوقع أن تتضمن محاور رئيسية تتعلق بمسار العلاقات وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
ويأتي هذا اللقاء في الذكرى السنوية الثانية للاتفاق التاريخي الذي تم بوساطة صينية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي أنهى سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، يثار تساؤل مهم حول مدى نجاح هذا التقارب في تحقيق أهدافه المنشودة على صعيد العلاقات الثنائية والاستقرار الإقليمي.
جذور الخلاف وتجاوز الأزمة:
لطالما اتسمت العلاقات بين القوتين الإقليميتين البارزتين في الشرق الأوسط بالتوتر والتنافس، تغذيهما اختلافات أيديولوجية واقتصادية وسياسية عميقة. وعلى الرغم من أن حادثة اقتحام السفارة السعودية في طهران عام 2016 كانت نقطة مفصلية في تصاعد الخلاف، إلا أن جذور التوتر تمتد لعقود مضت. وبعد فترة من “عض الأصابع” استمرت لسبع سنوات، نجحت جهود الوساطة، تتويجًا لخمس جولات برعاية عراقية، في إفساح المجال لدبلوماسية صينية أثمرت عن إعلان مفاجئ بإعادة العلاقات الدبلوماسية في مارس/آذار 2023.
التقييم الإيراني للاتفاق:
ويرى مراقبون أن العلاقات الثنائية “إيجابية جدا” وأن البلدين حققا الكثير مما أوصت به القيادات.
ويعتبر دبلوماسيون إيرانيون سابقون أن مجرد استئناف العلاقات الدبلوماسية خطوة إيجابية كان لا بد منها، مؤكدين على الدور المحوري للبلدين في لم شمل الأمة الإسلامية. وقد انعكس هذا التقارب إيجاباً على علاقات إيران مع دول عربية أخرى، كما ساهم في الحد من نفوذ قوى إقليمية ودولية أخرى في المنطقة.
ويُشار إلى أن المواقف المتقاربة حول ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة تعد دليلاً على أهمية هذه المصالحة وتأثيرها على القضايا الإقليمية.