أدعية

دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء : رحلة روحانية في قلب كربلاء

هل سمعتَ يومًا عن دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء؟ هذا الدعاء العجيب الذي يُعتبر بمثابة تاجٌ يتوّج عبادة الزائرين للإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء أو في أي يومٍ آخر؟ تخيّل نفسك واقفًا بعد أن ألقيتَ تحياتك المهيبة على سيد الشهداء عبر زيارة عاشوراء المقدسة، تشعر بثقل المصيبة وعِظم الفاجعة، ثم تشرع في تلاوة هذا الدعاء الجامع، متوسلاً إلى الله بأسمائه العُظمى وبحق أوليائه، طالبًا كشف همّك وغمّك، وقضاء حاجتك، والنجاة من كل سوء. إنَّ دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء ليس مجرد كلمات تُردّد، بل هو رحلة روحية عميقة، وصلة وثيقة بين العبد وربّه، وبين الزائر وسيده الحسين (ع). هذه الرحلة، وهذا الدعاء، هما محور حديثنا اليوم، حيث نغوص في تفاصيل زيارة عاشوراء ودعاء علقمة، ونستعرض المشهد المختلف حول يوم عاشوراء بين المسلمين.

شرح الزيارة والدعاء

لفهم مكانة دعاء علقمة بعد زياءة عاشوراء، لا بد أولاً من استحضار جوهر زيارة عاشوراء نفسها. فهذه الزيارة، التي تُعتبر من أبرز الشعائر وأعظم المستحبات عند الشيعة الإمامية، خاصةً في العاشر من محرم، هي ليست مجرد نصٍّ يُقرأ، بل هي خطابٌ وجدانيٌ حارٌّ موجهٌ من قلب الزائر إلى الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام). إنها تجسيدٌ حيٌّ لولاءٍ لا يتزعزع، وحزنٍ لا يخبو على تلك المصيبة الأليمة التي هزت أركان السماوات والأرض، كما تصفها الزيارة نفسها: “يا أَبا عَبْدِ الله لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلّتْ وَعَظُمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ”. تبدأ الزيارة بسلامات مهيبة تذكر نسب الحسين (ع) الشريف الممتد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (ع) وسيدة نساء العالمين (ع)، مؤكدةً على مكانته السامية. ثم تأتي فقرة الإعلان الصريح عن الولاء والبراءة: “إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ…”، ليختتم هذا الجزء بطلبٍ ملحٍّ أن يجعله الله معهم في الدنيا والآخرة، ويرزقه طلب الثأر مع الإمام المهدي (عج).

مواضيع ذات صلة:-

عيد الغدير في اليمن جدل تاريخي وطقوس دينية

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني : ابتهالات التائبين

هنا، في هذه اللحظة الروحانية الفريدة، بعد أن أفرغ الزائر قلبه من حزنه وأكدّ على ولائه، يأتي دور دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء ليرفع هذا البناء الروحي إلى آفاق أسمى. يُنسب هذا الدعاء إلى علقمة بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع)، وهو دعاء طويل وشامل، أشبه بتوسل عميق وثقة مطلقة بالله تعالى. إنه ليس جزءًا رسميًا من نص الزيارة، لكنه ارتبط بها ارتباطًا وثيقًا في الممارسة الدينية، وكأنه امتداد طبيعي لمناجاة الزائر بعد لقاء سيده.

سر دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء

فما هو سرّ قوة دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء؟ دعونا نتعرف على مضامينه:

  1. التمجيد والتوسل بالأسماء والصفات: يفتتح الدعاء بتمجيد الله تعالى والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى التي تُبعث الأمل في نفوس المكروبين: “يا كاشف كرب المكروبين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد…”. هذا التمجيد يضع الداعي في حالة من الخشوع واليقين بقدرة الله القريبة المجيبة.
  2. التوسل بحق محمد وآل محمد (ع): القلب النابض في دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء هو التوسل العظيم بحق النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار (ع)، وخاصة أمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين). يعترف الداعي بفضلهم ومكانتهم عند الله، ويجعلهم وسيلته وشفعاءه: “اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك… وبحق علي وصيك… وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين… وبالحسن سبطك… وبالحسين الشهيد بطفك…”. هذا التوسل يعكس الاعتقاد الجازم بأن شفاعة هؤلاء الأطهار مقبولة عند الله، خاصة بعد تجديد العهد مع الحسين (ع) في الزيارة.
  3. طلبات شاملة لكل مناحي الحياة: يتناول الدعاء بصدق وإلحاح أهم هموم الإنسان الدنيوية والأخروية:
    • كشف الهم والغم والكرب: “وافرج عني كل كرب وهم وغم”. وهو لبّ ما يحتاجه الإنسان المثقل بالأحزان، خاصة بعد استذكار مصاب الحسين (ع).
    • قضاء الحوائج والديون: “واقض عني الدين وأغنني من الفقر”. طلبٌ للعون المادي وتفريج الضيق المالي.
    • الغنى عن الخلق والكفاية من الشرور: “واكفني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك”. طلب الاستغناء عن الناس والتوجه المطلق لله، والحماية من كل سوء وظلم الأعداء: “واصرف عني شر الأعداء، وشر شياطين الإنس والجن، وشر كل ذي شر”.
    • العفو والمغفرة والنجاة: “واعف عني، واغفر لي ذنبي، واصفح عن زللي، وتجاوز عن خطيئتي وسيئتي”. طلب التطهير الروحي من الذنوب.
    • حفظ الدين والدنيا والآخرة: “واحفظني في ديني ودنياي وآخرتي، وفي أهلي وولدي ومالي”. طلب شامل للعصمة والحفظ في كل شيء.
  4. التوكل المطلق والانقطاع إلى الله: طوال الدعاء، يُكرس الداعي فكرة التوكل الكامل على الله وحده، والاعتراف بأن لا حول ولا قوة إلا به: “فإليك فقرتي وفقري وحاجتي ومسكنتي، وليس لي رب سواك، ولا معبود غيرك، ولا حول ولا قوة إلا بك”. إنه إعلان للاستسلام التام والانقطاع الكامل إلى بارئ السماوات والأرض.
  5. تجديد الولاء والتمني بالثبات والجوار: يختتم دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء بشكل مؤثر بتجديد العهد والولاء لأمير المؤمنين علي والإمام الحسين (عليهما السلام)، وتمني الثبات على ولايتهم والقيامة في زمرتهم: “اللهم وأسألك أن لا تفرق بيني وبينهما طرفة عين أبداً ما أبقيتني في الدنيا، وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتهما، وألحقني بنبيك محمد وعترته الطاهرة…”. إنها خاتمة توحد مصير الداعي بمصير أولئك الأطهار الذين والاهم في حياته.

مكانة الدعاء والزيارة وفضلهما

لا عجب، بعد هذا الغوص في عمق دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء، أن يُروى في الأحاديث الشيعية فضل عظيم لمن يزور الحسين (ع) في عاشوراء، سواء حضورياً في كربلاء أو عن بُعد لمن يعجز عن السفر. ورد عن الإمام الباقر (ع) أن من زار الحسين يوم عاشوراء باكياً لقي الله بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة! وللزيارة عن بُعد طريقة: التوجه إلى الصحراء أو مكان مرتفع، التسليم على الحسين (ع)، الدعاء على قاتليه، الصلاة ركعتين (قبل الزوال)، النياحة والبكاء، وإقامة المصيبة في البيت. ويرتبط بهذه المناسبة أيضاً ما يُعرف بـ”دعاء التعزية” الذي يقال عند مواساة المؤمنين: “أَعظَّمَ الله اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَيْنِ عليه‌السلام وَجَعَلَنا وَإِيّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام”. ويُستحب تجنب قضاء الحوائج في هذا اليوم لما يُروى عن كونه “يوم نحس”.

يوم عاشوراء عند أهل السنة والجماعة

بينما يغمر الزائرون الشيعة في بحر الحزن والولاء عبر زيارة عاشوراء ودعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء، يقف أهل السنة والجماعة على الضفة الأخرى من نهر إحياء هذه الذكرى. فهم يرون في يوم العاشر من محرّم حدثاً تاريخياً مباركاً آخر: نجاة نبي الله موسى (عليه السلام) وقومه من بطش فرعون. وتتركز السنة النبوية الثابتة عندهم في هذا اليوم على صيامه شكراً لله على هذه النعمة العظيمة. يروي البخاري ومسلم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة ورأى اليهود يصومونه، سألهم فقالوا: “هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه”. فقال النبي (ص): “نحن أحق وأولى بموسى منكم”. فصامه وأمر بصيامه. وكان الصيام واجباً أول الإسلام، ثم نسخ بفرض صوم رمضان، وبقي مستحباً. بل وبيّن النبي (ص) فضله بقوله: “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ” (رواه مسلم). وفي أواخر حياته، أراد مخالفة اليهود (الذين يتخذونه عيداً) فنوى صيام التاسع معه، قائلاً: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”.

تحذير أهل السنة من البدع

يشدد فقهاء وعلماء أهل السنة، استناداً إلى هذا التوجيه النبوي، على ضرورة الاقتصاد في إحياء يوم عاشوراء على الصيام فقط، دون زيادة أو نقصان. ويحذرون بشدة من أي شعائر أو ممارسات أو احتفالات لم تثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أو صحابته الكرام. ويعدون أي شيء زائد على الصيام بدعةً منكرةً. وينقسمون في تحذيرهم من البدع إلى نوعين:

  1. بدع الحزن والنياحة: مثل إقامة المآتم، ولطم الخدود، وشق الجيوب، والندب، وإظهار الجزع الشديد، والعطش (تمثيلاً لعطش الحسين). ويستدلون على تحريمها بأحاديث صحيحة مثل قول النبي (ص): “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ” (متفق عليه)، وقوله: “أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة” (رواه مسلم). ويرون أن الإسلام يأمر بالصبر والاحتساب عند المصائب، مهما عظمت، ولا يقرّ النياحة والجزع.
  2. بدع السرور والاحتفال: مثل الاكتحال، والاغتسال، ووضع الحناء، وتوسيع النفقة على العيال بشكل غير معتاد، وطبخ أنواع خاصة من الطعام (كحبوب معينة)، وإظهار الفرح. ويؤكدون أن الأحاديث التي وردت في فضل هذه الأمور يوم عاشوراء (مثل “من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد أبداً” أو “من وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته”) هي أحاديث موضوعة أو ضعيفة جداً لا تصح عن النبي (ص).

مواضيع ذات صلة: غدير خم تحليل شامل لمفهوم تاريخي وديني مثير للجدل

جذور الاختلاف وتاريخ الفتن – رؤية سنية

يقدم بعض علماء أهل السنة، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله)، تحليلاً تاريخياً لجذور هذه البدع حول يوم عاشوراء. فيرى أن منشأها يعود إلى طائفتين متطرفتين في الكوفة بالعراق:

  • الروافض (الشيعة): اتخذوا يوم عاشوراء يوم حزنٍ ومأتمٍ وإظهار لشعائر الجزع والنياحة ولطم الخدود، مستندين إلى حادثة مقتل الحسين (رضي الله عنه) التي كانت مصيبةً عظيمةً بلا شك، لكنهم بالغوا في إحيائها بطرق لم يقرها الشرع، ونسجوا حولها الكثير من الروايات والأخبار التي فيها مبالغات وكذب، مما يثير الأحقاد والفتن بين المسلمين. ويرى ابن تيمية أن بعض قياداتهم التاريخية كانوا منحرفين أو متعاونين مع أعداء الإسلام.
  • النواصب (المبغضون لعلي وآل البيت): رداً على فعل الروافض، ابتدع هؤلاء بدعةً مقابلةً تتمثل في اتخاذ يوم عاشوراء يوم فرحٍ وسرورٍ واحتفال، واكتحالٍ واختضابٍ وطبخ أطعمة خاصة، كأنه عيدٌ من الأعياد! وهذا أيضاً بدعة لا أصل لها في الدين.

ويؤكد ابن تيمية على خطأ كلا الطائفتين وخروجهما عن السنة، معتبراً أن موقف أهل السنة القائم على الصيام فقط هو الوسط والاعتدال الذي يحافظ على روح الدين دون غلو أو تفريط.

موقف أهل السنة من مصيبة الحسين

من المهم التوضيح أن تحذير أهل السنة من بدع الحزن يوم عاشوراء لا يعني عدم اعترافهم بفظاعة مصيبة مقتل الحسين بن علي (رضي الله عنهما). بل يقرون بأنها كانت فاجعةً عظيمةً، وأن قتلته ظلمة بغاة. ويرون أن شهادته رفعت منزلته عند الله، فهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة كما صحّ الحديث. لكنهم يذكرون بأن المنازل العليا لا تُنال إلا بالبلاء، وأن الله أمر بالصبر والاحتساب والاسترجاع (قول: إنا لله وإنا إليه راجعون) عند كل مصيبة، حتى ولو كانت جديدة، فكيف بمصيبة مضى عليها الزمان؟ لذا، فإن تجديد الحزن بطرق مبتدعة بعد قرون طويلة يُعدّ عندهم مخالفةً لأمر الله ورسوله (ص) في التعامل مع المصائب، وفتحاً لباب الفتن والاختلافات.

الخاتمة

يتجلى إذن أن يوم عاشوراء يحمل دلالات عميقة ومختلفة في الوجدان الإسلامي. فبينما يتجه الشيعة الإمامية إلى إحيائه عبر دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء ومشاعر الحزن والولاء التي تعبر عنها الزيارة، معتقدين بثواب عظيم على ذلك، يؤكد أهل السنة والجماعة على التمسك بالسنة النبوية الثابتة في صيام هذا اليوم شكراً لله على نعمة نجاة موسى (ع)، محذرين من أي إضافة أو ممارسة لم ترد عن النبي (ص) أو صحابته، سواء أكانت حزناً مفرطاً أو فرحاً مبتدعاً.

وفي النهاية، يبقى النجاة في التمسك بالوسطية والاعتدال، واتباع هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) القائل: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة”. فجوهر الإسلام هو التوحيد والعبادة الخالصة لله، والصبر عند البلاء، والشكر عند النعم، والوحدة حول الأصول، وترك ما يفرق ويشتت. وبهذا الفهم المتزن، يمكن للمسلم أن يحيي يوم عاشوراء بما يرضي ربه، بعيداً عن الغلو والانحراف، متوجاً عبادته – لمن شاء – بمناجاة خالصة كتلك التي يحويها دعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء، أو بصيامٍ مخلص يرجو به تكفير ذنوب سنة مضت.

مواضيع ذات صلة:

دعاء الاستخارة للزواج دعاء شرب ماء زمزم 
دعاء السفر مكتوب كامل دعاء الاستخارة للخطوبة 
دعاء قضاء الحاجة ما افضل دعاء يوم عرفة 
دعاء الرزق والتوفيق أدعية العمرة دليل شامل للادعية
دعاء للوالدين المتوفيين يوم الجمعة دعاء للوالدين المتوفيين
أدعية مناسك العمرة دعاء التوبة الى الله من الذنب المتكرر
دعاء التوبة من الشهوات دعاء القلق والخوف 
استودعتك الله الذي لاتضيع ودائعهاللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock