اركان الايمان والفرق بين الإيمان والإسلام

يغوص هذا المقال الشامل في اركان الايمان ، موضحاً أركانه الستة الأساسية وشعبه المتعددة. نستعرض هنا كل ركن بتفصيل دقيق، مستندين إلى النصوص الشرعية وشارحين معانيه العميقة. ستتعرف على كيفية بناء الإيمان القوي، وفهم كل جانب من جوانبه، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وصولاً إلى اليوم الآخر والقدر. إنه دليل شامل لكل من يسعى لتعميق فهمه للإيمان الحقيقي.
كما يتناول الفروقات الدقيقة بين مفهومي الإيمان والإسلام، موضحًا أركان كل منهما وعلاقتهما ببعضهما البعض، بالإضافة إلى الركن الثالث للدين: الإحسان. نتعمق في شرح هذه المصطلحات وفقًا لحديث جبريل الشهير وتوضيحات العلماء، بهدف تعزيز فهم القارئ لجوهر الدين الإسلامي. إنه دليل شامل للمسلم الراغب في تعميق معرفته بالعقيدة والعبادة.
سر الإيمان : بناء حصن قلبي لا يتزعزع
الإيمان ليس مجرد كلمة تقال، بل هو منهج حياة متكامل، وركيزة أساسية للدين الإسلامي. هو تلك المرتبة السامية التي يطمح إليها كل مسلم بعد إسلامه، ساعياً لتعميق صلته بخالقه. الإيمان الحقيقي لا يتوقف عند العبادات الظاهرة، بل يتجاوزها إلى أعماق القلب والسلوك. إنه يمثل السمو الروحي، ويبرز كمال الشخصية المسلمة في كافة جوانبها.
من هذا المنطلق، يرتقي المسلم بإسلامه إلى مرتبة الإيمان، متجسداً في سلوكه اليومي. يشمل هذا الارتقاء الاعتقاد الجازم، والعبادة الخالصة، والأخلاق الفاضلة. الإيمان بحد ذاته يتكون من شعب متعددة، كما وصفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر أن “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة”. أفضل هذه الشعب قول “لا إله إلا الله”، بينما أدناها يتمثل في “إماطة الأذى عن الطريق”. وهكذا، يبرز الحياء كجزء لا يتجزأ من هذا الإيمان الشامل.
عدد اركان الايمان
يستند الإيمان في الإسلام على ستة أركان رئيسية، تعد بمثابة الأصول الثابتة التي لا يصح إيمان المسلم إلا بها. هذه الأركان حددها النبي صلى الله عليه وسلم بوضوح في حديث جبريل المشهور، عندما سئل عن الإيمان. أجاب النبي قائلاً: “أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره”. هذه الأركان تشكل مجتمعةً العقيدة الإيمانية التي يرتكز عليها الإسلام.
عدد اركان الايمان ستة واولها الإيمان بالله هو الركن الأول والأهم، ثم يأتي الايمان بالملائكة والكتب المنزلة والرسل المرسلة ، واليوم الاخر، والقضاء والقدر وهو أساس الإيمان كله. يتضمن هذا الركن الإيمان بتوحيد الربوبية، بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء. كذلك، يشمل توحيد الألوهية، بمعنى إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له. أخيرًا، يتضمن توحيد الأسماء والصفات، بالإيمان بأن لله أسماء وصفات عليا تليق بجلاله، دون تأويل أو تشبيه أو تعطيل. الإيمان بالله يتطلب التصديق الجازم بوجوده، ووجوب عبادته وحده، وحقه في التصرف في الكون.

الايمان بالملائكة
يعد الايمان بالملائكة ركن أساسي آخ من اركان الايمان، والملائكة هم عباد مكرمون لله، خلقوا من نور، لا يعصون الله أمرًا ويفعلون ما يؤمرون. إنهم جزء من عالم الغيب الذي لا نراه، ولكننا نؤمن بوجودهم ودورهم العظيم في الكون. لقد جعلهم الله أصنافاً متعددة، فلكل صنف عمل محدد يقوم به وفقاً لأمر الله.
من بين هؤلاء الملائكة، نجد الحفظة الذين يسجلون أعمال بني آدم ويكتبونها، كما ورد في قوله تعالى: “وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ”. كذلك، هناك حملة العرش العظيم، وملائكة موكلون بالوحي كجبريل عليه السلام، وميكائيل الموكل بالقطر، وملك الموت القائم بقبض الأرواح. بالإضافة إلى هؤلاء، توجد أصناف أخرى لا يعلم عددها إلا الله، مصداقًا لقوله تعالى: “وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ”. الإيمان بوجودهم ووظائفهم ينمي في القلب الخشية والتعظيم لله.
الركن الثالث من اركان الايمان
الايمان بالكتب هو الركن الثالث من اركان الايمان وهو يعقب الإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب التي أنزلها الله على رسله. الله جل وعلا أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب من عنده، متضمنةً وحيه وشرائعه وأمره ونهيه. هذه الكتب السماوية كانت بمثابة منارات هداية للبشرية، ترشدهم إلى طريق الحق والخير. من بين هذه الكتب، نذكر التوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل على عيسى، والزبور على داود، والقرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم.
علاوة على ذلك، توجد كتب أخرى لم يذكرها الله لنا تفصيلاً، ولكننا نؤمن بها إجمالاً. نؤمن أيضاً بما ذكره الله باسمه تفصيلاً، معتبرين القرآن الكريم آخر وأعظم هذه الكتب. إنه الكتاب المعجز الذي عجز الثقلان، الجن والإنس، عن الإتيان بسورة واحدة من مثله. بالتالي، الإيمان بهذه الكتب يعني التصديق بما جاء فيها من حقائق، وأنها كلها من عند الله، وأنها تتفق في جوهر دعوتها إلى توحيد الله وعبادته.
الايمان بالرسل : الركن الرابع من اركان الايمان
يأتي الإيمان بالرسل الركن الرابع من أركان الإيمان، حيث أرسل الله جل وعلا الأنبياء والرسل بشرائعه ودينه لهداية خلقه. لقد أرسلهم الله ليبينوا للناس ما ينفعهم وما يضرهم، ويوضحوا لهم دينهم. في الواقع، أقام الله الحجة بهم على البشر، “لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ”. عددهم الحقيقي لا يعلمه إلا الله وحده، وهم كثيرون جدًا.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أسماء بعض هؤلاء الرسل تفصيلاً، مثل إبراهيم، إسحاق، يعقوب، نوح، داود، سليمان، أيوب، يوسف، موسى، هارون، زكريا، يحيى، عيسى، إلياس، إسماعيل، اليسع، يونس، ولوط. بالتالي، نؤمن بهؤلاء الأنبياء والرسل بأعيانهم. أما من لم يسمهم الله لنا، فنؤمن بهم جملةً، دون تفريق بينهم. فمن كفر بنبي واحد، فقد كفر بالجميع، لأنهم جميعاً يحملون رسالة واحدة من الله.
وهذا ما يؤكده قوله تعالى: “قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.
الايمان باليوم الآخر: الركن الخامس من اركان الايمان
يشكل الإيمان باليوم الآخر الركن الخامس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالبعث بعد الموت. الدنيا هي دار عمل واختبار، بينما الآخرة هي دار الجزاء والحساب. إنها بمثابة المزرعة التي يزرع فيها الإنسان ما يحصده لاحقًا في الحياة الأخرى. إذن، الدنيا لا تحتوي على جزاء نهائي، بينما الآخرة لا يوجد فيها عمل، بل فقط نتيجة لما قُدّم.
لذلك، فإن الإيمان باليوم الآخر ضروري جدًا، ومن لا يؤمن به يعد كافرًا. قال تعالى: “زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ”. بالتالي، لا يجوز للإنسان أن يعيش في الدنيا آكلاً شارباً عاصيًا، متجاهلاً وجود بعث وحساب وجزاء. الله جل وعلا جعل الآخرة للجزاء، وهذا من عدله سبحانه، فهو لا يضيع عمل العاملين.
