عندما يصبح حملة البكالوريوس الأكثر عرضة للخطر: الأزمة الجديدة للذكاء الاصطناعي

يثير الذكاء الاصطناعي حالة من الذعر حول تداعياته على سوق العمل، وهو ما يستدعي التساؤل: ما مبرر هذا القلق، بينما يشهد العالم، على مدى القرنين الماضيين، طفرات متتالية في التكنولوجيا الموفّرة للعمل؟ لقد أدت هذه الطفرات إلى انخفاض حاد في متوسط ساعات العمل للفرد، وتزامن ذلك مع تراجع في معدلات التشغيل في مناطق واسعة من العالم مقابل نمو الإنتاج. وقد أفرز هذا التحول وضعاً أصبح فيه النمو الاقتصادي مصحوباً بفوائض في الإنتاج، وأزمات اقتصادية مقترنة بهذه الفوائض، نظراً لضعف مستويات الاستهلاك الناتج عن عدم نمو الأجور ومعدلات التشغيل. هذا النمط يناقض معظم فترات التاريخ البشري، حيث كانت الأزمة تقترن بالندرة.

في رأينا، يكمن جوهر الذعر الحالي في توغّل الذكاء الاصطناعي وسيطرته على الملاذ الأخير للعمالة التي كانت دائماً تحت تهديد التكنولوجيا الموفّرة للعمل، ألا وهو العمل الذهني في القطاع الخدمي. لطالما سادت حكمة اقتصادية ليبرالية مفادها أن كل تحوّل تكنولوجي يؤدي إلى فقدان وظائف، يقابله خلق وظائف جديدة في قطاعات أخرى، وتحديداً في الأعمال الذهنية. إلا أن هذا التحليل يتجاهل الأبعاد الطبقية والجغرافية لتطور التكنولوجيات. فحتى لو صحت هذه المقولة، فإن أي عملية تحوّل تفرز بالضرورة فائزين وخاسرين، وهذا يقودنا إلى السبب الثاني للقلق المتزايد من الذكاء الاصطناعي.

يأتي الذكاء الاصطناعي ليهدّد بشكل خاص الوظائف التي تشغلها الطبقات المهنية الأكثر حظاً وتأثيراً في الخطاب العام للمجتمع، فها هي هذه الوظائف تواجه، وللمرة الأولى، مصيراً مشابهاً لما واجهته الوظائف الزراعية والصناعية عبر القرنين الماضيين. لكن الفارق هذه المرة هو غياب تصوّر واضح أو خطة مدعومة بسياسات عامة للقطاعات أو الوظائف التي يمكن أن تكون ملاذاً، خاصة في ظل التهديد الوشيك الذي يواجه غالبية الوظائف المهنية.

وتؤكد البيانات هذا القلق؛ حيث كشف تقرير صادر عن مركز بيو للبحوث (Pew Research Center) أن العمال الحاصلين على درجة البكالوريوس في الولايات المتحدة أكثر عرضة بكثير لشغل وظائف مهددة بالذكاء الاصطناعي من نظرائهم حاملي شهادة الثانوية. وأشار التقرير إلى أن متوسط الأجر للعاملين في الوظائف الأكثر عرضة للخطر وصل إلى 33 دولاراً في الساعة العام الماضي، مقارنة بنحو 20 دولاراً للوظائف الأقل عرضة للتهديد. وتوصلت النتائج إلى أن الوظائف التي تعتمد على المهارات التحليلية، مثل التفكير النقدي، والكتابة، والعلوم، والرياضيات، هي الأكثر عرضة للتهديد من قِبل الذكاء الاصطناعي.

مواضيع ذات صلة:

بحث عن الذكاء الاصطناعي مختصرالذكاء الاصطناعي والقانونالذكاء الاصطناعي العام
عمل صورتك بالذكاء الاصطناعيبرامج التصميم بالذكاء الاصطناعيتخصصات الذكاء الاصطناعي
ترجمة الذكاء الاصطناعيورقة بحثية عن الذكاء الاصطناعيكيف تعلم الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي في الامن السيبرانيالذكاء الاصطناعي لرسم الصورالذكاء الاصطناعي في الهندسة 
الذكاء الاصطناعي في المحاسبةالذكاء الاصطناعي في ادارة المشاريعالذكاء الاصطناعي تعريفه واهميته
اثر تطبيق الذكاء الاصطناعيابرز تحديات الذكاء الاصطناعياثر استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الادارية
استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميموظائف الذكاء الاصطناعيمنصات الذكاء الاصطناعي
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياةأهمية الذكاء الاصطناعي في التعليمالذكاء الاصطناعي جي بي تي
اخلاقيات الذكاء الاصطناعيماهو تخصص الذكاء الاصطناعيتاريخ الذكاء الاصطناعي
أسئلة الذكاء الاصطناعيكيفية استخدام الذكاء الاصطناعيتصميم الصور بالذكاء الاصطناعي
مستقبل الذكاء الاصطناعيترجمة الذكاء الاصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
منصة الذكاء الاصطناعي مواقع الذكاء الاصطناعي تصميم صورة بالذكاء الاصطناعي
Exit mobile version