ينابيع المعرفة

الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني مراغة آل حميقان وشيخها وحامل بيرقها

جمال عبدالناصر

أحد أبرز قادة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد ١٩٦٢م

صحيح أن الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني لم يكن خلفه مكونات تقف إلى جانبه كما حظي بذلك رفقاء دربه ك:
الشيخ عبدالله الأحمر الذي كان يقف معه تنظيم الإخوان المسلمين
و الشيخ أحمد عبدربه العواضي الذي كان يتبع الجبهة..

ومع هذا فمسيرته الحافلة بالعطاء والمتوجة بالتواضع والمقترنة بالشجاعة والعقل والتدين كانت جديرة بأن يكون نجماً في سماء الحرية و قائداً فذاً لأجل الجمهورية تحت سقف العدل والحفاظ على الهوية والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة

إن حدثاً مهماً في تاريخ اليمن كحدث الثورة اليمنية الفرقان بين الجمهورية والملكية وقومه فينا كقوم بدر
وسعداه هما الحميقاني والعواضي

وما يوم بدر إلا يوم الأنصار وما يوم الجمهورية إلا يومنا..

كان الحميقاني مع العواضي هما قمرا الجمهورية تضحية وفداءً وبعدهما قبائل البيضاء كالنجوم في تلك السماء

أخذنا بآفاق السماء عليكمُ
لنا قمراها والنجوم الطوالعُ

في ثورة ٤٨ كان القردعي والحميقاني
وفي ثورة ٦٢ لازال الحميقاني مع العواضي..
ما كان لنا أن نغيب وما كان لحضورنا إلا للصدارة طالما هو غرم وتضحية واستبسال..

عندما توافدت قبائل البيضاء لخوض المعركة الفاصلة ووضع مرحلة جديدة يسودها الحكم الجمهوري والتي كانت أهم الرسائل التي تبناها فكر الحميقاني حينما قال بعد أن أشرف على صنعاء وجبالها الشامخة :

يا العاصمة صنعاء سلام اربع
قولوا سلامة من سكن فيها
جمهوريه قال الحميقاني
بأرواحنا والدم نفديها
جاء متقدماً تلك السيول الهادرة من قيادات وقبائل البيضاء لحضور هذا الشرف العظيم في ميادين البطولة والتضحية والفداء
وكان لزاماً على رجل كالشيخ سالم الحميقاني الذي قدمته حنكته أن يذكر من حضر من قبائل البيضاء في ذلك الحدث الأهم في تاريخ اليمن فذكرهم قبيلة قبيلة وهذا استحقاق لتلك القبائل ومرسوم تاريخي من شخصية قيادية ثورية كالحميقاني حيث ارتجز قائلاً :
ياذي الحيود الشمّخ السوداء
تسليم لش من راسي الناصي

ثرنا على الطغيان وأذنابه
ذي زيدوا فينا الترباصي

جينا من البيضاء نمثلها
جمله حميقاني و رصاصي

قوم العواضي وال سوادي
قيفي هصيصي وال حماصي

جينا بعزاني و وهاشي
والمشدلي نقضي على العاصي

من باع صنعا بالذهب لحمر
بانحرقه من سود لمقاصي

لابد ما نقضي على الباغي
لو بايقع للروس قصقاصي

و با نخوض البحر بمواجه
مادام فينا كل غواصي

يا البدر ماتقدر على الثورة
ذي نجمها وسط السماء لاصي

أدرك الحميقاني كغيره من قادة الثورة تلك الثغرات التي حصلت في ٤٨ وما بعدها في تعز مع الثلاياء وعمدوا على حوض المعركة إلى جانب تنظيم الضابط الأحرار ثم الإمساك بزمام الأمور والترتيب لأي طارئ أو ثورة مضادة..
وما أن جاءت ثورة البدر المضادة وحصار السبعين إلا وكان الحميقاني رأس حربة ميدان النزال ومن معه من الأبطال ليعالجوا صنعاء مما بها حسب زامله الذي قال فيه:
قال الحميقاني سلامي
يالعاصمه صنعا العريضه
ماليوم جبنا لش مداوي
من بعدما كنتي مريضه..

كان مقرباً في رأيه وحكمته ودهائه كل من حكم اليمن في عهده وخاصةً اليمن الجمهوري كالسلال والإرياني والحمدي وصالح

وقد قاد عدة مواجهات مفصلية على مستوى الجمهورية اليمنية مثل:
ثورة سبتمبر مع شيوخ القبائل كالعواضي والأحمر

فك حصار السبعين

نال إعجاب وتكريم الرئيس السلال والزعيم جمال عبد الناصر

أقوى من تكلم مع الحمدي في ملف العلماء وسوء الفهم الذي حصل في تلك الحقبة بشهادة الشيخ الزنداني والحبيب محمد الهدار

أبرز الشخصيات القبلية اليمنية التي دفت بسدة الوحدة اليمنية

كان يحظى باحترام الرئيس علي عبدالله صالح وذا مشورة عنده ومن أهمها :

