مقالات واراء

تذويب اليمن!

علي احمد العمراني

عندما استضاف الصحفي السعودي الأستاذ مشاري الذايدي، الدكتور مقبل التام الأحمدي، في قناة العربية، للحديث عن العملاق العظيم الحسن بن أحمد الهمداني، كان الذايدي مهنياً وموضوعياً، أثناء الحوار، كما يليق بمثقف كبير، وليس كحال المبتدئين والهواة أو ذوي العقد الجهوية، ممن نشاهدهم أحياناً أو نقرأ لهم، وكأن لديهم عقدة من اليمن، رغم شهادات بعضهم العليا، ويرومون تهميش وتحطيم كلما يمت لها بصلة.

هناك أمثلة من أولئك ذكرتهم سابقاً، ويُفسَح لهم المجال في الصحافة والفضائيات، وأشار لهم ذات مرة الأستاذ عبدالرحمن الراشد، ووصفهم بأنهم مثقفون سعوديون يرون أن تجزئة اليمن مصلحة سعودية، دون أن يذكرهم بالإسم، مثل تركي الحمد، ومحمد آل زلفى، وآخرين..ومثلهم أيضاً بن طفلة العجمي ومحمد الرميحي، صاحب أل-“قد” الكبيرة! وهؤلاء الأربعة عندهم PHDS! ويلاحظ ان ثلاثة منهم- غير صاحب ال- قد الكبيرة- متحمسون جداً لتحزئة اليمن ومتحاملون على اليمن، وكأن تخصصاتهم الدراسية كانت في كراهية اليمن و”تذويبها”!

قال الدكتور مقبل وهو يرد على سؤال الأستاذ الذايدي، عن تعصب الهمداني لليمن، إن الهمداني كان متحمساً للعرب، وهكذا هم اليمنيون، وعلى الرغم مما بنا اليوم من أهلنا، ما نزال معهم ضد كل ظالم غريب، ونرجوا لهم كل الخير!

ونعتز بالكيان العربي الكبير الذي شيده الملك العربي عبدالعزيز آل سعود، في جزيرة العرب في هذا العصر. وهذا هو شعورنا تجاه مصر والعراق والشام والسودان والمغرب العربي، وكل أهلنا في بلاد العرب.

تشرفنا كثيراً بالدكتور مقبل الأحمدي، إبن قيفة العزيزة، التي كان حظها في المعاناة والحرمان كثيراً، ونصيب أبنائها من المعرفة والعلم قليلا، وبنضجه وإلمامه، وهو يضع النقاط على الحروف؛ وما أحوج اليمن إلى همدانيين جدد كثر، خاصة في زمن “التحلل” و”التذويب” الذي يجري لليمن، ويسهم فيه الحو,ثيون والانفصاليون، مع أشقاء في التحالف العربي، للأسف.

ليس أول مرة يسلط هذا المثقف السعودي البارز، الضوء على اليمن، وأتذكره مرة وهو يتكلم عن الفن اليمني الأصيل والجميل والإستثنائي المتميز، بإنصاف أيضاً. وقبل نحو شهرين تحدث الأستاذ الذايدي، في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط، عن “التذويب” و”التحلُّل” الذي يجري للكيان اليمني. وتحدث عن ذلك على سبيل الوصف، وليس الإعتراض.

كان وقع عبارات “التحلل” و”التذويب” الذي يتم بفعل فاعلين، من أبناء اليمن، وأشقائها، أشد من وقع الحسام المهند على النفس والقلب. وهكذا يكون الشعور بظلم ذوي القربى.

وحاجة اليمن، وهي في وضعها الحالي، ماسة وملحة، إلى استلهام إرث العمالقة الكبار الأحرار من أبنائها مثل الهمداني، وماضي حضارتها التليد، للذود عن حماها، وكيانها ومكانتها، وكرامتها، حتى تكون عصية على التذويب والتحلل والتمزق والضياع والهوان.

الإنفصال لن يتم كما يأمل الانفصاليون المندفعون، لكن التذويب والتحلل هو ما يجري، ووسائله المشاريع العدمية، من حو,ثية وانفصالية.

أما ما آل إليه وضع القيادة من الهوان والإسترخاص، فهو مستهدف، وهو أيضاً من وسائل التذويب والتحلل، ونتائجه وغاياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock