القبائل العربية

قبيلة تغلب نسبها وفروعها

من القبائل العربية الكبيرة التي ورد اسمها كثيرًا في مؤلفات الأخباريين والمؤرخين ولها أيام مع القبائل الأخرى، وهي مثل سائر القبائل العدنانية الأخرى مهاجرة على عرف النسابين، تركت ديارها وارتحلت إلى الشمال، فسكنت في العراق وفي بادية الشام، واتصلت منازلها بالغساسنة والمناذرة والروم والفرس.
وكانت غالبيتها على النصرانية عند ظهور الإسلام.

تغلب
وينسب النسابون تغلب إلى جد أعلى زعموا أن اسمه “تغلب”، وهو “تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار”.
وقد عرفت هذه القبيلة ب “الغلباء”.
وهو نعت يدل على فخر القبيلة بنفسها وعلى تباهيها على غيرها من القبائل.
وقد ذكر بعض أهل الأخبار عنها قوله: “لو أبطأ الإسلام قليلًا، لأكل بنو تغلب الناس”.
تعبيرًا عن قوتها وكثرتها وأهميتها إذْ ذاك بين القبائل.
وقيل في اسمها تغلب بنت وائل بالتأنيث، ذهابًا إلى القبيلة، كما قالوا: تميم بنت مرّ.
جاء في شعر الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل
ورد العدو عليك كل مكان

وقد كانت لرؤساء تغلب الرئاسة على قبائل ربيعة، كما صار لها اللواء.
أي رئاسة الحرب.
فمن يحمل اللواء تكون له الرئاسة في الحرب.
ويرى أهل الأخبار أن قبيلة تغلب مثل سائر قبائل ربيعة كانت تسكن في الأصل في تهامة، ثم انتشرت فنزلت الحجاز ونجد والبحرين، فلما تحاربت مع “بكر بن وائل”، زحفت نحو الشمال حتى بلغت أطراف الجزيرة، فسكن قوم منها جهات سنجار ونصيبين، حتى عرفت تلك الديار ب “ديار ربيعة”.
وديار ربيعة بين الموصل إلى رأس عين ونصيبين و “دنيسر” والخابور، وما بين هذه المدن والقرى.
وجمعت هذه الديار بين “ديار بكر” و “ديار ربيعة” وسميت كلها ب “ديار ربيعة”.
وقد انتشرت بطون تغلب في الثرثار، بين سنجار وتكريت.
ويروي أهل الأخبار أن أول من نزل بطون تغلب في الجزيرة الفراتية هو: “علقمة بن سيف بن شرحبيل بن مالك بن سعد بن جشم بن بكر” وقد قاتل أهل الجزيرة حتى غلبهم، وأنزل قومه بها.
ويؤيدون رأيهم هذا بما جاء في معلقة “عمرو بن كلثوم”: ورثنا مجد علقمة بن سيف
أباح لنا حصون المجد دينا

وهو بيت من قصيدة يفتخر فيها بقومه وبشجاعتهم: ومعنى هذا البيت إن صح، أن النصارى لم يكونوا أشداء في الحروب، وأنهم لم يكونوا على شاكلة العرب الوثنيين في الطعن والضرب.

نصارى تغلب

أدى اتصال تغلب بالروم وبنصارى العراق والجزيرة وبلاد الشأم إلى دخول قسم منهم في النصرانية كمعظم القبائل التي دخلت العراق وبلاد الشام.
وهي من القبائل المتنصرة ومن سكان الخيام.
وقد تغلب الشاعر “جابر بن حنى التغلبي”، ويقال إنه قال في شعر له مخاطبًا بهراء: وقد زعمت بهراء أن رماحنا
رماح نصارى لا تخوض إلى الدم

شجرة تغلب

من ولد تغلب في رأي النسابين: غنم والأوس وعمران.
ومن بطون غنم: “الأراقم”.
وهم جشم ومالك وعمرو وثعلبة والحارث ومعاوية وهم بنو بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
ومنهم: عمرو بن الخنس قاتل “الحارث بن ظالم”، وكان “الأسود بن منذر” ملك الحيرة قد طلب ذلك منه.
ومنهم “الهذيل بن هبيرة” وكان قد رأس تغلب في الجاهلية.
وكان جرارًا للجيوش، أسره يزيد بن حذيفة السعدي.
ومن “بني تغلب” “السفّاح بن خالد”، واسمه “سلمة”.
وكان جرارًا للجيوش في الجاهلية.
وإنما سمي “السفاح”، لأنه سفح المزاد يوم كاظمة، وقال لأصحابه: قاتلوا فإنكم إن أهزمتم مُتم عطشًا.
ومن بني غنم: بنو جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
ومنهم الشاعر: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم، ومن ولده: عبد الله والأسود، وهما شاعران سيدان.
وعَبّاد، وهو قاتل بشر بن عمرو بن عدس.
ومنهم “أبو حنش”، عاصم بن النعمان بن مالك بن عتاب، وهو ابن عم عمرو بن كلثوم.
وهو قاتل “شرحبيل بن الحارث” الكندي، وذلك يوم الكلاب.
ومنهم “الفدوكس” الذين منهم “الأخطل”.
ومن بني جشم بن بكر بن الحارث، “كليب وائل”، ذو الصيت الشهير في كتب أهل الأخبار شقيق.
“مهلهل”.
و “كليب وائل” هو “وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير”.
وقد ضرب به المثل في العز فقيل “أعز من كليب وائل”.
وكان والده “ربيعة”، قد قاد مضر وربيعة يوم السلان إلى أهل اليمن، وأدخله “السكري” في جملة “الجرارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock