مقالات واراء

الارهابي أبو علي الحاكم… العقل الاستخباراتي الدموي للمليشيات الحوثية

د. فياض النعمان
الارهابي عبد الله يحيى الحاكم المعروف بلقبه الشهير أبو علي الحاكم يعتبر واحد من أخطر القيادات الميدانية والاستخباراتية في تاريخ مليشيات الحوثي الارهابية والرجل الذي يحيط به الكثير من الغموض منذ ظهوره العلني في أواخر الحروب الست بمحافظة صعدة ولد في مديرية حيدان بمحافظة صعدة في سبعينيات القرن الماضي ونشأ في بيئة دينية متشددة تأثر فيها بفكر جماعة الشباب المؤمن وانخرط مبكرا في أنشطتها الدعوية قبل أن ينتقل إلى العمل العسكري الميداني برز اسمه للمرة الأولى خلال الحرب الثالثة في صعدة عام 2006 كأحد أبرز القادة الميدانيين الذين أداروا المعارك في الجبال والمناطق الوعرة، مستفيدا من خبرته في حرب العصابات ومعرفته الدقيقة بتضاريس المنطقة. ومع نهاية الحرب السادسة كان قد صعد إلى الصف الأول من القيادة العسكرية للمليشيات ليتولى مهام الإشراف على جبهات واسعة وتنفيذ عمليات نوعية ضد القوات الحكومية.

بعد انقلاب 21 سبتمبر 2014 أصبح الارهابي أبو علي الحاكم الذراع الأمنية والاستخباراتية الأكثر فاعلية داخل المليشيات و أوكلت إليه مهمة السيطرة على العاصمة صنعاء وتصفية أي جيوب مقاومة أو معارضة للمليشيات وأشرف على اقتحام المعسكرات والمقرات الحكومية وقاد عمليات مداهمة واعتقال واسعة طالت المئات من الناشطين والسياسيين والصحفيين كما أشرف شخصيا على حملات إخفاء قسري وتعذيب ممنهج في سجون سرية تابعة للمليشيا كما ان تقارير محلية ودولية تؤكد أنه المسؤول المباشر عن تنفيذ سلسلة اغتيالات سياسية وعسكرية استهدفت قيادات بارزة في الدولة والجيش في إطار خطة منظمة لإفراغ مؤسسات الدولة من القيادات المؤثرة واستبدالها بعناصر موالية للمليشيات الحوثية الارهابية.

وخلال سنوات الحرب انتقل الحاكم من دور القائد الميداني إلى دور المخطط الاستراتيجي لعمليات المليشيات على مستوى اليمن وكان يشرف على التنسيق بين الجبهات المختلفة من صعدة شمالا إلى الحديدة غربا مرورا بجبهات مأرب والبيضاء كما لعب دور رئيسي في تأمين خطوط الإمداد بالسلاح القادم من إيران عبر البحر الأحمر بالتنسيق مع خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني كما أن الحاكم تلقى تدريب خاص في لبنان وإيران على إدارة العمليات الخاصة والحرب غير التقليدية ما جعله أحد أكثر قادة المليشيات خبرة في مجالات التخطيط الأمني والاستخباراتي.

ونسج أبو علي الحاكم شبكة تحالفات واسعة مع مشايخ قبائل وشخصيات نافذة مستخدم مزيج من الإغراءات المالية والتهديد المباشر لتأمين ولائهم للمليشيات وعرف عنه أسلوبه الدموي في التعامل مع الخصوم ولا يتردد في تصفية المعارضين ميدانيا إذا شعر أن وجودهم يمثل تهديد لمشاريع المليشيات الارهابية الحوثية ويمثل قناة تواصل سرية مع النظام في طهران ولعب دور الوسيط في تنسيق وصول الدعم اللوجستي والتقني للمليشيات إلى جانب تبادل المعلومات الأمنية مع الحرس الثوري الايراني.

ويشكل أبو علي الحاكم خطر حقيقي ليس فقط على اليمن وانما على أمن المنطقة ككل نظرا لدوره المحوري في تحويل المليشيات من حركة تمرد محلية إلى ذراع عسكرية واستخباراتية إيرانية في شبه الجزيرة العربية بالإضافة إلى قدرته على الدمج بين العمل العسكري والاستخباري وخبرته في إدارة المناطق التي تسقط تحت سيطرة المليشيات جعلته أحد أكثر القادة المطلوبين دوليا و أدرج اسمه في قوائم العقوبات الأممية والأمريكية لدوره في تقويض الاستقرار في اليمن وتهديد أمن الممرات الملاحية في البحر الأحمر.

ويمثل أبو علي الحاكم النموذج الأوضح للقائد الميداني الذي تحول إلى مهندس أمني واستراتيجي للمليشيات الارهابية جامع بين القسوة الميدانية والاستخباراتي ما جعله أحد أعمدة المشروع الإيراني في اليمن وأحد أبرز مصادر الخطر على استقرار البلاد والمنطقة فمسيرته المليئة بالدم والعنف والتحالفات المشبوهة تعكس بوضوح طبيعة الخطر الذي يشكله استمرار وجوده في صدارة المشهد القيادي للمليشيات الحوثية الارهابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock