فروة بن المسيك المرادي

فَرْوَة بن المُسَيْك الغطيفي المرادي المذحجي (? – 650 م) هو صحابي من أهل اليمن، ووفد عليه في السنة العاشرة للهجرة وعينه النبي على صدقات قومه. مذحج.
هو أبو عُمير، فَرْوة بن مُسَيك بن الحارث بن سَلَمة بن الحارث بن ذويد بن مالك بن مُنَبه بن غُطَيف بن عبد اللّه بن ناجية بن مُرَاد المراديّ، ينتهي نسبه إلى قبيلة مَذْحِج. فارس وشاعرٌ ذو، كان له غَناء كثير في الجاهلّية والإسلام، صحابيّ من الولاة، أسلم عام الفتح، ذُكِر أنّه كان في الجاهليّة موالياً لملوك كنده .. ثم فارقهم واشهر اسلامه … ويقال ان دياره كانت بلاد قيفة حاليا … وقدسمي حي فروة بن مسيك في العاصمة صنعاء باسمه وبناء فيها مسجدا لازال قائما وحامل اسمه الى يومنا هذا
وفوده إلى النبي
وفد على النّبيّ وهو في المدينة، فأنزله سعدُ بنُ عُبادة عليه، ثم غدا على الرسول فسلّم عليه ثم قال: يا رسول الله، أنا لِمَن ورائي من قومي فأجازه الرسول باثنتي عشرة أُوْقِيّة (والأوقية = 40 درهماً)، وحمله على بعير نجيب، وأعطاه حلّةً من نسج عُمان.
تواجده مع الرسول واشعاره
وفود فروة بن مسيك المرادي إلى رسول الله ﷺ
قال ابن إسحاق: وقدم فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة، ومباعدا لهم إلى رسول الله ﷺ وقد كان بين قومه مراد ومذحج وبين باذان الفارسي وقبيلة همدان وقعة قبيل الإسلام، أصابو من قومه حتى أثخنوهم، وكان ذلك في يوم يقال له: الردم
قال ابن إسحاق: ولما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله ﷺ مفارقا ملوك كندة قال:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت
كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم مُحمَّدًا
أرجو فواضلها وحُسْنَ ثرائها
وكان يحضر مجلس الرسول ﷺ ويتعلّم القرآن وفرائض الإسلام، فسأله الرسول ذات يومٍ عن يوم الرَّزْم وهو يوم كان بين مُراد ومذحج اثناء ثورة قبائل مذحج على باذان الفارسي واستعان باذان الفارسي بحليفه قبائل هَمْدان ، غُلِبت فيه قبائل مذحج ، ووُسِّدت التراب جلّة ساداتها وأشرافها، قائلاً: «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّزْم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا». وفي هذا اليوم يقول فروة، مظهراً جلداً وصبراً عظيمين لما أصاب قومه، مؤمنًا بدَُولة الدّهر وتصاريفه من قصيدته النّونيّة المشهورة:
فإِنْ نَغْلِبْ فغَلاّبون قِدْمًا
وإِنْ نُغْلَبْ فغيرُ مُغَلَّبِيْنا
وما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكنْ
مَنَايَانَا وطُعْمَةُ آخريَنَا
كذاك الدّهرُ دَُولتُهُ سِجالٌ
تَكُرُّ صُروفُهُ حِيْنًا فحينا
فلو خَلَدَ الملوكُ إذن خَلَدْنا
ولو بقي الكرامُ إذن بقينا
فأَفْنَى ذلكمْ سَرواتِ قومي
كما أَفْنَى القرونَ الأوّلينا
استعمله رسول الله على صدقات زُبيد ومراد ومَذْحِج، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله ﷺ. ولمّا ظهر الأسود العنسيّ المُتَنَبِّئ باليمن، وانخدع به خلقٌ عظيم، من عَنْس وزُبيد ومَذْحِج، فارتدّوا، ودانت لهم اليمن من نجران إلى حضرموت، ثبت فروة على دينه وعضّ عليه بالنّواجذ، وقاتل المرتدّين، وفيهم عمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ، أشدّ قتال؛ وفي ذلك يقول عمرو: “وجدنا مُلْكَ فروةَ شرَّ مُلكٍ”، وبعده من قصيدة له يذمّ فيها فروة:
وإنّك لو رأيتَ أبا عُميرٍ
ملأتَ يديكَ من غَدْرٍ وخَتْرِ
بقي على صدقات مَذْحِج حتى خلافة عمر بن الخطّاب على قول بعضهم، ثم سكنَ بأَخَرَةٍ من عمره الكوفة، فكان فيها من وجوه قومه وأشرافهم، روى عن الرسول أحاديث عديدة.