الموت مقيدًا.. رحيل عميد يمني في سجن الأمن المركزي بصنعاء نتيجة التعذيب

صنعاء – خاص:
لقي العميد ناصر مبارك سكان حتفه داخل الوحدة الصحية التابعة للأمن المركزي بصنعاء بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالسكري، وفق شهادة نادرة لسجين عايش آخر أيامه.
تفاصيل الصدمة:
في غرفة لا تتسع للإنسانية، دخل سكان – أسيرًا مجهولاً – إلى المستوصف السجني وهو يحمل في صمته “وجعًا يشبه وجع المقهورين” (كما يروي شاهد عيان). التقى رجلان: مريضان، غريبان، اجتمعا في مكان “لا يعترف إلا بالخذلان”.
شهادة العيان (عبدالجليل الجرادي):
“جلسنا يومًا كاملًا كتمثالين من الخوف.. حتى كشفَت لهجته النهمية عن هويته. حين نطقت باسمي، اشتعلت روحه فجأة: لقد عرف أخي! كان ينهار يوميًا، يتكئ على الجدران، وأنينه الصامت صرخة في وجه سجّانين أبوا حتى أن يسألوا عن حاله”.
الإهمال القاتل:
المصادر تؤكد:
- معاناة الراحل من “مستويات مخيفة” من السكري دون أدوية.
- تدهور حالته بشكل مطرد مع تجاهل تام من القائمين على الوحدة.
- وفاته في زاوية مظلمة “مقيدًا بلا رحمة أو وداع”.
نهاية البطل:
رحل سكان – وفق الرواية – “بصمت الأبطال” تاركًا وراءه رسالة صامتة عن مصير المعتقلين في السجون اليمنية، حيث يتحول المرض إلى حكم إعدام، والإهمال إلى جلاد.
وصية الدم:
يختم الجرادي شهادته بالنداء:
“رحمك الله يا عم ناصر.. كنت حرًا حتى في قيود الذل، وصخرة إيمان لم تهتز رغم أنوف الظالمين”.