الشيخ أبو الحسن المأربي: لاتكرروا مأساة الاندلس .. غزة تناديكم

بالنظر إلى الكارثة التي تحل بأهل غزة، وجه الشيخ أبو الحسن السليماني المأربي رسالة إلى أولئك الذين يمتنعون عن تقديم الدعم لهم بحجة انتماء الفصائل المقاومة هناك لجماعة “الإخوان المسلمين”.
وأوضح الشيخ، رغم خلافه مع هذه الجماعة في بعض النقاط، أن ترك المسلمين السنة، بغض النظر عن مسمياتهم أو انتماءاتهم، فريسة لليهود أمر يخالف الشرع والعقل والفطرة السليمة.
وحذر من أن من يسلك هذا الطريق سيجد عاقبة فعله سريعًا، مؤكدًا أن هذه سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول.
واستشهد الشيخ بتاريخ ملوك الطوائف في الأندلس، الذين بلغ عددهم قرابة ثلاثين أميرًا، وكان بعضهم لا يحكم إلا قرية صغيرة، ومع ذلك حملوا ألقابًا عظيمة. وأشار إلى أن هؤلاء الملوك كانوا يبيعون بعضهم البعض للنصارى، ويقبلون بحياة ذليلة على حساب إخوانهم،
ثم يلاقون مصيرًا مشابهًا، حيث لم يأسف عليهم أحد. واستحضر الشيخ قول الشاعر الذي ذم حال الأندلس بسبب كثرة الملوك بألقابهم الرنانة التي لا تناسب ضعفهم.
وأرجع الشيخ سبب هذا الحال إلى تفضيل الدنيا على الآخرة، والمصلحة الخاصة على المصلحة العامة للأمة. فقد كان كل أمير يهتم بالبقاء في ملكه ولو لأيام قليلة مع ذل الأمة، ولا يفسح المجال لمن هو أجدر منه بتحقيق تطلعات الأمة. كما ساهم في ذلك إهمال مبدأ الولاء والبراء الذي يعتبر أساسًا لهذا الدين وأهله.
وتساءل الشيخ عن حال الأمة الإسلامية، حيث تُداس الأوطان وتعاني الأمة ويزداد الظلم. واستفسر عما إذا كانت هناك عاصمة عربية اليوم آمنة من الطيران الإسرائيلي الذي لا يملك العرب دفاعات ضده، وعما إذا كانت الدول العربية في مأمن من الترسانة النووية الإسرائيلية.
ثم طرح سؤالًا هامًا: من الذي مكّن إسرائيل من هذه القوة؟ أليست هي الدول التي يطلق عليها الإعلام العربي وصف “الدول الصديقة”؟ وهل يرضى الصديق ويفرح بما يحدث في غزة وغيرها هذه الأيام؟
وخلص الشيخ إلى أنه ليس للمسلمين من سبيل لكشف ما نزل بهم إلا اللجوء إلى الله عز وجل أولًا، ثم توحيد صفوفهم ثانيًا، عسى أن يدفع الله بذلك البلاء عنهم. وأكد أننا نعيش في فتن عظيمة لا يكشفها إلا الله، وأن هذا الحال لن يدوم، وإن دام فلن يبقى المسلمون. فالحياة إما أن تُفرح الصديق أو أن تكون موتًا يُحزن العدو.
واورد الشيخ ابو الحسن المأربي تلك المقتطفات في رسائل بعنوان “سبيل العزة بنصائح الشعوب والحكام والعلماء بسبب ما حدث في غزة مصحح”.