تعرف على القدرات الدفاعية السورية عقب تصريحات نتنياهو حول احتلال دمشق

تثير التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها قدرة إسرائيل على احتلال دمشق خلال نصف ساعة، تساؤلات جدية حول مدى واقعيتها والقدرات الدفاعية الحالية لسوريا. هذا المقال يقدم تحليلاً للأبعاد العسكرية لهذه التصريحات ويستعرض السيناريوهات المحتملة.
القرب الجغرافي والتهديد التاريخي
تفيد المعلومات بأن القوات الإسرائيلية تتمركز على بعد 25-30 كيلومترًا من دمشق، وهو ما يضع العاصمة السورية ضمن نطاق تهديد مباشر. تجدر الإشارة إلى أنه قبل سقوط نظام بشار الأسد، كانت القوات الإسرائيلية على بعد حوالي 40 كيلومترًا. تاريخيًا، كانت إسرائيل على وشك احتلال دمشق في حرب 1973، لولا تدخل فرقتين مدرعتين عراقيتين نجحتا في صد الهجوم وإعادة القوات الإسرائيلية إلى خطوط ما قبل عام 1967.
التفوق الجوي والتقدم البري المحتمل
تتمتع إسرائيل حاليًا بتفوق جوي كاسح، مما يمكنها من توفير غطاء جوي فعال لأي تقدم بري نحو دمشق. هذا التفوق الجوي قد يتيح للقوات الإسرائيلية احتلال مناطق في درعا للوصول إلى السويداء، مما يعزز من قدرتها على الوصول إلى العاصمة.
القدرة السورية على الدفاع: هل الإرادة كافية؟
بالرغم من التحديات، يرى البعض أن الجيش السوري قادر على الدفاع عن دمشق إذا توفرت الإرادة السياسية. لقد تغيرت معايير الحروب الحديثة بشكل كبير، حيث أصبحت الطائرات المسيرة تلعب دورًا حاسمًا في التصدي للقوات المدرعة والمشاة وإيقاف أرتال الدبابات. كما أن الصواريخ المضادة للدروع يمكنها إيقاف أي زحف بري.
دروس من الصراع الإيراني الإسرائيلي
أظهرت الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل أن التفوق الجوي وحده قد لا يكون كافيًا لتحقيق نصر حاسم. على الرغم من امتلاك إيران لنظام دفاع جوي قوي يشمل الرادارات والصواريخ والطيران الاعتراضي، إلا أن التشويش الإلكتروني أدى إلى فقدان الرادارات الإيرانية لفاعليتها، ولم تتحرك أي طائرة إيرانية، بل تم تدمير عشرات الطائرات في قواعدها دون أن تتمكن إيران من إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة. هذه التجربة تسلط الضوء على أهمية الحرب الإلكترونية والقدرة على تعطيل أنظمة الخصم.
المقومات الدفاعية السورية المقترحة
يمتلك الجيش السوري آلاف الطائرات المسيرة، وقد شارك ألف منها في العرض البصري الأخير بمناسبة إطلاق الشعار الجديد لسوريا. للاستفادة القصوى من هذه الإمكانات، يجب على سوريا امتلاك الجرأة والشجاعة لتجاوز الخطوط الحمراء في حال أي تقدم بري إسرائيلي أو حتى قصف جوي. يجب أن يكون هناك تبادل للردع من خلال قصف قرى ومدن إسرائيلية بالمسيرات، مع الأخذ في الاعتبار أن الصواريخ والمسيرات التي تطلق من سوريا لا تحتاج إلى مسافات كبيرة للوصول إلى أهدافها
خلاصة التوصيات
لتعزيز القدرة الدفاعية السورية، يُقترح الآتي:
- مخزون كبير من المسيرات والصواريخ: يجب توفير كميات كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ، إن أمكن.
- نشر وحدات مشاة قتالية: توزيع وحدات مشاة قتالية صغيرة الحجم في درعا وجنوب دمشق. هذه الوحدات يجب أن تكون مجهزة بصواريخ مضادة للدروع وأسلحة رشاشة وقناصات لإلحاق أقصى قدر من الضرر بأي قوات متوغلة أو في حالة أي هجوم بري.
- الإرادة والقرار السياسي: الأهم من كل ذلك هو توفر الإرادة والقرار السياسي للمواجهة بدلاً من الاكتفاء باستقبال الضربات.