العلامة أحمد أحمد سلامه السيرة الذاتية

الشيخ أحمد بن غانم الأسدي
خطيب صنعاء المصقع العلامة المصلح القاضي صفي الإسلام أحمد بن أحمد بن محمد بن قاسم سلامة، المولود في محروس مدينه ذمار سنة (1335).
كان عالمًا ربانيًا، ومصلحًا مجتهدًا، حاضر البديهة، حسن الجواب، لاذع الطرفة والأجوبة المسكتة.. على عادة أهل ذمار!
أوذي لتحرره من التقليد الأعمى والتعصب الذميم، واعتصامه بحجج الكتاب والسنة.
ذات مرة سئل عن رجل يسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: أيوه يسبها؛ لأنَّها ليست أمه، هي أم المؤمنين فقط!
وكان يسمي كتاب: «وحي القلم»-للأديب الرافعي-: «خزانة المشاعر الإنسانية».
وسألت شيخنا العمراني عن القاضي أحمد سلامة فأجاب: صديقي صديقي صديقي، فكرتي وفكرته سواء، إلا أنه خطيب ولستُ بخطيب، وكان شجاعًا مقدامًا، لا يخاف في الله لومة لائم، وكان المقدم للكلام في المحافل العامة؛ لفصاحته وحسن بيانه وشجاعته في الصدع بالحق، والجهر بالسنة.
ومن الطرائف أنه حين تأسست مدرسة ثانوية في صنعاء تقدم للتدريس فيها القاضي أحمد سلامة فقيل له: هل عندك شهادة؟ فقال: عندي شهادتان! فقالوا: أبرزها! فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمدًا رسول الله. فقالوا: لا نقصد هذا…
فحكى ذلك لشيخنا العمراني فتألم.. وكتب رسالة مطولة يعتب فيها على إدارة المدرسة، ويُعرِّف بالقاضي أحمد سلامة وأنه من أهل العلم والفتيا!
وهو من أوائل المدرسين في المعهد العالي للقضاء، ومن المحررين للمقررات العلمية في الحديث والفقه، في المرحلة الإعدادية والثانوية.
وظل في محراب التعليم ومنبر الخطابة والإفتاء.. إلى آخر حياته، ورفض أن تخفض له حصص التدريس، وكان يقول: ماذا تعني الراحة بعيدًا عن الكتاب والطلاب؟
وكانت وفاته وهو ساجد في صلاته، بمحروس مدينة صنعاء، سنة (1407).
ولقد حزن شيخنا العمراني لوفاته حزنًا عظيمًا، وقال: لقد كان رزحًا وسندًا؛ وصديقًا مخلصًا.
رحمه الله وجزاه ثواب الصالحين المصلحين، ويسر نشر علومه وأخباره.