توقيف القوة المتجهة إلى يافع في حرب ٩٤م

ملف محافظة البيضاء في عهده فقد كان لايخرج الرئيس صالح عن شوره ومن أهمها اختيار الرويشان محافظاً للبيضاء وعزله دماج عن منصب المحافظة

عرضه على الرئيس صالح إنهاء ملف الحرب القبلي بين قبائل قيفة التي كانت حرباً سياسية زجّت بالشيخ أحمد ناصر الذهب وخصومه في حرب طويلة الأمد حتى قال الشيخ سالم كلمته وجمع شيوخ البيضاء وطلب من الرئيس دفع الديات للطرفين وحينها لما حاول الشيخ الذهب التفلت من هذا الصلح قال له الشيخ سالم إن تقبل بصلحنا جعلناك في المكان الذي يليق بك حتى ولو كان مشيخة مذحج ككل.. فلا تنشغل بحرب عما أنت أهله.. فكانت هذه الكلمة التي جعلت الشيخ الذهب يقبل بما طرحه الشيخ الحميقاني وتنتهي حرب قيفة..

_ من مواقفه مع شيوخ البيضاء وقبائلها
مع الشيخ/ أحمد عبدربه العواضي
لما قدم إلى الزاهر آل حميقان

قال الشيخ سالم الحميقاني
مرحبا بالعواضي

يا مرحبا يا ذي وصلتوا عندنا
ياضيف جيتونا على ما فى القلوب

رحب بك الزاهر وقربة والحبج
ماارخت مزونه واصبح الوادي شروب

جوب الشيخ أحمد عبدربه
العواضي

يا عم سالم وحد افراد اللواء
والخير في الوحده وتقديم الشعوب

جينا نبا وحده نوحد شعبنا
يتوحد الشطر الشمالي والجنوب

رد الشيخ سالم

حيا على راسي ومن فوق الشعر
ياشبل سبتمبر ومقدام الحروب

احنا علينا با نوحد صفنا
وانته تغطي ما في الدنيا عيوب

جوب أحمد عبدربه
العواضي
الله يحيي كل من حيا بنا
ياذي عرفتوما على الخاطر يلوب

كلن يخذ قسمه على طين العمل
في خير و لاشر و لا في ذنوب

وموقفه مع قبيلة الرصاص لما قدمت القوات الجنوبية تجاه مسورة والمعركة التي خاضها الشيخ صالح بن حسين الرصاص ثم جاء الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني وقبائل آل حميقان لنصرته.. وبعدها كتب الشيخ الرصاص بن حسين قصيدة إلى الشيخ الحميقاني مثمناً له هذا الدور البطولي..

بدع الرصاص بن حسين

يا من لعبدك لا دعا ليك سامعي
دعيناك وهد اليل والطير في قفص
وعدة نجوم اليل هي والتوابعي
واخو صالح ان النوم من عيني انتغص
معا ما ابصر اضبار المعلا دوانعي
من اهل امخزاء وامعيب وامفجر وامنقص
متى لا متى با ضل قرط لصابعي
ولا شي ندامة بي على امال وامخص
سواء باطل المبطل وذي له توابعي
معا ما اقبلت لصحاب والكور بالأخص
ولا عاد حد ذي قام منهم يراجعي
على انسان واحد في المعلاء على الحوص
وخمسين دبابة وعدة مدافعي
ولكن صالح مكن ايدة على المقص
وسواء في اهل البغي تاك المقاطعي
وشاور محمد قال لة لاحت الفرص
ودلوابلادسمان في كل شاجعي
وذي جرنا للبخس لا بد يبتخص
قد اهل الزمان اليوم ذا ماتنافعي
وجتنا امشعة وابين مل أذانهم خرص
وبنير وقع في الشور نازل وطالعي
وحد شب مزمارة وغنى وحد رقص
وحد من حياة الهون شابع وقانعي
ويا طارشي شد مذوية المخص
فرس عادها من نسل خيل القرادعي
وطرق بها في الحيد والعطف والرصص
وماواك لى الزاهرحسين المصانعي
وسلم على سالم بماء ورد في قلص
واخوتة واولادة ملان الشوارعي
خرجتوا معانا يوم كلن بدى وكص
لكم الف بيضاء تنتشر في الجوامعي
وقله مواجع بي وبه منها حصص
مواجع من اهل الكور واهل المبارعي
وذا جا يعالم ذا ويعالم لهم ويخص
ويوعض لهم بالشوعية والمشاوعي
كما عاطف الريس وبالخاينين اخص
عليهم غضب ربي ولعنات تتابعي
وصلوا على المختار ينزاد ما نقص
محمد شفيع الخلق له نور ساطع

