زلزال المساعدات الأمريكية: هل تتخلى واشنطن عن اليمن في خضم الأزمات؟”

في تطور لافت، ذكرت وسائل إعلام متعددة نقلاً عن مصادر موثوقة أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كانت بصدد اتخاذ قرار بتقليص كبير في حجم المساعدات الأمريكية المتبقية لكل من أفغانستان واليمن.
علاوة على ذلك، أشارت التقارير إلى أن هذا الإجراء قد يشمل وقفاً كاملاً لمعظم أشكال الدعم المقدم لهذين البلدين اللذين يعانيان بالفعل من أزمات إنسانية حادة.
تجميد المساعدات الامريكية يهدد حياة الملايين
وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن تسعة مصادر مطلعة، من بينهم ستة مسؤولين أمريكيين، فإن إدارة ترامب كانت تتجه نحو تجميد أو إلغاء معظم المساعدات الأمريكية المخصصة لأفغانستان واليمن.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في كلا البلدين، حيث يواجه ملايين الأشخاص خطرًا حقيقيًا على حياتهم بسبب نقص الغذاء والدواء والموارد الأساسية الأخرى.
قرار مفاجئ وتداعياته المحتملة:
بالإضافة إلى ذلك، كشفت المديرة السابقة لمكتب الشؤون الإنسانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، سارة تشارلز، ومصادر أخرى. أن وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة USAID قد اتخذتا قرارًا خلال عطلة نهاية الأسبوع بوقف العديد من البرامج. وذلك في أكثر من اثنتي عشرة دولة، بما في ذلك البرامج الموجهة لأفغانستان واليمن. وبالتالي، فإن هذا القرار المفاجئ يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الإنساني الأمريكي على نطاق أوسع.
اتهامات خطيرة تطال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية:
في سياق متصل، وفي الثاني من فبراير، وصف رئيس دائرة الكفاءة الحكومية الأمريكية (DOGE)، إيلون ماسك، وكالة USAID بأنها “منظمة إجرامية”. وأنه “حان وقت انتهائها”. وعلاوة على ذلك، أعلن في اليوم التالي أن الرئيس ترامب قد وافق على إغلاق الوكالة.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات صدرت قبل تعيين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قائماً بأعمال رئيس USAID.
مراجعة شاملة وتقييم للإنفاق:
في المقابل، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي تم تعيينه في الثالث من فبراير قائماً بأعمال رئيس USAID، في الخامس من فبراير بأن السلطات تعتزم إجراء مراجعة شاملة للوكالة “من الأعلى إلى الأسفل”.
ويهدف هذا الإجراء إلى تحديد مدى توافق تمويل البرامج مع السياسة الدولية للإدارة الحالية. ووفقًا لتصريحاته، فإن USAID كانت تنفق الأموال “بما يضر” بمصالح الولايات المتحدة.
مستقبل المساعدات معلق على نتائج المراجعة:
بناءً على ذلك، أوضح روبيو أنه سيتم بعد الانتهاء من هذه المراجعة إما رفع التجميد عن بعض المساعدات أو حتى زيادتها.
وذلك اعتمادًا على نتائج التقييم وتوافق البرامج مع الأهداف الاستراتيجية للإدارة الأمريكية. وبالتالي، فإن مستقبل المساعدات الأمريكية لأفغانستان واليمن لا يزال غير واضح. ويعتمد بشكل كبير على نتائج هذه المراجعة.
تقليص واسع للموظفين وتأثيره على العمليات:
في الرابع والعشرين من فبراير، أعلنت USAID رسميًا أن إدارة ترامب قد بدأت بالفعل في عمليات تقليص واسعة النطاق للموظفين. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يفقد آلاف الموظفين وظائفهم. أما بالنسبة للعاملين في الخارج، فقد أوضحت الوكالة أنها تخطط لتنظيم برنامج رحلات عودة ممول بالكامل من قبل USAID. بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن جميع الموظفين المسرحين من استخدام أنظمة وموارد الوكالة والقنوات الدبلوماسية حتى عودتهم إلى بلدانهم.
معلومات إضافية:
تجدر الإشارة إلى أن المساعدات الأمريكية كانت تلعب دورًا حيويًا في دعم جهود الإغاثة الإنسانية والتنمية في أفغانستان واليمن لسنوات عديدة.
وبالتالي، فإن أي تخفيض كبير في هذه المساعدات يمكن أن يكون له تداعيات وخيمة على السكان المدنيين الذين يعانون بالفعل من نزاعات طويلة الأمد وأزمات اقتصادية وإنسانية متفاقمة. علاوة على ذلك، قد يؤثر تقليص المساعدات على جهود مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي.