سبب عدم نزول الدورة الشهرية

مقدمة حول الدورة الشهرية

تُعرف الدورة الشهرية بأنها سلسلة من التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث في جسم المرأة بشكل دوري، وطبيعتها تكون غالباً شهرية. تبدأ الدورة الشهرية في سن البلوغ، وتستمر حتى سن انقطاع الطمث. تُعتبر هذه العملية ضرورية للحفاظ على صحة المرأة الإنجابية، حيث تُعد علامة على وجود مستويات طبيعية من الهرمونات في الجسم.

تتكون الدورة الشهرية من أربع مراحل رئيسية، تشمل الطور الحيضي، والطور الجريبي، ومرحلة الإباضة، ومرحلة الجسم الأصفر. تبدأ الدورة عادةً بالمرحلة الحيضية، حيث يتم التخلص من بطانة الرحم إذا لم يحدث الحمل. بعد ذلك، يدخل الجسم في المرحلة الجريبية، حيث تبدأ الغدد النخامية بإفراز الهرمونات المسؤولة عن تحفيز نمو الجريبات في المبيضين.

بعد اكتمال نمو الجريبات، يحدث الإباضة، وهي المرحلة التي يتم فيها إطلاق البويضة الناضجة من أحد المبيضين. تليها مرحلة الجسم الأصفر، حيث تُنتج الخلايا المتبقية من الجريب المُنفجر هرمون البروجستيرون الذي يُساعد على تحضير بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. إذا لم يحدث الحمل، فإن مستويات هذه الهرمونات تنخفض، مما يؤدي إلى بدء الدورة الشهرية من جديد.

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على انتظام الدورة الشهرية، بما في ذلك التوتر، التغيرات في الوزن، وأيضًا التغيرات في الحياة اليومية. لذلك، يُعد فهم الدورة الشهرية واستجابتها للعوامل الخارجية أمرًا ضروريًّا للحفاظ على صحة المرأة العامة.

الأسباب الشائعة لعدم نزول الدورة الشهرية

إن تأخر الدورة الشهرية أو عدم نزولها في بعض الأحيان يعد من الأمور الشائعة التي قد تواجه النساء. هناك العديد من الأسباب وراء هذا الأمر، أهمها التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. هذه التغيرات يمكن أن تنجم عن العديد من العوامل، بما في ذلك اضطرابات الغدة الدرقية، حيث يمكن أن تؤدي إلى عدم توازن الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. كذلك، فإن تكيس المبايض قد يكون سببًا آخر شائعًا يؤدي إلى اضطرابات في الدورة.

علاوة على ذلك، يلعب الإجهاد دورًا مهمًا في تأخر الدورة الشهرية. قد يؤدي التوتر النفسي والجسدي إلى خلل في إفراز الهرمونات، مما قد يؤثر سلبًا على نظام الدورة الشهرية. يعتبر إجهاد العمل أو الدراسة أو الحالات الحياتية الصعبة من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من الاضطرابات.

النظام الغذائي غير المتوازن يُعتبر عاملًا آخر قد يسهم في عدم نزول الدورة الشهرية. فقد يؤثر نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية أو الوجبات غير المتوازنة على الصحة العامة للمرأة، مما ينعكس بشكل مباشر على وظيفتها الهرمونية. بالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الوزن المفاجئ، سواء بسبب اتباع حمية صارمة أو بسبب حالة صحية معينة، يمكن أن يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الدورة الشهرية.

تتضمن هذه العوامل مدى تأثير التغييرات الجسدية والنفسية على انتظام الدورة الشهرية، مما يجعل فهم تلك الأسباب ضروريًا للتعامل معها بفعالية.

حالات طبية تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية

تعتبر الدورة الشهرية مؤشرًا مهمًا على صحة المرأة، وأي انقطاع في هذه الدورة يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة حالات طبية. من بين هذه الحالات، تبرز متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) كواحدة من الأسباب الأكثر شيوعًا. تتميز هذه الحالة بوجود كيسات صغيرة في المبايض، مما قد يؤدي إلى اضطراب هرموني ينعكس سلبًا على دورة الحيض. تعاني النساء المصابات بهذه المتلازمة من مستويات مرتفعة من الأندروجينات، مما قد يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها تمامًا.

بالإضافة إلى PCOS، فإن أمراض الغدة الدرقية تُعتبر أيضًا عاملًا مؤثرًا في انقطاع الدورة الشهرية. الغدة الدرقية تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف الجسمانية، بما في ذلك إنتاج الهرمونات المهمة مثل الاستروجين والبروجستيرون. عند وجود اختلال في وظيفة الغدة الدرقية، سواء كان بسبب قصور الغدة (Hypothyroidism) أو فرط نشاطها (Hyperthyroidism)، يمكن أن يتسبب ذلك في عدم انتظام الدورة الشهرية أو فقدانها.

عند تشخيص هذه الحالات، يعتمد الأطباء على مجموعة من الاختبارات التي تشمل فحص الدم لقياس مستويات الهرمونات، وفحوص الصور لتحديد أي تغييرات في المبايض أو الغدة الدرقية. تقدم هذه الفحوص رؤى قيمة حول العوامل التي تسبب في انقطاع الدورة الشهرية. من المهم للنساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية أن يستشرن طبيبهن المختص، لتحديد الأسباب والعوامل المحتملة وللحصول على العلاج المناسب الذي يساعد في استعادة صحة الدورة الشهرية والتوازن الهرموني.

متى يجب استشارة الطبيب؟

عدم انتظام الدورة الشهرية قد يكون مصدر قلق للعديد من النساء، لذلك من المهم معرفة متى يجب استشارة الطبيب. من الضروري أن تدركي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى مشاكل صحية أكثر خطورة تحتاج إلى تقييم دقيق.

إذا كانت لديك دورة شهرية غير منتظمة لأكثر من ثلاثة أشهر، فقد يكون من المناسب استشارة طبيب مختص. الانقطاع المفاجئ أو تغيّر نمط الدورة يمكن أن يكون علامة على اختلال هرموني، أو مشاكل صحية تتعلق بالغدة الدرقية، أو غيرها من الظروف الصحية. يُوصى بزيارة الطبيب أيضاً إذا كانت لديك فترة شهرية مؤلمة للغاية تقلّل من قدرتك على القيام بالأنشطة اليومية.

تتطلب بعض الأعراض الانتباه العاجل. إذا كنت تعانين من نزيف غير طبيعي، مثل النزيف المفرط أو النزيف بين الحيض، فمن المهم التوجه إلى طبيبك. أيضاً، إذا كنتِ قد وصلتِ إلى سن اليأس وما زلتِ تعانين من نزف حيض، فهذا يتطلب مراجعة فورية. النساء اللواتي يعانين من أعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر، أو الضعف الشديد، أو التغييرات الهامة في حالة المزاج، يجب أن يلجأن إلى الفحص الطبي.

تلعب الرعاية الطبية دوراً مهماً في تحديد السبب وراء عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث يمكن أن يساعد الفحص المبكر في هتشيف وحل أي مسائل صحية قبل أن تتفاقم. من خلال التواصل مع مزود الرعاية الصحية، يمكن توجيه النساء بأمان إلى المسار الصحيح للعلاج والفحص، مما يدعم صحتهن العامة ودورتهن الشهرية بشكل أفضل.

Exit mobile version