ينابيع

البحث عن حبيبة خارج إطار الزواج

إن مشكلة البحث عن حبيبة خارج إطار الزواج هي مشكلة معقدة ولها جوانب عديدة، دينية واجتماعية ونفسية. حلها يتطلب جهودًا من الزوج نفسه ومن زوجته ومن المجتمع، بالتركيز على تقوية العلاقة الزوجية من جهة، والالتزام بالضوابط الشرعية من جهة أخرى.
فيما يلي تحليل لأسباب هذه المشكلة وطرق علاجها:
أولاً: الأسباب المحتملة لـ “العشق خارج إطار الزواج”
قد تكون الأسباب مزيجًا من العوامل المتعلقة بالفرد والعلاقة الزوجية والبيئة المحيطة:

  1. عوامل متعلقة بالعلاقة الزوجية
    الفتور العاطفي والملل: تحول العلاقة الزوجية إلى مجرد روتين يومي، وغياب التعبير عن الحب والمودة، وعدم تجديد النشاطات المشتركة.
    سوء أو انعدام التواصل: عدم قدرة الزوجين على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بصراحة واحترام، أو وجود “علاقات سامة” تتسم بالانتقاد أو السخرية أو الهيمنة.
    الإهمال العاطفي والجنسي: شعور أحد الطرفين بعدم الاهتمام أو التقدير، أو وجود مشكلات في العلاقة الحميمة لا يتم تناولها وحلها.
    اختلاف الطباع والتوقعات: الصدمة بعد الزواج عندما يكتشف الزوجان أن الحياة ليست مجرد “رحلة حب لا نهاية لها” وتواجههم مسؤوليات ومشاكل الحياة.
  2. عوامل شخصية وداخلية
    ضعف الوازع الديني: التساهل في النظر إلى المحرمات، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو تصفح المواقع والقنوات التي تثير الشهوات، وهو ما يعتبره علماء الدين من أهم أبواب الفساد.
    البحث عن الكمال المفقود: الرغبة في إيجاد من يكمل “النقص” الذي يشعر به الشاب في حياته أو في علاقته الزوجية.
    عدم النضج العاطفي: عدم القدرة على إدارة المشاعر بشكل صحي واللجوء إلى العلاقات العاطفية كهروب من الواقع أو الروتين.
  3. عوامل بيئية واجتماعية
    كثرة الاختلاط: وجود بيئات عمل أو تعليم مختلطة تزيد من فرص التعارف غير المنضبط والخلوة، والتي حذر منها الشرع لأنها “تُفضي إلى شر كثير وإلى فساد عظيم”.
    سهولة التواصل المحرم: انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل المراسلة و”التعارف” في غاية السهولة، وغالبًا ما تقود إلى علاقات محرمة.
    ثانياً: حلول وعلاج المشكلة
    يتطلب العلاج جهدًا مزدوجًا: مواجهة المشكلة من الناحية الدينية والأخلاقية، والعمل على تقوية العلاقة الزوجية لتكون الحصن الحصين.
  4. العلاج من المنظور الديني والأخلاقي
    هذا الجانب هو الأساس في قطع أي علاقة محرمة:
    التوبة الصادقة والقطع الفوري: يجب على الشاب قطع أي علاقة محرمة فورًا وبشكل نهائي دون تردد، مع الندم على ما فات والعزم على عدم العودة.
    غض البصر والابتعاد عن مواطن الفتنة: الالتزام بغض البصر، والابتعاد عن المواقع المشبوهة، والحرص على عدم الاختلاط غير المشروع في العمل أو الحياة العامة.
    الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة: الانشغال بطاعة الله والإكثار من الدعاء والذكر، وقراءة القرآن، مما يملأ القلب ويقوي الإيمان ويدفع الشبهات والشهوات.
    تذكر العواقب الوخيمة: استحضار أن هذه العلاقات هي “أصل لكثير من الشر والبلاء” وتؤدي إلى هدم الأسر وضياع الأولاد وغضب الله تعالى.
  5. تقوية العلاقة الزوجية لتكون بديلاً صحيًا
    يجب تحويل العلاقة الزوجية إلى مصدر للسكن والمودة وتلبية الاحتياجات العاطفية:
    أ. التواصل الفعّال والعميق:
    تخصيص وقت يومي للحديث: الجلوس مع الزوجة يوميًا للتحدث بصدق عن المشاعر والتجارب، والاستماع باهتمام لما تقوله.
    التعبير عن الاحتياجات باحترام: القدرة على قول “أنا أشعر بـ…” أو “أنا أحتاج إلى…” بدلاً من اللوم والانتقاد.
    بناء الثقة: الثقة المتبادلة هي حجر الزاوية، وتأتي من الصدق والشفافية.
    ب. تجديد الحب والمودة:
    إظهار الحب والتقدير بانتظام: عبر عن مشاعرك بكلمة “أحبك” بشكل يومي، أو رسالة قصيرة، أو هدايا رمزية، أو مفاجأة بسيطة.
    المغازلة وتذكير الشريك بالإيجابيات: تذكير الزوجة بالأمور التي تحبها فيها (شكلها، كلامها، تصرفاتها).
    تخصيص وقت للنشاطات المشتركة: كسر الروتين بالخروج في نزهة، أو السفر، أو تجربة هواية جديدة معًا.
    ج. الاهتمام بالجوانب الحياتية والحميمة:
    دعم الطموحات: مشاركة الزوجة في أحلامها وطموحاتها والعمل معًا لتحقيقها.
    الرعاية الذاتية: تخصيص وقت للرعاية الذاتية والصحة النفسية لكل من الزوجين، لأن الصحة النفسية الجيدة تنعكس إيجابًا على العلاقة.
    حل المشكلات الجنسية: إذا كانت هناك مشكلات في العلاقة الحميمة، يجب التعامل معها بصراحة وسرية، وقد يتطلب الأمر استشارة مختص.
  6. طلب المساعدة المتخصصة
    إذا استمرت المشكلة أو كان من الصعب التخلص منها، فإن استشارة أخصائي علاقات زوجية أو معالج نفسي يمكن أن تكون ضرورية. يمكن للمستشار توجيه الزوجين لفهم أعمق لاحتياجات كل منهما، وتزويدهما بأدوات وتقنيات لحل النزاعات بشكل بناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock