حسين عثمان عشال اول وزير دفاع في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية

كتب: توفيق السامعي
عسكري وثائر، أول وزير دفاع وأول قائد للقوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد الاستقلال.
حسين عثمان عشال من مواليد (قرن عشال) من مديرية مودية في محافظة أبين عام 1927م.
حيث نشأ وترعرع فيها وتلقى تعليمه الأولي هناك.
خاض معارك عديدة وخاصة إبان حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي من الوطن سابقاً.
ومن ضمن دراساته العسكرية أنه ابتعث في بعثة عسكرية إلى الأردن الشقيق في عامي 1961-1963م.
وتولى قيادة المنطقة الشرقية عام 1967 وكانت رتبته عقيداً في الجيش الجنوبي قبل أن يتم ترقيته إلى عميد بعد التقاعد عقب تحقيق الوحدة اليمنية.
ولقد وظف منصبه الهام هذا في خدمة قضايا شعبه وأمته، وخصوصاً في مسار قضية الشعب اليمني في الشطر الجنوبي -سابقاً- فسخر إمكانيات الجيش وقدراته في ذلك الاتجاه، وليكون الرديف الفعال لأبطال وفدائيي رجال التحرير والمقاومين وخاصة (كوادر الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) آنذاك.
تم إبعاد حسين عشال من الجنوب إبان الصراع الداخلي في سبعينيات القرن الماضي وحل ضيفاً على تعز ومكث فيها إلى حين وفاته عام 1993.
حاول حسين عشال مع المناضل الصمي عام 1969م تصحيح مسار الاوضاع في جنوب اليمن في ظل الصراعات الداخلية، خاصة أثناء انقلاب سالمين على قحطان الشعبي لكن عقب ذلك تم نفيه وإبعاده إلى الشمال.
قاد العمل المسلح ضد الاحتلال البريطاني في أبين، وكذلك قادها من «جبهة قعطبة»، و”جبهة البيضاء”، وقد حاصرت فصائل من القوات المسلحة الجنوبية قريته وأخرجت أسرته برفقة المليشيات قسراً من مودية إلى البيضاء ليستقر به المقام في محافظة تعز.
تم تهجيره وأسرته إلى المناطق الشمالية بحجة أنه من اليمين الذي كان يواجه اليسار حينها، لكن بواطن الأمور تقول إنه كان محسوباً ومقرباً من الرئيس قحطان الشعبي المنقلب عليه وتم إزاحة من المشهد كل من يكون محسوباً على قحطان.
هو قائد منسي لم ينصفه المؤرخون كثيراً، وخاصة وسائل الإعلام لم تسلط الضوء عليه كحال الكثير من المناضلين الأوائل لمواقف أيديولوجية متباينة بغض النظر عن مواقفها النضالية المشرفة في الثورة والميدان.
وتعين عشال عضواً في مجلس الشورى في الشطر الشمالي -سابقاً- عام 1988م.
وأسس مع غيره من القيادات حزب «التجمع اليمني للإصلاح» بعد الوحدة المباركة وكان رئيساً لفرعه في محافظة أبين.
استمر في العمل العسكري المعارض حتى 1981م تقريباً، وكان آخر عهد عشال بالمواجهات حين اشترك مع الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى، وجرت عدة محاولات لاغتياله في عهد الحمدي لكنها لم تنجح، وبعد الثمانينيات بدأت المعارضة تأخذ الطابع السياسي.
وتوفاه الله في محافظة تعز حيث عاش فيها ردحاً من عمره- في يوم الخميس 9/9/1993م، ودفن في مسقط رأسه في مديرية مودية من محافظة أبين.





