الذهب يحطم الأرقام القياسية: ترامب يشعل فتيل حرب تجارية عالمية والأسواق ترتجف!

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعًا جنونيًا خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت الأسعار مستويات قياسية جديدة لليوم الثاني على التوالي، وذلك قبل ساعات فقط من دخول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية حيز التنفيذ. هذا القرار الذي أثار مخاوف واسعة النطاق من اندلاع حرب تجارية عالمية، دفع المستثمرين إلى الهروب نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها المعدن الأصفر.
وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج للأنباء، اقترب سعر الذهب اليوم من حاجز 3150 دولارًا للأوقية، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا، وذلك بعد أن سجل رقمًا قياسيًا آخر يوم الجمعة الماضي. هذا الارتفاع المتواصل يأتي في ظل تزايد حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي والتجاري العالمي، مع ترقب الأسواق لردود الفعل المحتملة من الدول المتضررة من الرسوم الجمركية الأمريكية.
الذهب.. ملاذ آمن في زمن الاضطرابات:
يعد الذهب واحدًا من أقوى السلع أداءً هذا العام، حيث حقق خلال الربع الأول من العام الحالي أفضل أداء ربع سنوي له منذ عام 1986. هذا الارتفاع القياسي يعكس عدة عوامل، أبرزها:
- الطلب المتزايد من البنوك المركزية: تسعى البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم إلى تنويع احتياطاتها من العملات الأجنبية، وتعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
- الطلب على الملاذ الآمن: في ظل تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي الكلي، يلجأ المستثمرون إلى الذهب لحماية رؤوس أموالهم من تقلبات الأسواق.
- تزايد التوترات التجارية والجيوسياسية: يعتبر القلق المتزايد بشأن تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية من أهم الأسباب التي تدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.
توقعات مستقبلية متفائلة:
رفعت العديد من البنوك الكبرى توقعاتها لأسعار الذهب، حيث توقعت مجموعة جولدمان ساكس أن يصل سعر الأوقية إلى 3300 دولار بحلول نهاية العام الحالي. هذا التوقع المتفائل يعكس ثقة المؤسسات المالية في قدرة الذهب على الحفاظ على زخمه الصعودي في ظل استمرار حالة عدم اليقين.
تحليل تفصيلي لحركة الأسعار:
- جرى تداول الذهب بسعر 3132.29 دولارًا للأوقية بعد ارتفاع سعر الذهب بنسبة 0.8% إلى 3149 دولارًا للأوقية في العقود الفورية في بداية التعاملات، بزيادة تراكمية نسبتها 19% منذ بداية العام الحالي.
- في سوق الصرف، استقر مؤشر بلومبرج لقيمة الدولار، كما استقرت أسعار الفضة والبلاتين، وارتفع سعر البلاديوم.
تأثيرات محتملة على الاقتصاد العالمي:
من المتوقع أن يؤدي قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية إلى إثارة ردود فعل انتقامية من الدول المتضررة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب تجارية عالمية. هذه الحرب التجارية قد تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
في الختام، يشهد سوق الذهب حاليًا فترة استثنائية من الارتفاعات القياسية، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية. ومع استمرار حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي العالمي، يبدو أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا للمستثمرين في الفترة المقبلة.