اسرائيل تحذر من عمليات عسكرية .. ومصادر تؤكد شن غارات على الحديدة

تحذير عاجل: إسرائيل تُهدد بضربات جوية على موانئ استراتيجية
في تصعيدٍ مثير للقلق، وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً صباح اليوم للمدنيين والعاملين في موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف الساحلية غرب اليمن، مُطالباً بإخلائها فوراً تحسباً لموجة غارات جوية وشيكة. وجاء في التحذير – الذي نُشر عبر قنوات اتصال عسكرية مفتوحة – أن هذه الموانئ تُستخدم من قبل جماعة الحوثي في “أنشطة إرهابية”، وفقاً للرواية الإسرائيلية التي لم تُقدّم أدلة علنية تدعمها.
ساعة الصفر: غارات تلي التحذير بساعات
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على التحذير، حتى أفادت مصدر محلية بأن طائرات حربية مجهولة الهوية – يُعتقد إسرائيلية – شنّت سلسلة غارات مكثفة على أهداف في محافظة الحديدة، التي تُعد شرياناً حيوياً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن. ورغم عدم الإعلان الرسمي عن طبيعة الأهداف المُستهدفة أو الخسائر، إلا أن مصادر ميدانية رجّحت تضرر منشآت قريبة من الميناء، وسط مخاوف من تصاعد تأثير الأزمة الإنسانية في ظل حظرٍ غير مسبوق على الواردات الغذائية والدوائية.
خلفية التصعيد: صراع المصالح الإقليمية
تُعتبر الموانئ اليمنية – وخاصة الحديدة – نقطةَ خلافٍ جيوسياسية بين القوى الإقليمية والدولية، حيث تتهم إسرائيل وحلفاؤها جماعة الحوثي باستغلالها لتهريب الأسلحة أو تنفيذ هجمات بحرية، بينما تُنكر الجماعة هذه الاتهامات وتؤكد أن نشاط الموانئ يقتصر على الاستيراد التجاري والإنساني. يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُهدد فيها إسرائيل بضربات مباشرة في اليمن، لكنها المرة الأولى التي تُصدر فيها تحذيراً علنياً مسبقاً بهذا الوضوح.
تحليل عسكري: استهدافٌ يستهدف تغيير قواعد الاشتباك
يرى الخبير الاستراتيجي عارف العمري في حديثه لـ تداوين
“التصعيد الإسرائيلي المباشر تجاه اليمن يُشير إلى مرحلة جديدة من التدخلات الإقليمية، قد تهدف إلى تقويض النفوذ الحوثي البحري أو إرسال رسائل ردع لقوى أخرى. لكنّ استخدام ذريعة ‘مكافحة الإرهاب‘ لضرب موانئ مدنية يطرح أسئلةً حول انتهاك القانون الدولي، خاصةً في ظل غياب تفويض أممي”.
تداعيات إنسانية: كوارث تلوح في الأفق
تُحذّر منظمات إغاثة دولية من أن استهداف الموانئ اليمنية – التي يستورد عبرتها 70% من احتياجات اليمن الأساسية – قد يُعمّق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة. فحصيلة أي تدمير لهذه المنشآت لن تقتصر على الجانب العسكري، بل ستمتد إلى:
- تعطيل وصول الغذاء والدواء إلى 20 مليون يمني على حافة المجاعة.
- ارتفاع جنوني في أسعار السلع بسبب شحّ الواردات.
- توقف برامج الإغاثة الطارئة بسبب مخاوف أمنية.
خاتمة: لعبة النار.. ومن يدفع الثمن؟
بينما تُحلّق الطائرات الحربية فوق سماء الحديدة، يترقب اليمنيون – المُنهكون منذ عشر سنوات حرب – مصيراً مجهولاً. السيناريو الأكثر قتامةً هو تحوُّل الموانئ إلى ساحات مواجهة مفتوحة، تُذكّر العالم بأن المدنيين يدفعون دائماً فاتورة الصراعات الجيوسياسية. السؤال الذي يُطرَح الآن: هل ستكون هذه التهديدات جرس إنذارٍ للتدخل الدولي، أم إشارة بدءِ حربٍ لا تُبقي ولا تَذر؟