حقاً، يجازي كل إنسان بعمله. كما ورد في قوله تعالى: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ”. لو لم يكن هناك بعث، لأصبح الخلق عبثًا، والله سبحانه منزه عن العبث.
الايمان بالقضاء والقدر : الركن السادس من اركان الايمان
أما الركن السادس من اركان الايمان، هو الإيمان بالقضاء والقدر، والذي يعرف بأنه سر الله جل وعلا في الكون. القدر هو كل ما قدره الله من أحداث، سواء ما كان منها في الماضي أو ما سيكون حتى قيام الساعة. لقد جرى القلم بالمقادير، وكُتب كل شيء في اللوح المحفوظ، فلا يقع شيء إلا بقدر الله. في الحقيقة، كل شيء خلقه الله بقدر معلوم ومقسوم، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”.
وهكذا، الأمور ليست عشوائية أو تحدث بلا تخطيط، بل هي مقدرة ومكتوبة من قبل. قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا”. يقصد بكلمة “كتاب” هنا اللوح المحفوظ، و”قبل أن نبرأها” يعني قبل أن يخلقها الله ويوجدها.
مراتب الإيمان بالقدر
يتفرع الإيمان بالقدر إلى أربع مراتب أساسية، يجب الإيمان بها جميعاً ليتحقق الإيمان بالقدر على أكمل وجه. أولاً، الإيمان بعلم الله جل وعلا الأزلي الأبدي المحيط بكل شيء. يجب أن نعتقد أن الله علم كل ما كان وما سيكون، فعلمه مطلق وشامل.
ثانياً، تأتي مرتبة الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن إلى يوم القيامة. هذا يعني أن كل تفصيلة في الكون قد سجلت وعُرفت قبل وقوعها. ثالثاً، تتبعها مرتبة المشيئة والإرادة الإلهية. ما شاءه الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فإرادته نافذة لا يحدها شيء.
أخيراً، المرتبة الرابعة هي مرتبة خلق الأشياء في أوقاتها المقدرة لها. كل شيء يقع في وقته المحدد الذي قدره الله جل وعلا. إذن، يجب الإيمان بهذه المراتب الأربع: العلم، الكتابة، المشيئة، والخلق والإيجاد. هذا هو جوهر الإيمان بالقضاء والقدر، وهو ما يعطي المسلم راحة وطمأنينة بأن كل الأمور بيد الله وحده.
الفرق بين الاسلام والايمان
يمثل فهم الفروقات بين أركان الإيمان وأركان الإسلام جانبًا بالغ الأهمية لكل مسلم. الدين الإسلامي، في جوهره، يقوم على ثلاثة أركان أساسية مترابطة. هذه الأركان هي: الإسلام، الإيمان، والإحسان. وقد ورد تفصيل هذه الأركان في حديث عظيم يعرف بـ “حديث جبريل”. هذا الحديث يمثل خارطة طريق واضحة لفهم أبعاد الدين المختلفة.
روى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قصة مجيء رجل شديد البياض إلى النبي صلى الله عليه وسلم. جلس هذا الرجل قريباً جدًا من النبي، ثم سأله عن الإسلام. أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام هو “أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وتُقيمَ الصلاةَ، وتُؤْتيَ الزكاةَ، وتَصُومَ رمضانَ، وتَحُجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سَبِيلًا”. الرجل صدّق إجابة النبي، مما أثار دهشة الصحابة.

اركان الإيمان الستة : العبادات القلبية
بعد ذلك، سأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان. فرد النبي قائلاً: “أنْ تُؤمِنَ بالله، وملائكته، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ”. مرة أخرى، صدّق الرجل النبي على إجابته. هذه الأركان الستة تمثل جوهر العقيدة الإسلامية. هي بمثابة الركائز التي يقوم عليها التصديق القلبي الجازم. الإيمان بها ضروري لصحة إيمان المسلم.
تشكل اركان الايمان الستة الجانب الباطني للإيمان. هي اعتقادات راسخة في القلب لا تتزعزع. فالإيمان بالله يشمل توحيده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. الإيمان بالملائكة يعني التصديق بوجودهم ودورهم. كذلك، الإيمان بالكتب يعني التسليم بأن الله أنزل كتبًا لهداية البشر. الإيمان بالرسل يعني التصديق بكل الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله. أما الإيمان باليوم الآخر، فيتضمن التصديق بالبعث والحساب والجزاء. وأخيرًا، الإيمان بالقدر خيره وشره يعني التسليم بأن كل شيء بتقدير الله وعلمه.
أركان الإسلام الخمسة : التطبيق العملي للإيمان
بعد أن سأل الرجل عن الإيمان، انتقل إلى السؤال عن الإحسان. أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. ثم سأل عن الساعة وعلاماتها. بعد أن انصرف الرجل، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أن هذا السائل هو جبريل، جاء ليعلمهم دينهم. هذا الحديث العظيم يؤكد على تكامل هذه الأركان الثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
اركان الإسلام الخمسة هي الجانب العملي الظاهري للدين. هي الشعائر الأساسية التي يمارسها المسلم ليُظهر خضوعه لله. هذه الأركان هي: “شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”، “إقامة الصلاة”، “إيتاء الزكاة”، “صوم رمضان”، و”حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية هذه الأركان في حديث آخر، حيث قال: “بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ”.
الإيمان والإسلام: اختلاف في المفهوم، تكامل في الهدف
لبيان الفروق بين الإيمان والإسلام، من المهم أن نعرّف كل لفظ على حدة. الإيمان لغةً يعني التصديق القلبي أو الإذعان الداخلي لصدق أمر ما. اصطلاحاً، هو الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان. ببساطة، الإيمان هو عمل القلب أو الباطن. هو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلم من الدين بالضرورة.
على النقيض، الإسلام لغةً هو الاستسلام والخضوع لأمر ما. اصطلاحاً، هو الخضوع والامتثال والانقياد الظاهري لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة. الإسلام، إذًا، هو العمل الظاهري بمقتضى هذا الإيمان القلبي. هو عمل الجسد والجوارح الذي يترجم الاعتقاد الداخلي إلى واقع ملموس.
علاقة الإيمان والإسلام : ” إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا “
يؤكد العلماء أن الإيمان والإسلام هما من المعاني التي “إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت”. هذا يعني أن اللفظين قد يأتيان مترادفين في المعنى إذا ذُكرا في سياقات مختلفة. على سبيل المثال، في قوله تعالى: “فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”، هنا كل لفظ يدل على معنى الآخر تقريباً.
ومع ذلك، إذا ذكرا في سياق واحد، فإنهما يفترقان في المعنى. هذا ما يتضح في قوله تعالى: “قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ”. هنا، فرّق الله تعالى بين الإيمان والإسلام. كما أن حديث جبريل فرق بينهما، حيث وضح النبي صلى الله عليه وسلم كل ركن على حدة.
تكامل الأركان: الطريق إلى الإيمان والإسلام الحق
يوضح الإمام ابن رجب في كتابه “جامع العلوم والحكم” أن اسم الإسلام والإيمان، إذا أفرد أحدهما، دخل فيه الآخر ودلّ بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده. أما إذا قُرن بينهما، دلّ أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده، ودلّ الآخر على الباقي. هذا المعنى أكده العديد من الأئمة.
بناءً على ما سبق، اركان الايمان والإسلام كلاهما أركان أساسية للدين، ويضاف إليهما الإحسان كعنصر ثالث جوهري. لا بد من تكامل هذه الأركان كلها ليصبح العبد مؤمنًا أو مسلمًا حقًا. الإيمان هو عمل القلب، والإسلام هو عمل الجوارح. أما الإحسان فهو روح العبادة، وسر الإخلاص والمراقبة لله سبحانه وتعالى فيها. إنه الشعور الدائم بأن الله يراك، مما يدفعك لإتقان عبادتك.
مواضيع ذات صلة :