عبدالخالق بدر الدين الحوثي عقل المليشيات الحوثية ويدها الطولى الملطخة بالدماء

د. فياض النعمان – حين تذكر أسماء القيادات الحوثية الأكثر خطورة يقفز اسم الارهابي عبدالخالق بدر الدين الحوثي إلى الواجهة لا كرقم عابر في سجل العنف وانما كأيقونة دامية في دفتر الحرب اليمنية إنه الشقيق الأصغر لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي والمقاتل الظل الذي نشأ في كهوف مران بصعدة وتربى على مزيج من عقيدة مذهبية متشددة وحلم سلطوي جارف ومنذ بواكير الألفية كان الشاب الغارق في خطاب والده المرجع بدر الدين الحوثي وأفكار أشقائه يتهيأ لدور أكبر من مجرد جندي وكان يخطو نحو مقعده في الصف الأول من القيادة الميدانية للمليشيات الارهابية.
مواضيع ذات صلة: الارهابي أبو علي الحاكم… العقل الاستخباراتي الدموي للمليشيات الحوثية
أول ظهور لاسمه جاء مع أزيز الرصاص في الحرب الثانية بصعدة عام 2004 وكان يقود فرق الكر والفر بين الجبال كالذئاب الجائعة وسرعان ما غاص في عالم أكثر ظلام والتفخيخ والألغام والكمائن التي حصدت أرواح جنود ومواطنين بلا تمييز ومع تتابع الحروب الست صقل عبدالخالق أدواته القتالية وارتقى درجات القيادة مدفوع بقرابة الدم والولاء المطلق للفكر الحوثي العنصري السلالي الطائفي المؤدلج.
لكن صعدة لم تكن محطة التدريب الوحيدة فهناك بعيدا عن أعين اليمنيين تلقى عبدالخالق تدريبات متقدمة على أيدي خبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتشير المصادر إلى رحلة سرية عام 2008 إلى لبنان وتعلم أساليب حرب المدن وفنون العبوات الناسفة وإدارة المعارك في بيئات مأهولة ليعود محمل بخبرة استوردها بالكامل إلى الجبهات لقتل اليمنيين ومنذ ذلك كانت بصمته واضحة في كتاف والملاحيظ ليس فقط في النصر الميداني وانما في القسوة الممنهجة منها إعدامات للأسرى واستخدام المدنيين كدروع بشرية وعمليات ترهيب جماعي.
وبعد انقلاب سبتمبر 2014 كان عبدالخالق هو من قاد الهجوم على دار الرئاسة ومعسكرات الحماية في لحظة شكلت نقطة اللاعودة نحو سيطرة المليشيات الأرهابية على مفاصل الدولة وبعدها تولى قيادة ما يسمى بالحرس الحوثي وأشرف على اقتحام الحديدة وفرض حصارها متحدي علنا الاتفاقات الدولية ولعب دور محوري في تهريب الأسلحة الإيرانية عبر البحر الأحمر لتصل إلى المليشيات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي أرهقت الجبهات الداخلية وحدود السعودية.
الارهابي عبدالخالق ليس قائد ميداني ولكنه جزء من مثلث هجومي مع يوسف المداني وأبو علي الحاكم يقودون معا أخطر العمليات ويعيدون رسم خرائط السيطرة على الجبهات وارتبط اسمه بجرائم قصف الأحياء السكنية في تعز ومأرب وخطف النشطاء والصحفيين وإخفاء المعارضين وكان وراء هجمات بطائرات مسيرة إيرانية على أهداف داخل العمق السعودي وأكثر من مرة أعلن مقتله لكن الرجل ينجو وكأن الحرب تمنحه حياة جديدة كل مرة.
مواضيع ذات صلة: علي عبدالله صالح رجل اليمن المثير للجدل
شخصيته مزيج من العقائدية المتشددة وهوس السلطة يتحرك بين الجبهات من نهم والجوف إلى الساحل الغربي ويفرض حضوره في كل عملية كبرى تقوم بها المليشيات الارهابية ورغم العقوبات الأممية والأمريكية المفروضة عليه منذ 2015 ظل يتنقل بحرية بفضل حماية قبلية وشبكات تهريب تمولها طهران.
خطورة الارهابي عبدالخالق تكمن في كونه احد حلقات الوصل بين الميدان للمليشيات والعقل الإيراني المدبر يجيد تحويل كل جولة حرب إلى واقع سياسي يصعب كسره على طاولة المفاوضات ونتاج بيئة صنعت على عجل بين جبال صعدة وخنادق حزب الله يتحرك بعقيدة ترى اليمن مجرد مسرح لمشروع إقليمي أكبر.
الارهابي عبدالخالق الحوثي هو مهندس دموي للمشروع الحوثي الارهابي المسلح ورمز للعلاقة العضوية بين المليشيات وصناع القرار في طهران وسقوطه لن يتحقق بالصدفة وانما بتجفيف منابع الدعم الإيراني وتفكيك البنية العسكرية التي بناها على مدار عقدين والتي جعلت منه أحد أخطر رجال اليمن الحديث.