تقارير وتحقيقات

صاروخ فتاح 2 : القفزة الإيرانية إلى نادي الصواريخ الفرط صوتية

مقدمة: لحظة التحول في سباق التسلح

في عالم يتسارع فيه تطوير أسلحة الجيل الجديد، تُمثِّل الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic) أحد أبرز التحديات الاستراتيجية التي تعيد تشكيل ميزان القوى العسكري. ففي 19 نوفمبر 2023، أعلنت إيران عن تدشينها لعصر جديد في برنامجها الصاروخي بكشف النقاب عن صاروخ “فتاح 2” الباليستي الفرط صوتي، ليصبح أحدث عضو في نادي حصري لا تضمه سوى قوى عظمى محدودة. هذا الإعلان لم يكن مجرد حدث تقني، بل كان إشارة واضحة على تطور قدرات إيرانية قادرة على اختراق أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً في العالم. تهدف هذه الدراسة الموسعة إلى تحليل عميق لمواصفات “فتاح 2″، وتقنياته الثورية، وتأثيره المحتمل على المشهد الجيوسياسي، مع وضع إنجازه في سياق السباق العالمي المحموم نحو الهيمنة الفرط صوتية.


الفصل الأول: فك الشفرة – ما هي الأسلحة الفرط صوتية ولماذا تشكل نقلة نوعية؟

1. التعريف العلمي والتحدي الفيزيائي

  • المعيار الأساسي: يُصنَّف السلاح على أنه “فرط صوتي” إذا تجاوز سرعته 5 ماخ (Mach 5)، أي ما يعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت (حوالي 6125 كم/ساعة عند مستوى سطح البحر).
  • الفيزياء الحارقة: عند هذه السرعات الخارقة، يصبح التفاعل مع الغلاف الجوي تحدياً هندسياً جسيماً. فالاحتكاك الهوائي يولد حرارة هائلة (تجاوز 2000 درجة مئوية) تكفي لإذابة معظم المواد التقليدية. يتطلب التغلب على هذا عقوداً من البحث في مواد متقدمة (سيراميك، مركبات كربونية) وتقنيات تبريد ثورية.
  • مشكلة الرؤية والتتبع: تشوه الحرارة الشديدة والبلازما المحيطة بالصارخ إشارات الرادار (ظاهرة “الانحلال البلازمي”)، مما يحد من فعالية أنظمة الكشف المبكر التقليدية.

2. ما الذي يميزها عن الصواريخ الباليستية التقليدية؟ السر ليس في السرعة وحدها!

  • مقارنة بالباليستي التقليدي: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) قد تصل سرعتها إلى 20 ماخ عند العودة للغلاف الجوي. لكنها تتبع مساراً قوسياً متوقعاً (Ballistic Trajectory). يكفي لرادارات الإنذار المبكر رصد لحظة الإطلاق لحساب مسارها ونقطة سقوطها بدقة، مما يتيح وقتاً كافياً للاعتراض.
  • عنصر المفاجأة: القدرة على المناورة (Maneuverability): جوهر التميز في الأسلحة الفرط صوتية الحديثة هو قدرتها على إجراء مناورات أفقية وعمودية متكررة أثناء طيرانها بسرعات تفوق 5 ماخ داخل الغلاف الجوي. هذه القدرة تحطم مفهوم “المسار المتوقع”، وتجعل التنبؤ بنقطة الهدف مستحيلاً.
  • منطقة اللا اعتراض (No-Go Zone): تطير هذه الصواريخ في “منطقة موت” دفاعية، غالباً ما تكون:
    * أعلى من مدى أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية (مثل باتريوت).
    * أدنى من ارتفاع الكشف الأمثل لرادارات الإنذار المبكر الفضائية والبرية بعيدة المدى.
  • تأثير الدومينو الدفاعي: ينتج عن المناورة والسرعة والطيران المنخفض:
    * تقليص زمن التحذير (Warning Time): من ساعات إلى دقائق أو حتى ثوانٍ.
    * إرباك أنظمة الاعتراض: صعوبة تحديد نقطة الاعتراض الصحيحة (التشويش على خوارزميات الاعتراض).
    * استنزاف الذخيرة: قد يتطلب اعتراض صاروخ فرط صوتي واحد إطلاق صواريخ اعتراضية متعددة، مما يستنزف الدفاعات بسرعة.

مواضيع ذات صلة : الصواريخ البالستية وصواريخ اسكود ماهو الفرق بينهما

3. التصنيف التقني: عائلتان رئيسيتان

  • صواريخ كروز الفرط صوتية (Hypersonic Cruise Missiles – HCMs):
    * آلية العمل: تعمل بمحركها الخاص (غالباً محرك سكرامجيت Scramjet) طوال الرحلة.
    * الطيران: تحلق بسرعات فرط صوتية ثابتة نسبياً داخل الغلاف الجوي على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة.
    * المزايا: قدرة عالية على المناورة، مسارات متعرجة، صعوبة الرصد.
    * التحديات: تعقيد هندسة محركات السكرامجيت، استهلاك وقود هائل.
  • المركبات الانزلاقية الفرط صوتية (Hypersonic Glide Vehicles – HGVs):
    * آلية العمل: تُطلق بواسطة صاروخ باليستي (معزز) يرتفع بها إلى حافة الغلاف الجوي أو الفضاء. ثم تنفصل وتنزلق نحو الهدف بسرعات فرط صوتية باستخدام ديناميكية الهواء والجاذبية (قد يكون لها محرك صغير لدفعات توجيه نهائية).
    * الطيران: مرحلة انزلاقية طويلة داخل الغلاف الجوي العلوي والوسطي.
    * المزايا: مدى أبعد من صواريخ الكروز، سرعات عالية جداً (تصل لـ 20 ماخ)، مسار انزلاقي يصعب التنبؤ به.
    * التحديات: التحكم الديناميكي الهوائي عند السرعات العالية، إدارة الحرارة الشديدة أثناء الانزلاق الطويل، دقة التوجيه.

الفصل الثاني: فتاح 2 – تشريح تقني لإنجاز إيراني مثير

1. النشأة والإعلان: دخول النادي الحصري

  • التسلسل الزمني: جاء “فتاح 2” كثمرة تطور طبيعي لسلفه “فتاح 1” الذي أُعلن عنه في يونيو 2023 كأول صاروخ إيراني يُصنف فرط صوتياً. كُشف النقاب عن “فتاح 2” رسمياً في 19 نوفمبر 2023 خلال معرض القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، بحضور المرشد الأعلى علي خامنئي، مما يؤكد أهميته الاستراتيجية.
  • الجهة المطورة: وحدة الدفاع الجوي والفضائي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو ما يشير إلى أولوية قصوى لهذا البرنامج.

2. المواصفات الفنية المعلنة: الأرقام التي تُحدث الفرق

  • السرعة القصوى: 15 ماخ (ما يعادل حوالي 5.1 كيلومتر في الثانية، أو 18360 كم/ساعة). هذه السرعة تختصر المسافات وتقلص زمن رد الفعل بشكل دراماتيكي.
  • المدى: 1400 كيلومتر (مع إشارات غير مؤكدة عن تطويره ليصل إلى 1500-1800 كم). يغطي هذا المدى جميع أراضي الخصوم الإقليميين لإيران (بما في ذلك إسرائيل) وقواعد عسكرية حليفة في المنطقة.
  • النوع: صاروخ باليستي متوسط المدى مزود برأس حربي انزلاقي فرط صوتي (HGV). هذا هو جوهر التطوير مقارنة بـ “فتاح 1”.
  • نظام الدفع:
    * المرحلة الأولى: معزز باليستي بالوقود الصلب (مشابه لما في “فتاح 1”)، مسؤول عن دفع النظام بأكمله خارج الغلاف الجوي الكثيف وإعطاء الرأس الحربي السرعة والارتفاع اللازمين.
    * المرحلة الثانية (الرأس الحربي HGV): رأس حربي انزلاقي مزود بمحرك صاروخي صغير منفصل يعمل بالوقود السائل. هذا المحرك لا يستخدم للطيران المستمر، بل يُعطي دفعة توجيه نهائية بعد الانفصال ويُحسِّن قدرات المناورة أثناء الانزلاق.
  • نظام التوجيه: يعتمد على نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، مع إمكانية تحديث المسار خلال الطيران (Mid-course update)، ربما عبر وصلات بيانات أو إشارات الأقمار الصناعية (مثل نظام “نويد” الإيراني)، مما يزيد الدقة بشكل كبير.
  • الحمولة: رأس حربي تقليدي عالي الانفجار (HE) أو شديد الانفجار (HE-FRAG). لم تُعلن إيران عن إمكانية حمله رؤوساً غير تقليدية، لكن التقنية تتيح ذلك نظرياً.

3. آلية العمل: رقصة الموت الفرط صوتية

  1. الإطلاق: ينطلق الصاروخ عمودياً أو بزاوية حادة باستخدام معزز الوقود الصلب القوي.
  2. الصعود الباليستي: يتسلق المعزز بالرأس الحربي عبر الغلاف الجوي في مسار شبه قوسي.
  3. الانفصال: عند الوصول إلى نقطة محددة على حافة الغلاف الجوي (على بعد مئات الكيلومترات من الهدف)، ينفصل المعزز عن الرأس الحربي الانزلاقي (HGV).
  4. الدفعة الأولية: يُشغِّل الرأس الحربي محركه الصغير ذا الوقود السائل لفترة وجيزة، لضبط سرعته وزاوية دخوله للغلاف الجوي ومنحه زخماً إضافياً.
  5. المرحلة الانزلاقية المناورة: هذه هي المرحلة الأكثر خطورة وتفرداً. ينزلق الرأس الحربي بسرعة تبدأ من حوالي 10-12 ماخ (قد تصل لـ 15 ماخ) ويبدأ في الانحدار عبر الطبقات العليا والوسطى من الغلاف الجوي. خلال هذا الانزلاق، يُجري الرأس الحربي مناورات متكررة – أفقية (لتغيير الاتجاه) وعمودية (لتغيير الارتفاع). هذه المناورات تُدار بواسطة أسطح تحكم هوائية (دفاعات) وربما بواسطة الدفع التفاضلي للمحرك الصغير. هذه القدرة على تغيير المسار هي ما تجعله “غير باليستي” بالمعنى التقليدي وتُعقِّد الاعتراض بشكل هائل.
  6. المرحلة النهائية والتوجيه: مع الاقتراب من الهدف، قد يُجري الرأس الحربي مناورات أخيرة تفادياً للدفاعات القريبة ويستخدم نظامه الملاحي لتحديث نقطة الاصطدام بدقة. المحرك الصغير قد يُستخدم لدفعة أخيرة لزيادة الدقة أو اختراق الدفاعات.

4. التميز عن “فتاح 1”: تطور نوعي

  • تحدي فيزياء الاعتراض: تعتمد أنظمة الدفاع الصاروخي (مثل “حيتس” الإسرائيلية، “ثاد” و”باتريوت” الأمريكية) على التنبؤ بمسار الصاروخ المعادي لتوجيه صاروخ اعتراضي نحو نقطة لقاء (Intercept Point). قدرة “فتاح 2” على تغيير مساره بشكل غير متوقع أثناء طيرانه بسرعة 15 ماخ تجعل هذا التنبؤ مستحيلاً تقريباً. صاروخ الاعتراض قد يصل إلى نقطة اللقاء المتوقعة ليجد أن “فتاح 2” قد غير مساره بالفعل.
  • ضغط زمني ساحق: السرعة الخارقة (5.1 كم/ثانية) تقلل زمن رد الفعل من لحظة الكشف إلى أقل من دقائق قليلة، خاصة للأهداف القريبة. هذا لا يترك وقتاً كافياً لاتخاذ قرار الاعتراض، وتشغيل النظام، وإطلاق الصاروخ الاعتراضي، وتوجيهه.
  • مشاكل الكشف والتتبع: الطيران المرتفع نسبياً (لكن تحت رادارات الإنذار المبكر الفضائية) والمنخفض (لكن فوق مدى الدفاعات الجوية التقليدية)، مع الحرارة الشديدة والبلازما، يجعل اكتشافه وتتبعه المستمر تحدياً كبيراً لأنظمة الرادار والأشعة تحت الحمراء (IRST) الحالية.
  • إشكالية التكلفة: تكلفة صاروخ اعتراضي متطور (مثل صواريخ “سهامور” في نظام “حيتس” أو “سيم-3” في “إيجيس”) قد تفوق بكثير تكلفة صاروخ هجومي مثل “فتاح 2”. هذا التفاوت يُحدث استنزافاً اقتصادياً وعملياتياً للدولة المدافعة في حالة هجوم صاروخي كبير.
  • قدرة الاختراق: التصميم الانزلاقي والسرعة الهائلة تمنحه قدرة عالية على اختراق التحصينات والأهداف تحت الأرض (Hardened Targets) مثل مراكز القيادة المحصنة، مخازن الأسلحة الاستراتيجية، منشآت التخصيب.
  • استهداف أنظمة الدفاع نفسها (SEAD/DEAD): يُعد “فتاح 2” سلاحاً مثالياً لمهمات قمع/تدمير دفاعات العدو الجوية (Suppression/Destruction of Enemy Air Defenses – SEAD/DEAD). قدرته على تخطي الدفاعات تجعله الخيار الأمثل لضرب رادارات الإنذار المبكر، مراكز السيطرة، ومنصات إطلاق الصواريخ الاعتراضية نفسها، تمهيداً لهجمات جوية أو صاروخية أخرى.
  • الأهداف الاستراتيجية الحيوية: قواعد جوية (مدرجات، حظائر طائرات، طائرات على الأرض)، منشآت بحرية، مراكز اتصالات واستخبارات، بنى تحتية حيوية (جسور رئيسية، محطات طاقة).
  • التأثير النفسي والردع: مجرد امتلاك هذا السلاح يخلق ردعاً هائلاً. فهو يرسل رسالة واضحة للخصوم بأن ملاذاتهم الآمنة لم تعد كذلك، وأن تكلفة أي هجوم عليهم قد تصبح فادحة. إنه يغير حسابات المخاطرة بشكل جذري.
  • في أبريل 2024، أعلنت إيران (عبر قناة برس تي في الرسمية) عن استخدام فعلي لصاروخ “فتاح 2” خلال الهجوم الكبير على إسرائيل ردا على ضربة القنصلية في دمشق.
  • أكدت تقارير غربية (مثل تقرير لشبكة ABC News نقلاً عن مسؤول أمريكي) أن صواريخاً فرط صوتية إيرانية أصابت قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية جنوب البلاد.
  • نتائج الضربة (بحسب التقارير):
    * إلحاق أضرار جسيمة بمدرج الهبوط الرئيسي، مما شل عمليات القاعدة لساعات.
    * تدمير طائرة نقل عسكرية من طراز C-130 كانت متوقفة داخل حظيرة.
    * إصابة منشآت تخزين ومعدات.
  • الدلالات الاستراتيجية:
    * تحقق الهدف: أثبت “فتاح 2” قدرته العملية على اختراق شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة (المكونة من “حيتس”، “باتريوت”، “سكاي لاك”).
    * دقة ملحوظة: استهداف طائرة داخل حظيرة ومدرج محدد يشير إلى دقة أعلى مما يُشاع عن الصواريخ الإيرانية.
    * رسالة واضحة: إثبات القدرة على ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية حساسة بعمق وبكفاءة.
  • الدول التي أجرت تجارب ناجحة أو نشرت أنظمة: روسيا (أفانجارد HGV، كينجال HCM)، الصين (دي إف-17 HGV)، الولايات المتحدة (AGM-183A ARRW – HGV، برامج سرية)، إيران (فتاح 1، فتاح 2 – HGV).
  • دول في مراحل متقدمة من التطوير: الهند (شاكتي HGV)، فرنسا/ألمانيا (برنامج تعاوني)، اليابان، أستراليا (مشروع تعاون مع الولايات المتحدة)، كوريا الشمالية (أعلنت عن اختبارات).
  • دول تمتلك صواريخ سريعة لكن تفتقر للمناورة الفرط صوتية الكاملة: باكستان، إسرائيل (يُعتقد لديها برامج سرية). استخدام روسيا لـ”كينزال” في أوكرانيا محل شكوك حول قدرته الحقيقية على المناورة الفرط صوتية.
  • التحدي التقني الهائل: تطوير أسلحة فرط صوتية موثوقة وفعالة يتطلب بنية تحتية علمية وصناعية متطورة في مجالات الديناميكا الهوائية، علوم المواد، أنظمة الدفع، الإلكترونيات، البرمجيات، وأنظمة التوجيه. نجاح إيران في هذا المجال يُظهر تطوراً ملحوظاً في قدراتها الهندسية والبحثية رغم العقوبات.
  • تأثير العقوبات: يشير تطوير “فتاح 2” إلى قدرة إيران على تطوير تكنولوجيا حساسة بشكل محلي أو عبر شبكات إمداد معقدة تتجاوز العقوبات الغربية.
  • تغيير ميزان القوى الإقليمي: يمنح “فتاح 2” إيران قدرة ردع هجومية غير مسبوقة ضد خصومها الرئيسيين (إسرائيل، الولايات المتحدة في قواعدها الإقليمية، دول الخليج). إنه يقلل من فعالية الدروع الدفاعية التي تعتمد عليها هذه الدول بشكل كبير.
  • سباق تسلح إقليمي محتمل: نجاح إيران قد يدفع دولاً أخرى في المنطقة (مثل السعودية، تركيا) لتسريع برامجها الصاروخية أو السعي للحصول على أنظمة فرط صوتية أو دفاعات ضدها من القوى الكبرى.
  • التأكيد المستقل: لا تزال البيانات حول أداء “فتاح 2” في ظروف قتالية حقيقية (عدا ضربة نيفاتيم) محدودة. هناك حاجة لمزيد من الأدلة المستقلة لتأكيد جميع قدراته المعلنة (خاصة السرعة والمناورة المستمرة عند 15 ماخ).
  • التكلفة والتعقيد: إنتاج أعداد كبيرة من هذه الصواريخ المتطورة باهظة التكلفة ويستهلك موارد تقنية وبشرية هائلة، خاصة تحت وطأة العقوبات الاقتصادية المشددة.
  • تطوير الدفاعات المضادة: القوى الكبرى (خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل) تستثمر بشكل مكثف في جيل جديد من دفاعات مضادة للصواريخ الفرط صوتية. تشمل هذه الجهود:
    * رادارات فائقة القوة (أرضية وفضائية) تعمل بأطوال موجية مختلفة.
    * صواريخ اعتراضية أسرع وأكثر قدرة على المناورة (مثل “سهامور 3” الإسرائيلية، “GPI” الأمريكية).
    * أسلحة طاقة موجهة (ليزر، أسلحة كهرومغناطيسية) للتعامل مع السرعات الهائلة.
    * أنظمة حرب إلكترونية متطورة لتعطيل توجيه الصاروخ.
  • موثوقية ودقة الأسلحة: الحفاظ على موثوقية عالية ودقة الإصابة تحت ضغط الحرارة والاحتكاك والمناورة العنيفة يبقى تحدياً مستمراً لأي برنامج فرط صوتي.
  • زيادة المدى: من المرجح أن تعمل إيران على تطوير إصدارات من “فتاح” بمدى يتجاوز 2000-2500 كم، مما يوسع دائرة التهديد لتشمل أجزاء من أوروبا.
  • رؤوس حربية متعددة (MIRVed HGVs): دمج تقنية نشر رؤوس حربية متعددة مستقلة (MIRV) مع تقنية HGV سيزيد من قدرة الاختراق والتعقيد بشكل كبير، لكنه تحدٍ هندسي هائل.
  • تحسين الدقة: دمج أنظمة توجيه نهائية أكثر تطوراً مثل التوجيه البصري/الأشعة تحت الحمراء (IIR) أو التوجيه الراداري النشط (ARH) لتحقيق دقة الإصابة نقطة (CEP منخفض جداً).
  • تقنيات التخفي (Stealth): تطبيق تقنيات لتقليل المقطع الراداري (RCS) والبصمة الحرارية للرأس الحربي الانزلاقي، مما يزيد من صعوبة الكشف والتتبع.
  • أنظمة إطلاق متنوعة: استكشاف إمكانية الإطلاق من منصات بحرية (غواصات، سفن) أو جوية، لزيادة البقاء وقدرة الردع.
  • تقويض الأمن المطلق: لقد مزق الغطاء الواقي الذي وفرته أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة لخصوم إيران لعقود. فكرة “الملاذ الآمن” لم تعد موجودة بنفس الصلابة.
  • إعادة تعريف الردع: يمنح “فتاح 2” إيران قدرة ردع هجومية غير متناظرة. فالقدرة على توجيه ضربات مؤكدة التأثير وصعبة الاعتراض ضد أهداف استراتيجية حيوية داخل أراضي خصومها يرفع التكلفة المحتملة لأي عمل عسكري ضدها إلى مستويات غير مسبوقة.
  • ضغط الزمن: لقد حوَّل الديناميكية الزمنية للصراع. ما كان يُتخذ فيه قرار خلال ساعات، أصبح يتطلب دقائق. وما كان يتطلب دقائق، أصبح يتطلب ثوانٍ. هذا الضغط يُربك عمليات صنع القرار ويُزيد من احتمالية الأخطاء.
  • رمز القوة التكنولوجية: يمثل إنجازاً تقنياً وعسكرياً وسياسياً بالغ الأهمية لإيران. إنه يبرهن على تقدم برنامجها الصاروخي رغم كل العقبات، ويرسخ مكانتها كقوة إقليمية لا يُستهان بقدراتها.
  • فتح باب سباق تسلح جديد: يُسرع اعتراف القوى الإقليمية والعالمية بتهديد “فتاح 2” من سباق التسلح في مجال الصواريخ الفرط صوتية الهجومية والدفاعات المضادة لها، مما يزيد من حدة التنافس وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock