الاخبار الرئيسيةشؤون دولية

‏حماس تعيد بسط سيطرتها وتصفّي حساباتها في قطاع غزة


أقامت حركة حماس حواجز تفتيش، وخاضت اشتباكات مسلحة مع خصومها، واعتدت بالضرب المبرّح على فلسطينيين تشتبه بتعاونهم مع إسرائيل، وذلك بعد ساعات فقط من موافقتها على وقفٍ لإطلاق النار أنهى صراعًا استمر عامين في قطاع غزة.

وبحسب شهادات جمعها فايننشال تايمز من سكان في غزة، إلى جانب صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديثات أمنية من الأمم المتحدة وجهات أخرى، تحركت الحركة بسرعة عبر أنحاء القطاع لإعادة فرض سيطرتها وتسوية حساباتها مع خصومها.

لقد فاجأت مرونة الحركة سكان غزة، بعد الضربات القاسية التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تهيمن هذه التطورات على المفاوضات المقبلة المتعلقة بخطة السلام ذات النقاط العشرين التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكشف الانتشار السريع لمقاتلي الحركة في مختلف أرجاء القطاع أنها لا تزال قادرة على الاحتفاظ بالسلطة داخله رغم قناعة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن حملتها العسكرية دمّرت القدرات القتالية لحماس، بما في ذلك قدرتها على تصنيع كميات كبيرة من الصواريخ البدائية،

وينصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم يوم الجمعة على تبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين بحلول يوم الاثنين، على أن تشمل المرحلة الثانية من الخطة نزع سلاح حماس، ومن المفترض أن تتولى قوة استقرار دولية مهمة الحفاظ على الأمن داخل القطاع.

لكن خلال ساعات فقط من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أظهرت حماس استعراضًا علنيًا للقوة داخل القطاع الذي تحكمه بقبضة حديدية منذ عام 2007.

وخاضت الحركة اشتباكات مسلحة مع عشيرتين فلسطينيتين شمال غزة، كانتا قد تلقتا مساعدات وأسلحة من الجيش الإسرائيلي، وفقًا لدبلوماسي غربي اطّلع على تفاصيل المواجهة.

وفي مدينة غزة، أوقف مسلحون مقنّعون السيارات وفتشوها بحثًا عن أسلحة، بينما شهدت خان يونس — التي كانت يومًا معقلًا لحماس — محادثات بين الحركة وميليشيا محلية لتسليم أسلحتها إلى حماس تجنبًا لإراقة مزيد من الدماء، بحسب رسالة نُشرت في قناة تابعة للحركة على تطبيق تلغرام.

واندلعت اشتباكات متقطعة في مناطق أخرى من القطاع، بين ميليشيات صغيرة نشأت خلال فوضى الحرب، تلقّت بعضُها دعمًا وتسليحًا من إسرائيل.

وطالبت حماس جميع الفصائل المنافسة بتسليم أسلحتها خلال 48 ساعة، وبتسليم قادتها إلى الحركة.

أما “قوات الشعب”، أكبر الفصائل المنافسة بقيادة ياسر أبو شباب، والتي تسيطر على مناطق واسعة من رفح وتلقّت أسلحة ومركبات مدرعة وتدريبًا من إسرائيل، فقد رفضت الامتثال.

وجاء في بيان نشرته الميليشيا عبر حساباتها على وسائل التواصل “سنظل في أراضينا حول رفح وسنواصل الدفاع عنها. ليست لدينا أي نية لمغادرة قطاع غزة”.

وكانت الحملة العسكرية الإسرائيلية قد استهدفت مقاتلي حماس، وأفراد الشرطة الفلسطينية الذين كانوا يساهمون في حفظ النظام داخل القطاع.

وأعلنت حماس أنها ستتولى مهمة “تعزيز الأمن والاستقرار وحماية حقوق المواطنين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock