تُحيط العديد من المفاهيم الخاطئة بقضية “شدّ المهبل”، أبرزها الربط المباشر بين ضيق المهبل والمتعة الجنسية المثلى. في الواقع، التركيز المفرط على الشدّ قد يحجب حقائق تشريحية ووظيفية هامة. بينما يسعى البعض لتحسين التجربة الجنسية وتعزيز الثقة عبر تقنيات التضييق، من الأهمية بمكان تفنيد المعتقدات غير العلمية واختيار الحلول الآمنة تحت إشراف طبي متخصص. هذا المقال يقدم رؤية شاملة ومبنية على الأدلة الطبية حول أسباب ارتخاء العضلات المهبلية وسبل تدعيمها.
تفنيد المفاهيم المغلوطة:
خلافاً للاعتقاد الشائع:
- العلاقات الجنسية لا تسبب الارتخاء الدائم: طبيعة المهبل المرنة تسمح له بالتمدد أثناء الإيلاج ثم العودة لحالته الطبيعية، ولا تؤدي الممارسة المنتظمة إلى “اتساع دائم”.
- الضيق الشديد ليس مرادفاً للمتعة: قد يرتبط بالألم أثناء الجماع (عُسر الجماع) ويستدعي تقييماً طبياً.
- الارتخاء ليس حتمياً: فهو عملية تدريجية تتأثر بعوامل محددة، ويمكن تدبيرها بفعالية.
أسباب تغيّر مرونة العضلات المهبلية (قاع الحوض):
- التقدّم في العمر وانقطاع الطمث:
- مع انخفاض مستويات الإستروجين، تصبح أنسجة المهبل أرقّ وأقل رطوبةً ومرونةً.
- تضعف العضلات الداعمة لقاع الحوض بشكل طبيعي.
- الولادة الطبيعية:
- التمدد الكبير أثناء الولادة لإفساح المجال للجنين.
- تتعافى العضلات غالباً خلال أسابيع، لكن قد تبقى درجة من الضعف، خاصة بعد ولادات متعددة أو ولادات صعبة.
- عوامل أخرى:
- السمنة المفرطة (زيادة الضغط على الحوض).
- الإمساك المزمن (الشدّ المتكرر).
- رفع الأثقال بشكل متكرر أو خاطئ.
- بعض العمليات الجراحية الحوضية.
- عوامل وراثية.
خيارات التدبير: من التمارين إلى الجراحة
أولاً: الطرق غير الجراحية (التحفظية):
- تمارين كيجل (حجر الزاوية):
- الطريقة: انقباض عضلات قاع الحوض (كما لو تحاولين إيقاف تدفق البول) لمدة 5-10 ثوانٍ، ثم الاسترخاء. كرري 10-15 مرة، 3 مرات يومياً.
- الفائدة: تقوية عضلات قاع الحوض بشكل ملحوظ، تحسين التحكم بالمثانة، وتعزيز الإحساس أثناء العلاقة.
- تمارين تقوية الحوض المتكاملة:
- القرفصاء (Squats): بوضعية القدمين بعرض الكتفين، النزول كالجلسة على كرسي وهمي مع إبقاء الظهر مستقيماً.
- تمرين الجسر (Bridge): الاستلقاء على الظهر، ثني الركبتين، ورفع الحوض نحو الأعلى مع شدّ المؤخرة والبطن.
- رفع الساقين (Leg Raises): الاستلقاء ورفع الساقين معاً أو بالتناوب مع الحفاظ على استقامتهما.
- المخروطات المهبلية (Vaginal Cones): أدوات صغيرة تُدخل في المهبل، يتطلب إبقاؤها انقباضاً مستمراً للعضلات.
- العلاج الهرموني الموضعي (بعد انقطاع الطمث):
- كريمات أو حلقات مهبلية تحتوي على إستروجين بجرعات منخفضة.
- الفائدة: تحسين سماكة ومرونة ورطوبة أنسجة المهبل، مما يساهم في تحسين المرونة والراحة.
- العلاجات التجميلية غير الجراحية:
- الليزر المهبلي (مثل ليزر Mona Lisa Touch, FemiLift): يحفز إنتاج الكولاجين ويحسن الدورة الدموية والرطوبة.
- الترددات الراديوية (Radiofrequency): تعمل على تسخين الأنسجة العميقة لتحفيز الكولاجين وشدّها.
- ملاحظة: نتائجها تدريجية وتتطلب جلسات متعددة، وتكون أكثر فعالية في حالات الارتخاء الطفيف إلى المتوسط.
ثانياً: الطرق الجراحية (عند الضرورة وبعد استنفاد الخيارات التحفظية):
- تجميل المهبل (Vaginoplasty):
- الهدف: إزالة الجلد والأنسجة الزائدة وشدّ عضلات قاع الحوض لاستعادة ضيق القناة المهبلية.
- المرشحات: النساء اللاتي يعانين من ارتخاء شديد (غالباً بعد ولادات متعددة) ولم يستجبن للتمارين.
- العملية: تخدير عام، فترة نقاهة تستغرق عدة أسابيع، قد يصاحبها ألم ونزيف محدود.
- الليزر في الجراحة: يمكن استخدامه كأداة مساعدة لزيادة الدقة وتقليل النزيف.
نصائح داعمة لأسلوب حياة يعزز صحة الحوض:
- التغذية المتوازنة: غنية بالألياف (لمنع الإمساك)، والأطعمة المحتوية على فيتويستروغنز (كالصويا، الرمان، التوت) لدعم الأنسجة.
- **إدارة الوزن
مقالات ذات صلة
-
-
-
-
-
-
-
-
