قصف إسرائيلي يستهدف محيط القصر الجمهوري في دمشق

دمشق – وكالات
شنَّت طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة ، غارات جوية استهدفت محيط القصر الجمهوري في العاصمة السورية دمشق، وفقًا لما أفادت به مصادر أمنية سورية ومراسلو وسائل إعلام دولية. جاء القصف في وقتٍ متزامن مع تصعيدٍ لفظي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أصدر بيانًا رسميًا وصف الضربات بأنها “ردٌّ على التهديدات المتواصلة من النظام السوري بنشر قواته في محافظات الجنوب، واستهدافه للمجتمع الدرزي في المنطقة”.
تفاصيل الهجوم والتداعيات الميدانية
- نطاق الضربات: ركزت الغارات على مناطق قريبة من القصر الجمهوري – المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية – دون إصابات بشرية وفق المصادر الرسمية السورية، بينما أفادت تقارير محلية عن أضرار مادية في البنى التحتية المجاورة.
- الرد السوري: أكدت الدفاعات الجوية السورية اعتراض “معظم الصواريخ المعادية”، في حين لم تعلن أي جهة سورية عن خسائر بشرية حتى لحظة نشر الخبر.
بيان نتنياهو: تبريرٌ أم تصعيد؟
في بيانٍ مُسجل، برّر نتنياهو الهجوم بالإشارة إلى ما وصفه بـ”المخاطر الاستراتيجية” الناجمة عن تحركات النظام السوري نحو الجنوب، قائلًا:
“لا يمكننا السماح لإيران وحلفائها بتحويل سوريا إلى منصة للعدوان على أمن إسرائيل. تصرفات النظام السوري الأخيرة، بما في ذلك تهديداتهم ضد المواطنين الدروز تحت حمايتنا، ستواجه ردودًا حاسمة”.
خلفية الأزمة: أوراق التصعيد المتشابكة
- الجبهة الجنوبية السورية:
- تشهد محافظات درعا والسويداء (ذات الأغلبية الدرزية) توترات متصاعدة منذ أشهر، مع تحركات عسكرية متبادلة بين القوات السورية وفصائل معارضة مدعومة إقليميًّا.
- يرى مراقبون أن إسرائيل تُحاذر من أي انتشار عسكري إيراني أو سوري قرب مرتفعات الجولان المحتلة، التي تضم مجتمعات درزية تعترف إسرائيل ببعضها كـ”مواطنين تحت حمايتها”.
- المجتمع الدرزي: ورقة ضغط جديدة؟
- أثارت تصريحات مسؤولين سوريين أخيرة – هددت فيها بـ”تحرير الجولان” – مخاوف إسرائيل من استغلال الانتماء العرقي للدروز لزعزعة استقرار المنطقة.
- يُذكر أن نحو 150 ألف درزي يعيشون في الجولان المحتل، بعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، بينما يرفض آخرون الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية.
تحليلات إستراتيجية: ماذا وراء الضربات؟
- البعد الإيراني: تشير تقارير استخباراتية إلى أن إسرائيل تستهدف بشكلٍ متكرر مواقع يُشتبه بوجود مقاتلين تابعين لفيلق القدس الإيراني أو حزب الله قرب دمشق، لكن استهداف محيط القصر الجمهوري يُعد سابقةً تستدعي التساؤل عن طبيعة الأهداف هذه المرة.
- رسائل مبطنة: قد يكون التوقيت – قبيل الانتخابات الإسرائيلية – محاولةً من نتنياهو لتعزيز صورته كـ”حامي الأمن” في مواجهة خصومه الداخليين.
ردود الفعل الدولية: صمتٌ وإداناتٌ مختارة
- روسيا: عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة عن “قلقه من التصعيد”، داعيًا إلى ضبط النفس.
- إيران: وصفت الهجوم بأنه “استمرار للجرائم الصهيونية”، مؤكدة دعمها “للسيادة السورية”.
- الولايات المتحدة: لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، في إشارةٍ قد تعكس تواطؤًا ضمنيًّا وفق محللين.
ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة
- تصعيد عسكري ميداني: مع استمرار الاشتباكات في جنوب سوريا، قد تشهد المنطقة موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية.
- تفعيل الملف الدرزي دوليًّا: قد تدفع إسرائيل نحو تحويل وضع الدروز في الجولان إلى قضية إنسانية أمام المجتمع الدولي.
- تدخل روسي وسيط: مع حاجة النظام السوري لدعم موسكو، قد تطفو مبادرات لتهدئة الأوضاع.
ختامًا، يبدو أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ليست مجرد ردٍّ عسكري تقليدي، بل جزءٌ من معادلة جيوسياسية معقدة، حيث تتداخل أوراق الأمن القومي الإسرائيلي مع الصراعات الإقليمية والدولية على الأرض السورية.