جواب الشيخ سالم الحميقاني

دعيناك يا من بيدك الضيق والنفس
سريع الخلص ما بين داعي ومندعي
لك الحمد في القران من ص لى عبس
وتنزيل والسجدة لها انوار تلمعي
معا ما بصرنا الحق ميزانة ارتوس
وذي سرح الباطل بسمة تجرعي
وقامت حدود الله والباطل انتكس
وغابت نجومه وانهزم كل مولعي
ومهما تصارعنا مع عصبه النجس
فلابد له من يوم يسجد ويركعي
ولا بانهم الموت والخوف والوكس
على اي حال كان لله مصرعي
ولا نقبل الالحاد والشرك والدنس
ولحنا عرب للجود والعز منبعي
ولا نقبل العوجاء لمن عقله اختلس
ولحنا على دين الرسول المشفعي
وياذا المصانع ذي على ابوابهاالحرس
منين اقبل الطارش بخطة يهجرعي
وقالوا من الرصاص جانا مع الغلس
له اخبار شوعة والنكب منها اشوعي
وانا قول حيا الله على الطيب والانس
تراحيب ما ناديت قيفي وقردعي
بقول الحميني ذي بقي بينه الحمس
وحلت على رأسي وقلبي ومسمعي
وذكرني الميدان والسيف والفرس
نهار اقبلت تاك الوجية المصفعي
وشدت خيول ابليس ذي دقوا الجرس
ولا قيس التالي لذي عقله ادوعي
يبا الراحلة تركب على قمة العنس
وذاك النمر ينقاد للكلب لاجدعي
ولكن بنصر الله مبدى ومعتكس
وحكم البنادق والميول المضلعي
وظلت ضروب الجو وامسى لها حمس
وسقوا بدم الجور في كل مقطعي
وصالح من المعتوب في دارة احتبس
بحصن المعلا والدروب الموسعي
وسجل له التاريخ بالدم والجنس
لبوة الف بيضا تحت ختم ومطبعي
ذكرته وزاد الرأس واهتاب واحترس
وباتت نجوم اليل تشهد لهم معي
ومن قال صالح في مواج البلاء غطس
فقد خذ بيدةحكم غالي مربعي
وأخر صلاه الله مادام وما نكس
وما الصبح يتنفس وما اليل سعسعي

من الأحداث المهمة أنه عقب حرب صيف ٩٤م أرسل الرئيس صالح الشيخ عبدالله الأحمر لزيارة يافع وكان الشيخ سالم هو حلقة الوصل بينهما لما يحظى من قبول واحترام عند الطرفين..

وصل الشيخ الحميقاني ومعه ضيف يافع وحمير الشيخ عبدالله الأحمر إلا أن شعراء يافع لازال في نفوسهم شيء من الحرب أخرجوه في زواملهم وشعرهم..
فقال الشيخ سالم الحميقاني مرتحزاً:
كره بكره والسع الكره لنا
والهرج تفصيله لذي هم يفهموه

والحق معلي والمحق الله معه
والباطل اينهار مهما عظموه

سعى مع أخيه الشيخ عبدالله الأحمر وغيرهم من القيادات لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح وكان أحد أعضاء المجلس التأسيسي..
بعدها جاء شيوخ آل حميقان وكان رأيهم أن يكون في المؤتمر متعللين أن حزباً فيه الرئيس هو حزبكم يا شيخ سالم..
حينها أدرك الشيخ سالم أن الحزبية داء فاعتذر للجميع وقال يكفي أنني مراغة آل حميقان وأنا فيها أبٌ للجميع المؤتمر والإصلاح.. وآثر عدم الخوض في الوقوف مع أحدهما على حساب الآخر وما يتبعه من ضريبة تؤثر على عمل الشيخ الذي قد كان ولا زال وسيظل للجميع..

فقضى حياته شجاعاً وبطلاً وذا رأي
ولما استتب الأمر ووضعت الحرب أوزارها سعى في الصلح والقضاء على الثارات والحفاظ على القيم والثوابت.. وكانت له مراسلات وعلاقات مع قبائل البيضاء وشيوخها كالشيخ العواضي والشيخ الرصاص والشيخ الذهب والشيخ السوادي والشيخ الجبري والشيخ عيدروس الثرياء والشيخ صالح موسى طالب.. وغيرهم

وختم حياته مع العلماء من كل الفئات بلا استثناء وخرج مع التبليغ إلى باكستان ونافح عن الشيخ محمد الهدار أيام الحمدي وقبلها وبعدها..
وختم حياته في بلاده مصلياً وقواماً صواماً يواكبه في كل وقته كتاب الله وسبحته وسجادته..
حتى وافته المنية عام ١٩٩٩م
وقد حضر لجنازته والعزاء فيه وجوه الدولة والقبيلة وأرسل الرئيس صالح وزير الدفاع محمد ضيف الله بطائرة خاصة لحضور القبران كما أرسل الشيخ عبدالله الأحمر ابنه صادق لحضور العزاء وموكب من قبائل اليمن حمير ومذحج وحاشد وبكيل..
رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
وكل أحرار اليمن ورجالاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock