إسرائيل تكثف ضرباتها في سوريا.. واتفاق “هشّ” لوقف إطلاق النار وانقسام درزيا

أعلنت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي عن تصعيد عملياتها العسكرية في جنوب سوريا، مشيرة إلى تنفيذها ضربات “بحزم” في منطقة السويداء واستهداف مواقع تتبع للنظام السوري. وأكدت القيادة في سلسلة تصريحات متتالية تكثيف وتيرة الضغط والضربات، بما في ذلك هجمات على العاصمة دمشق، مع التعهد بمواصلة العمليات في الجنوب السوري. وادعى البيان الإسرائيلي أن أعمال الشغب الحاصلة بمناطق الحدود تهدف إلى صرف الأنظار عن الجهد العملياتي الجاري.
وفي تطور متصل ومحلي، أفاد شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا، يوسف جربوع، بأن تواصلاً جرى مع الحكومة السورية في أعقاب “الأحداث الأليمة” في السويداء، أسفر عن اتفاق هام. ونص هذا الاتفاق – بحسب جربوع – على ثلاثة محاور رئيسية: إيقاف تام لكافة العمليات العسكرية في المحافظة من جميع الأطراف، والاندماج الكامل للسويداء ضمن مؤسسات الدولة السورية، وإخراج جميع العناصر المصنفة “خارجة عن القانون” من المدينة.
وزارة الداخلية السورية دعمت هذا التوجه، مؤكدة تشكيل لجنة مشتركة (تمثلها الدولة ومشايخ العقل) للإشراف على وقف إطلاق النار الفوري والالتزام بوقف التصعيد. وأوضحت الوزارة تفاصيل تنفيذية تشمل نشر حواجز أمنية وشرطية بمشاركة أبناء السويداء، والاستعانة بضباط وعناصر من المحافظة في المناصب القيادية والتنفيذية المحلية.
بالمقابل، نفى الشيخ حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية) وجود أي اتفاق أو تفاوض مع الحكومة السورية، مؤكدًا في تصريح متعارض استمرار القتال “حتى تحرير كامل تراب محافظة السويداء”.
على الصعيد الإقليمي، أدان كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بشدة الغارات الإسرائيلية على دمشق، واصفين إياها بـ”العدوان الصهيوني الهمجي” و”الإرهاب المنظم” الذي يقوض استقرار سوريا. ودعت الحركتان إلى إدانة عربية وإسلامية ودولية لهذا العدوان ووقف “عربدة الكيان”. وزارة الصحة السورية أعلنت عن سقوط قتيل وإصابة 28 مدنياً جراء الغارات على دمشق.
في سياق متصل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عشرات من الدروز عبروا الحدود من الجولان المحتل إلى سوريا للمرة الثانية، معترفةً بأن قوات الجيش وحرس الحدود “فشلوا في منعهم”. وأعربت الحكومة الأردنية عن موقف واضح مؤكداً حق سوريا في السيطرة على كامل أراضيها، معتبرة أبناء السويداء “جزءاً من مكونات الدولة السورية”.
هذا الخيط من الأحداث يشير إلى حالة من التوتر والتصعيد العسكري المتزامن مع جهود دبلوماسية محلية هشة لاحتواء الوضع في السويداء، وسط إدانات إقليمية للعدوان الإسرائيلي وتصريحات متضاربة داخل الطائفة الدرزية حول التعامل مع الحكومة السورية.
وتعليقا على ماحدث من قصف إسرائيلي كتب وسيم سعد قزيل على منصة اكس : العدوان الصهيوني على دمشق اليوم ليس مجرد قصف عابر، بل رسالة صريحة ومباشرة لكل من يراهن على رضا الكيان الصهيوني.على الحكومة في سوريا أن تدرك — كما يجب أن يدرك كل حاكم عربي — أن هذا الكيان لا عهد له ولا أمان.مهما قدمت من تنازلات، ومهما تساهلت أو طبّعت أو تغاضيت، فلن يرضى عنك العدو، بل سيستمر في طعنك في خاصرتك كلما سنحت له الفرصة.
إلى حكّام العرب:الذي يحدث في دمشق اليوم قد يحدث في عواصمكم غدًا، فالصهاينة لا يفرّقون بين “عدو” و”مُطبّع” إذا ما قرروا سحق الأمة.فهل تعقلون؟ مشاهد جديدة للإستهداف الكيان المحتل لمبنى الأركان وسط دمشق